كان المقصود بالتفجيرات التي وقعت في طابا في السابع من الشهر الحالي -غداة ذكري انتصارات اكتوبر 73- استهداف مصر الأمن والاستقرارلاسيما وان التفجيرات هي الاولي التي تأتي في اعقاب آخر عملية ارهابية وقعت بالاقصر في نوفمبر سنة 1997 منفذو عملية طابا هالهم أن تتمتع مصر بالامن بعد ان بتر الارهاب منها بفضل يقظة رجال الامن والسياسة الحكيمة المتزنة التي تبنتها قيادة وزارة الداخلية المصرية وعليه جاءت عملية طابا من اجل اختراق الهدوء ولتسلط الضوء علي ان مصر مثلها مثل اي مكان في العالم مستهدفة من قبل الارهاب والارهابيين، وان الارهاب لم يغب عنها وانه يهدد استقرارها ويهدد السياحة فيها فالحادث وقع في اكثر الاماكن أمنا حيث كان السائح يعيش جوا خاليا من التوتر والقلق. استيعاب الحدث لاشك ان السلطات الامنية في مصر لم يغب عنها امكانية ظهور اي موجة للارهاب كما لم يغب عنها ان المحرك لها قد لا يتقصر علي البعد الديني وانما قد يتعداه الي ابعاد سياسية ولهذا فان الحادث عندما وقع جري التعامل معه بحكمة وبموضوعية ويحمد للقيادة الامنية استيعابها للحدث فلم تنخرط في مندبة ولم تهون منه ولم تهول ولكنها اظهرت من خلال معالجتها انها استوعبت الحدث واتخذت الحيطة لما قد يستجد في المستقبل وبالتالي اضاعت الفرصة علي من نسج المناورة وارتكب العملية في استغلالها ضد مصر. مصطلحات أمريكية جاء الحادث ليطرح امرين يجب أخذهما بجدية من اجل التطبيق.. الأول ضرورة اعادة النظر في شروط المنطقة "ج" التي وردت في الاتفاق بين مصر واسرائيل بحيث تصبح هناك حراسة مصرية علي المنطقة الحدودية حتي لا يكون هناك فراغ زمني يستغل في اية عمليات ارهابية. الثاني: ضرورة عقد مؤتمر دولي حول الارهاب وهو ما دعا اليه الرئيس مبارك منذ 1986 لوضع تعريف وتحديد لمعني الارهاب لقطع الطريق علي امريكا التي استغلت الظروف والتطورات واستفردت هي بتحديد معني الارهاب وراحت تصنف الدول بدءا من الدول المارقة وانتهاء بمحور الشر، فالعراق شرير وايران شريرة وسوريا مارقة ولربما تظهر مصطلحات اخري قريبا فنجد مصر تصنف علي انها دولة ماجنة والسعودية مراوغة ولبنان مخادعة والسودان تمارس الابادة الجماعية وهكذا دواليك. الإرهاب والمقاومة من الأهمية بمكان عقد مؤتمر دولي حول الارهاب للاتفاق علي تعريفه والوقوف علي الاسباب التي ادت اليه حتي يتسني علاجه فلابد من عقد مؤتمر دولي حول الارهاب لتبيان الفرق الكبير بينه وبين المقاومة التي هي حق مشروع كفلته مواثيق الاممالمتحدة لكل من جري احتلاله ولذلك لايمكن بأي حال الحاق المقاومة بالارهاب كما تفعل امريكا واسرائيل عندما يصنفان حماس والجهاد وحزب الله كمنظمات ارهابية ويفوضان نفسيهما بمحاربتهما بهدف استئصال شأفتهم. لقد فرضت امريكا علي العالم في اعقاب كارثة الحادي عشر من سبتمبر 2001 اجندة واحدة لا تحمل إلا عنوانا كبيرا هو الارهاب ودخلت بهذا المصطلح معارك شتي وشنت الحملات العسكرية اللاآدمية التي اغتالت فيها المدنيين والابرياء سواء في أفغانستان التي بدأت حربها معها في السابع من اكتوبر 2001 او في العراق الدي بدأت حربها عليه في العشرين من مارس من العام الماضي، ارتدت امريكا عباءة الارهاب واتخذتها ذريعة لتمارس ارهاب الدولة وواكبتها في ذلك اسرائيل فاغتالت ونسفت ودمرت واعتقلت وجرفت الاراضي وصادرتها واقامت الجدار الفاصل وفرضت الهيمنة الكاملة. إرهاب الدولة إن الانصاف والمنطق يقولان بان مكافحة الارهاب تتطلب في المقام الأول معالجة اسبابه ومن ثم يجب الاسراع بحل القضية الفلسطينية واحراز تسوية عادلة منصفة تضمن للشعب الفلسطيني استعادة جميع حقوقه المشروعة وفي مقدمتها حقه في اقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس. إن الانصاف والمنطق يتطلب استئصال مبدأ ارهاب الدولة الذي تمارسه امريكا واسرائيل اليوم ضد دولنا فارهاب الدولة هو الذي ولد العنف وعدم الاستقرار واشاع الفوضي في العالم كله بحيث لم يصبح العالم الآن اكثر أمانا بل علي العكس حولته امريكا الي بؤرة مشتعلة تهدد الجميع بمستقبل مظلم يسوده الانفلات الأمني والعنف والجريمة.