أكدت مصادر دبلوماسية ل"المصريون" أن هناك تحفظا عربيا على دعوة مصر لعقد القمة العربية الاستثنائية المقرر عقدها في شرم الشيخ في الأسابيع القادمة حيث فشلت الدبلوماسية المصرية في الأيام الماضية في إقناع العديد من الدول العربية بجدوى عقد القمة في هذا التوقيت لعدم وجود أحداث ملحة تحتم عقدها وغضب هذه الدول من عدم تشاور مصر معها قبل الدعوة لها. وأضافت المصادر أن رئاسة الجمهورية قد تدخلت بنفسها في محاولات إقناع الرؤساء والملوك العرب بعد فشل وزارة الخارجية في حشد الدعم لهذه القمة وجاء تدخل رئاسة الجمهورية في هذا المحاولات عبر إرسال مبعوثين رئاسيين لهذه الدول بعد أن أعطتها وفاة الملك فهد فرصة ذهبية لإنقاذ ماء وجهها بعد أن تصاعدت المعارضة العربية لعقد القمة. وكشفت المصادر النقاب عن أن هناك تعثرا في إقناع الدول العربية بجدول أعمال القمة خصوصا أن مصر أصرت على تضمنه مسألتي إرسال قوات عربية إلى العراق وتأييد الدستور العراقي الذي تجري حاليا محاولات صياغته على قدم وساق وهو ما رفضته العديد من الدول العربية جملة وتفصيلا خصوصا في مسألة الدستور الذي يتوجس فيه العالم العربي بسبب تجاهله لعروبة العراق وتأكيد أن العراق دولة متعددة القوميات وكذلك أصرار الأكراد على مبدأ الفيدرالية وهو ما يهدد وحدة العراق محل شك كبير. وأبدت مصر استعدادها لقبول اقتراحات من دول عربية بأحداث تغييرات في جدول الأعمال إلا أن هذه التنازلات لم تستطع تغير موقف العديد من الدول العربية المتحفظة على عقد القمة خصوصا المغرب والجزائر واليبيا الذين اعترضوا على إدراج ما يحدث في موريتانيا في جدول الأعمال إلا إذا أيدت القمة الإطاحة بمعاوية ولد سيدي أحد الطايع وهو ما رفضته مصر. وحسب المصادر فقد أجبر التحفظ العربي على عقد القمة مصر على مراجعة خياراتها بخصوص عقد هذه القمة لدرجة أن بعض كبار المسئولين في مصر أعربوا عن مخاوفهم من استغلال بعض الدول العربية منها الجزائر لما ستناقشه للنيل من دور مصر وما سيؤثر على وضع الرئيس مبارك بالسلب أمام الرأي العام خصوصا أن مصر مقبلة على انتخابات رئاسية وبرلمانية حاسمة. وقد أكد السفير الدكتور طه الفرنواني الدبلوماسي والمحلل السياسي تخوفه من أن يؤدي فشل مصر في عقد القمة العربية الاستثنائية إلى إضافة صفر جديد إلى النظام الحاكم حيث سيعد هذا الفشل سابقة هي الأولى في تاريخ مصر التي عجزت مؤسساتها السيادية عن حشد الدعم لقمة عربية استثنائية. ويرى الفرنواني أن الدعوة إلى هذه القمة كان مثار شك من جانب عديد من الدول العربية التي اعتبرتها وسيلة لإنقاذ شعبية النظام المصري داخليا والتي تعرضت لحملة تشوية في الفترة الأخيرة أو تسديد لفواتير للولايات المتحدةالأمريكية التي وافقت على التمديد لولاية خامسة للرئيس مبارك وخففت من ضغوطها بخصوص الإصلاح.ثم أن تجاهل مصر للجزائر رئيسة القمة كان خطأ فادحا لذا فهناك صعوبة كبيرة في عقد هذه القمة.