أقولها لكم بكل صراحة وبأعلى صوت مصر لن تحترق.. أقولها لكم بكل حرقة وجرأة وألم: مصر لن تحترق.. مصر لن تكون "عراق أو لبنان أو أفغانستان أو صومال أو سودان جديدة".. مصر أقوى وأكبر من ذلك.. أقولها بالفم المليان للخليجى والقطرى والإيطالى والأمريكانى.. أقولها بالفم المليان للخونة والعملاء والمأجورين ومثيرى الفتن والمؤامرات والدسائس مصر لن تحترق.. أقولها لمن يشعلون النيران فى الرماد لمن يبحثون عن الزعامة المزيفة لمن يريدون القفز فوق الشرعية والسلطة ولو على جثث ملايين المصريين الضحايا.. أقولها لمن صنعوا الطرف الثالث أو الرابع أو العاشر أو خلقوا لهم جميعًا المناخ السيئ والفاسد والفرص الذهبية لكى يمارسوا نشاطهم الإرهابى والإجرامى المعتاد.. أقولها لمن صنعوا مذبحة الاتحادية أو الأربعاء الدامى فى قلوب كل المصريين.. أقولها لجبهة التدمير الوطنى وليس الإنفاذ الوطنى والتى لم نر منها أية إنقاذ بالمرة.. أقولها للتيارات السياسية والشعبية والإسلامية.. أقولها لجماعة الإخوان المسلمين والسلفيين والجماعة الإسلامية وائتلاف القوة الإسلامية.. أقولها لكل المتظاهرين المؤيدين والمعارضين لقرارات الرئيس الأخيرة.. أقولها لكل قيادات الجماعة وكل قيادات حزب الحرية والعدالة وكل فلول وقيادات الحزب الوطنى المنحل وكل الأحزاب والحركات الاحتجاجية والمنظمات الحقوقية.. أقولها للجميع بالفم المليان وبأعلى صوت: مصر لن تحترق.. سيحترق كل اللاعبين فى ملاعب حرق مصر ولكن لن تحترق مصر.. ستحترق كل عرائس الموناليزا وكل خيوط اللعبة الدامية والمدمرة ولن تحترق مصر، ستبقى مصر حرة أبيه وستبقى ثورة الشعب والثوار.. ستحترق كل الوجوه المحروقة مسبقاً لدى الشعب وسيبقى الشعب وسيبقى الوطن.. سيتخلص الوطن من كل العملاء والخونة والمأجورين والآكلون والراقصون على كل الموائد ورجال كل العصور.. سيتخلص منهم الوطن فى محرقة التاريخ والوطن والأمة والعروبة والثورة.. سوف يسجل التاريخ أن الجميع عينه على كرسى الرئاسة وليس عينه على مصلحة البلد.. سوف يسجل التاريخ أن الجميع عينه على كرسى "المخلوع ومرسى" ولم يتعظوا من مصير "المخلوع" ونظامه وأركانه المحبوسين خلف القضبان.. على أبواب مذبحة الاتحادية 8 شهداء و1500 مصاب من الإخوان وحدهم كما يزعمون ولم نعرف حتى الآن عدد ضحايا المعارضين.. لم نسمع حتى الآن عن سقوط ضحايا من الطرف الثالث أو الرابع أو العاشر.. لم نسمع حتى الآن عن سقوط ضحايا من جانب رموز وقيادات جبهة الإعدام الوطنى.. لم ينزلوا للميدان حتى الآن.. لم نرهم على أبواب الاتحادية.. لم يخوضوا معركة الأربعاء الدامى فى قلوب كل المصريين إلا بالتحريض فقط من خلال بياناتهم التى تؤجج الموقف اشتعالاً من داخل القاعات والمكاتب والفيلات المكيفة المحتمون أو المختبئون فيها.. لم نر منهم ومن قياداتهم ورموزهم إلا الرفض لكل المبادرات الرئاسية وغير الرئاسية.. لم نر منهم إلا التحريض على استمرار الاعتصام فى الميدان وأمام الاتحادية رغم أنف كل المبادرات وحل الأزمة لكنهم لا يريدون لها حلاً.. إنهم يريدون مجلساً رئاسياً خماسياً أو سداسياً يقود البلد إلى عراق أو لبنان أو صومال أو سودان جديدة.. هذا ما يريدونه فقط.. أقولها بكل صراحة لقد أخطأ الجميع بمن فيهم الرئيس نفسه بالإعدام الدستورى الميت والذى استبدله بإعلان دستورى جديد لحل حالة الاحتقان فى البلد.. أقولها بكل صراحة: لقد أخطأت جماعة الإخوان عندما شاركت فى مظاهرات تأييدية أمام الاتحادية لمواجهة مظاهرات المعارضين أمامه.. فاندس الطرف الثالث بكل ما يمتلك من أدوات البلطجة والقتل والتدمير والفوضى وحدثت مذبحة الاتحادية.. ولم تستفد الجماعة من الدرس جيدًا فأصرت على تنظيم مظاهرات مؤيدة أمام مسجدى رابعة العدوية وآل رشدان ومركزهم العام بالمقطم وطريق صلاح سالم تتربص بالمعارضين أمام الاتحادية إذا حاولوا اقتحامها.. فصار البلد على أبواب حرب أهلية أو حرب شوارع فى مليونيات المعارضين والمؤيدين.. ولكى الله يا مصر. أرسل مقالك للنشر هنا وتجنب ما يجرح المشاعر والمقدسات والآداب العامة [email protected]