أشعر بشيئ من الغثيان كلما استمعت إلى مسؤول مصري كبير أو صغير يعطي نصائحه إلى الدول الأخرى وخاصة الدول الغربية في أهمية مكافحة الإرهاب وأن الرئيس مبارك سبق وحذر العالم من الإرهاب ، وأنه لا بد من عقد مؤتمر دولي لمكافحة الإرهاب ، فالذي يسمع مثل هذا الكلام من أصحاب أهم معامل تفريخ الإرهاب لا بد من أن يصاب بالغثيان ، إن الكثير من نظم العالم الثالث وفي مقدمتها مصر هي المسؤل الأول بجدارة عن تصدير الإرهاب للعالم كله ، وكانت السجون والمعتقلات والتعذيب وإهدار معنى كلمة إنسان واستباحة كل قيم تعارف عليها البشر أو حتى الحيوانات ، كل ذلك كان أدوات المعمل المتميز لصناعة وتعبئة الإرهاب بكل وحشيته ، وإذا كان الصحابي الجليل أبو ذر الغفاري رضوان الله عليه يقول : عجبت لمن لا يجد قوت يومه كيف لا يخرج على الناس شاهرا سيفه ، فإن المسلم اليوم يقول بلغته : عجبت لمن ذاق هول التعليق في سلخانات استقبال طره والقلعة سابقا والعقرب لاحقا وأقبية لاظوغلي سابقا ومدينة نصر لاحقا والجيزة ، ومن استبيحت آدميته وأصابه التعذيب بالشلل وبعضهم بذهاب البصر ومن ماتوا تحت التعذيب وذهب دمهم هدرا ، ومن سبت أمه وأبوه ودينه وعرضه وضربت زوجته وأخته أمام عينية وهددوهم بالاغتصاب ومن قتل أبناؤه في نهار رمضان في مساجد أسوان ومن لم يكتفوا باعتقاله وتعذيبه بل اعتقلوا أطفاله وعذبوهم ، عجبت لمثل هؤلاء كيف نندهش أن يخرج منهم من يحمل القنابل ليفجرها في كل مكان تطوله يديه ، ووالله لو بقية من دين وفطرة في نفوس الآلاف من هؤلاء لكانوا جميعهم اليوم في عداد من يسمونهم " الإرهابيين " ، إن هؤلاء الذين يقدمون نصائحهم الكاذبة والمزيفة للعالم بمكافحة الإرهاب عليهم أن يوقفوا ضخ المزيد من كتائب الإرهاب في معاملهم في السجون والمعتقلات ، وهؤلاء الذين يتحدثون عن نصائح الرئيس مبارك لدول العالم بأهمية التصدي للإرهاب لأنه خطر على العالم ، عليهم أن ينصحوا الرئيس مبارك نفسه وأن يتذكروا أن من يمتلك معامل تفريخ الإرهاب هو نظام أشد خطرا على السلام العالمي وأمن العالم ، وعلى هؤلاء النصحاء أن يستجيبوا أولا لأشواق شعوبهم من أجل الحرية والكرامة والشفافية ، وأن يستجيبوا لهواء الحرية الذي يسري في العالم كله إلا البلاد التي ابتليت بهم ، وعندما تعود السيادة للشعب وليس لعصابات المستبدين ، وعندما تعود السيادة للقانون وليس للبطش والسوط والمعتقل ، وعندما يعود حق الإنسان في الأمن والأمان والحرية والكرامة مظللا بلادنا وأهلها ، عندها فقط تجف منابع الإرهاب ، ويأمن العالم من شره المستطير ، بدون أي حاجة إلى نصائح فاجرة من الجلادين والقتلة . __________________________________________________