أدخلت دعوة مصر إلى عقد قمة عربية استثنائية بمدينة شرم الشيخ العلاقات المصرية الجزائرية إلى نفق مظلم حيث أنتقدت الجزائر وبشدة وعلى لسان وزير الدولة للشئون الخارجية أبو جرة سلطاني تجاهل مصر إبلاغ الجزائر بالدعوة لعقد القمة بوصفها الرئيس الحالي للقمة العربية وهو التجاهل الذي جعل الجزائر ترفض عرضا مصريا بأن يكون الرئيس بوتفليقة هو رئيس القمة الاستثنائية التي تم تأجيلها بسبب وفاة العاهل السعودي الملك فهد رغم تأكيده حضور بوتفليقة للقمة. وقد تسببت هذه الأزمة في تزايد حدة التوتر في علاقات البلدين والتي بدأت بدعوة وزير الخارجية الجزائري عبد العزيز بلخادم إلى تحرير منصب الأمين للجامعة من السطوة المصرية ورفض الرئيس الجزائري اقتراح الرئيس مبارك تشكيل توريكا عربية لنقل وجهه النظر العربية للعالم في القضايا المهمة للأطراف الدولية الفاعلة وهو ما تسبب في وجود شبة قطيعة بين البلدين من عقد القمة العربية في الجزائر. وقد فسرت مصادر دبلوماسية تجاهل مصر إبلاغ الجزائر بالدعوة ومواعيد عقد القمة بأنه رد من مصر على عديد من المواقف الجزائرية الخشنة ضد مصر وأخرها اتهام الرئيس مبارك بأنه سيستخدم القمة العربية للدعاية الانتخابية لحملته الرئاسية وهو ما يعد تدخلا في الشئون الداخلية لمصر ويهدد بزيادة حدة التوتر أكثر من البلدين. غير أن مصادر بالجامعة العربية أبدت تفاءلا بحل الأزمة بين البلدين بعد قرار تأجيل القمة بوفاة الملك فهد لمدة أسبوع وهي فرصة لقيام بعض الأطراف بالتوسط بين البلدين للتوصل لحل يرضي البلدين مرجحة أن يدور محور هذا الحل في رئاسة الجزائر للقمة الاستثنائية. من جانبه نفي السفير عبد القادر حجاز مندوب الجزائر الدائم لدى الجامعة العربية أن تكون العلاقات المصرية الجزائرية قد دخلت نفقا مظلما فعلاقات البلدين تاريخية ولا تستطيع أزمة أيا كان حجمها أن تؤثر بالسلب على هذه العلاقات مشددا على حضور جزائري رفيع المستوى خلال القمة التي ستعقد في شرم الشيخ الأسبوع القادم. أوضح حجاز أيضا أن هناك اتصالات بين مصر والجزائر تجرى بصورة مكثفة لضمان نجاح قمة شرم الشيخ الاستثنائية لخدمة القضايا العربية.