ليست الكتابة عن تهجمات عمرو أديب فى قناة غير مصرية تبث من القاهرة تضييعاً للوقت كما يظن البعض، وأنه يمكنك بسهولة أن تغير المحطة لترتاح من صداع صوته الناعق. الموضوع أخطر بكثير.. فنحن أمام قناة حصلت على ترخيص بث مباشر تستخدمه فى التحريض ونشر الفتنة فى مصر مستخدمة عمرو أديب وبعض من يتعاقد معهم من الصحفيين ليقوم بدور السنيد له وهو حاليا "الصعيدي" ضياء رشوان ابن مدينة أرمنت بمحافظة الأقصر. القناة تدفع مقابلاً كبيراً لضيوفها الذين يتهجمون على مرسى وينتقيهم جهاز عمرو أديب. والسؤال: هل تسمح أى دولة مهما بلغت ديمقراطيتها ودرجة الحريات فيها لقناة تليفزيونية تبث برامجها المباشرة من أرضها بالعدوان عليها؟! لا أعرف مدى مسئولية وزارة الإعلام عن ذلك خصوصًا أنها تتساهل مع استهتار المذيعين فى قنواتها بطريقة فجة لم نعهدها فى تاريخ التليفزيون الرسمي، فقد حملت مذيعة مغمورة كفنها على الهواء مباشرة فى القناة الثانية، ولم يكفها ذلك بل اصطنعت بطولة وهمية وراحت تتحدث لوكالات الأنباء عن قطع البث عن برنامجها بسبب ذلك. أشرت فى مقالى أمس عن الحالة العقلية لبعض الإعلاميين.. وهنا أسأل وزير الإعلام.. كيف يسمح بدخول مجانين إلى بيوت الناس عبر جهازه الخطير، علماً أن معظم السكان يتابعون القنوات الأرضية كالقناة التى أطلت منها المذيعة المغمورة؟!.. لماذا لا يطبق الوزير صلاح عبدالمقصود المعايير المهنية فى الأجهزة التابعة لوزارته، وما هو مبرر الإبقاء على البث المباشر من القاهرة لقناة عمرو أديب غير المصرية بينما تقوم بأعمال عدائية فجة ضد البلد الذى يحتضنها؟ يبدو أن عمرو أديب مسنود من جهة ما، وأن المال الذى خصصته قناته للهجوم على مصر تحالف مع الفساد المستشرى الذى يقاوم مرسى فى معركة حياة أو موت، وهذا التحالف يمنح لرخصتها الاستمرار ويطيل لسان عمرو أديب أكثر مما هو طويل أصلاً. وزير الإعلام يجب أن يكون أشجع من ذلك.. ليس من حق أى قناة غير مصرية التدخل فى الشأن المصرى بهذه الصورة المتحيزة لطرف ضد آخر فى المشهد السياسى الراهن، ولا أن تحرض على إشعال الوضع الداخلى باستضافة أسماء ذات مواقف معروفة مسبقاً. هذا الوضع غير موجود فى أى بلد فى العالم وتنفرد به مصر التى تفتح أحضانها لمن يحرضون شعبها على قتل بعضهم البعض وإشعال النار فى وطنهم. [email protected]