يفصلنا أسبوع تقريبًا، عن موعد الاستفتاء، وهي مسافة زمنية حاسمة، وتحتاج إلى أن تظل عيون الإسلاميين وقوى الثورة على الشارع، ومراقبة المنطقة المحيطة بالقصر الرئاسي. الثقة في "انحياز" مؤسسات القوة إلى الشرعية، ما زالت على "المحك".. فكل مؤسسات الدولة مخترقة بالفلول، بما فيها المؤسسات الساهرة على حراسة "الشرعية" التي جاءت بالانتخابات الحرة. نزول الإسلاميين يوم الأربعاء الماضي 5/12 إلى الاتحادية، كان ضروريًا لشغل الفراغ الأمني المفتعل حول مقرات الحكم.. ورغم سقوط ست شهداء، إلا أنه عصم دماء عشرات الآلاف من المصريين، حال نجح بلطجية صباحي والبرادعي، في دخول القصر الاتحادية، واضطر صانع القرار إلى استدعاء الملايين من أنصاره، للتصدي لهم. يوم الأربعاء الماضي والأيام التي تلته، كانت "عصابة الشر" في سبيلها إلى تنفيذ سيناريو، يستهدف خلع الرئيس المنتخب، وتعيين مجلس رئاسي، يستقي وجوده من "شرعية ثورية" مزورة، ووضع البلد بين هاتين الشرعيتين: الانتخاب والثورة.. وهو الوضع الذي قد يسهل على المؤسسات الأمنية، التخلي عن مسؤوليتها إزاء حماية الرئيس مرسي، خاصة وأن وجوده على الرأس السلطة، جاء على عكس رغبة الرأي العام السائد، داخل المؤسسات الصلبة بالدولة. حرق المقر الرئيسي ل"الحرية والعدالة" بالمقطم، كان "بروفة" لعلميات أكبر، تحت غطاء أمني "متواطئ" مع التحالف الشيطاني، بين الفلول، وبين نخبة يسارية وناصرية وليبرالية وشيوعية وإعلامية فاسدة، كانت تخدم تحت أحذية مبارك وعائلته، وتآمرت على الثورة في أيامها البكر بالتنسيق مع الجنرال الدموي عمر سليمان. ما يحدث لمقار "الحرية والعدالة"، ينقل إلينا صورة مما يجري خلف الأبواب المغلقة لكبار جنرالات مبارك في الأجهزة الأمنية.. وهي إن كانت قد حدثت أمام أبنية سياسية ذات دلالة رمزية حزبية صغيرة، إلا أنها تشير إلى سياسة أمنية عامة، حال سقطت مؤسسة الرئاسة في يد المتظاهرين المسلحين من أتباع تجار الدم في "دبي" وفي "القاهرة" من مرتزقة أحمد شفيق في جبهة "خراب" مصر. الإخوان والسلفيون وقوى الثورة أخطؤوا حين تركوا التحرير والاتحادية، لخيام "الأوقية الذكرية".. إذ أفضى هذا التخلي إلى المس ب"هيبة " الرئيس، واستيلاء أربعة رموز فاسدة، على عمليات توزيع "صكوك الشرعية".. يقيمون من أنفسهم مصدر الشرعية الوحيد في البلد، وليس الشعب عبر صناديق الاقتراع. نصيحة أخيرة في أسبوع الحسم لا تتركوا الشارع، تحت أية ذريعة حتى لو كانت "أخلاقية".. فعدوكم لا مروءة له ولا أخلاق ولا شرف.. سيسحقكم ويسحق رئيسكم.. حال تمكنت يداه من ناصية الميادين والشوارع. [email protected]