أكدت مصادر من مجمع البحوث الإسلامية أن هناك استياء عاما داخل المجمع من محاولات الدكتور محمد سيد طنطاوي شيخ الأزهر إلزام المجمع بإصدار وثيقة مبايعة للرئيس مبارك لفترة رئاسة خامسة . الرافضون لهذه المبايعة يرون أن مجمع البحوث الإسلامية هيئة إسلامية تختص بأمور الدين والعقيدة ويجب ألا يدس أنف المجمع في قضية سياسية ليس له علاقة بها وليست من اختصاصه. كما أنها تسيء للمجمع أكثر مما تخدمه وتفقده مصداقيته أمام الناس وأن شيخ الأزهر يسعى من وراء ذلك الحفاظ على مكانته بعد الضغوط الشديدة التي تعرض لها في الأيام الماضية وتنامي الشائعات حول إعداد الدكتور علي جمعة لخلافته بعد إجبار الشيخ على الاستقالة لأسباب صحية. وأكدت مصادر رفيعة المستوى أنه قد عقد اجتماع سري بين شيخ الأزهر والدكتور محمود زقزوق وزير الأوقاف والدكتور علي جمعة مفتي الجمهورية والدكتور أحمد الطيب رئيس جامعة الأزهر لتنسيق دور المؤسسات الدينية الرسمية في دعم حملة الدعاية للرئيس مبارك خلال الأيام القادمة وأن شيخ الأزهر ناشد الدكتور زقزوق تكثيف الجهود لخلق رأي عام مؤيد للرئيس مبارك من خلال إجبار علماء المساجد والدعاة على حض الناس على مبايعة مبارك عن طريق المنابر في حين أستنكر علماء الأمة مبايعة قيادات المؤسسات الدينية في مصر للرئيس مبارك مؤكدين أنها مبنية على مصالح شخصية وأن هؤلاء يحاولون أن يداهنوا الرئيس من أجل الحفاظ على مصالحهم ويحاولون الخلط بين الدين والسياسة. وطالبوا بالاحتكام إلى الانتخابات في اختيار الشخص المناسب وألا يكون هناك مصادرة على الشعب في اختيار من يراه صالحا لأي منصب حيث أن الانتخابات تعد شكلا من أشكال المبايعة ولكن بشرط أن تكون نزيهة ولا يشوبها تزوير وتحريف على أن تعقد في مناخ ديمقراطي مؤكدين على تخوفهم من عدم توافر هذه الشروط لأن العملية السياسية أو ما يسمى بالديمقراطية لا تراعي العقائد ولا الضمائر على عكس الشورى التي فرضها الإسلام بقوله "وأمرهم شورى بينهم".