وصمة عار فى جبين وزارة الداخلية وجهازها الأمنى أن تترك ميليشيات مسلحة تهاجم بيت الله وترميه بالمولوتوف فى محاولة لإحراقه، وتحاصر فيه من بعد صلاة الجمعة الشيخ الجليل أحمد المحلاوى ذى التسعين عامًا مع أكثر من 150 من المصلين بينهم سيدات. كنت أشكك فى مواقف وزارة الداخلية وضباطها، والآن أطالب بوقفة مسئولة مع وزيرها الذى أخفى العسل فى السم عدة شهور، فلما قام الفلول بحركتهم الكبرى لإسقاط الثورة ونصبوا خيامهم فى ميدان التحرير، لم يخجل الوزير وكبار ضباطه من إظهار السم الزعاف! ساعات كثيرة ظل أمن الإسكندرية يتفرج على مسجد محاصر تنتهك حرمته ويحبس فيه شيخه المسن وهو علم كبير من أعلام الدعوة الإسلامية، ويمنع دخول الطعام والشراب إليه وإلى المحاصرين معه من بعد صلاة الجمعة، ثم يخرج اللواء مدير المباحث ليدعى أنه موجود داخل المسجد وأنه يحاول إخراجهم بعد ضمان سلامتهم. قال المستشار محمود الخضيرى الذى دخل إلى المسجد لمؤازرة الشيخ ومن معه إن يد الأمن أصبحت خفيفة. وعلق الشيخ نفسه لإحدى القنوات الفضائية بأن الأجهزة الأمنية متواطئة وأنه لا يعرف من المسئول الذى يمكنه أن يلجأ إليه ليتدخل. أين مسئولية رئيس الحكومة هشام قنديل عن وزير داخليته الذى عينه بنفسه؟ وهل يصح أن نقول إن الشرطة المصرية غير قادرة على التعامل مع بضع عشرات من البلطجية الشيوعيين الأناركية تحاصر المسجد بعد أن رمته بالنار والأحجار فى محاولة لحرقه؟! منذ دخل الإسلام مصر لم يحدث ذلك الاعتداء الشنيع على المساجد، ومن الآن فصاعدًا سيتشجع عليها المجرمون والفاسقون والشيوعيون بعد أن انتهكوا مسجد القائد إبراهيم دون رادع، وفى ظل صمت غامض من كل المسئولين وأولهم وزارة الداخلية التى تتمتع بالمشاهدة. والغريب أن اللواء مدير المباحث نفى أن المسجد يحاصره البلطجية الذين كانوا قد تنادوا يوم الخميس على الفيس بوك لحصار مسجد القائد إبراهيم والشيخ المحلاوى داخله، وهم أصلاً لم يؤدوا الصلاة وجاءوا بعدها كما قال الشيخ. اللواء مدير المباحث وصفهم بأنهم متظاهرون وأن قوات الأمن المركزى هى التى تحاصر المسجد لتحميه، وهو ما يكذبه كل من شهد تلك الواقعة الكارثية، وبينهم المستشار الخضيرى الذى حذر من كارثة إذا تدخل مريدو وأنصار الشيخ وهم كثر بأنفسهم لتخليصه ومن معه من الحصار إذا لم يقم الأمن بواجبه. استمرار التقاعس لا يجب أن يمر بدون محاسبة حتى لو احتاجت وزارة الداخلية إلى القيام بجراحة تطهير كبيرة وصعبة، سيما أن الجبهة السلفية وصفت صمت الجهاز الأمنى بالمخزى، واتهمت قوات الأمن بالتساهل مع المعتدين. هل صارت مصر غابة كبيرة يرتع فيها الفوضويون الشيوعيون الأناركيون؟! [email protected]