كشفت صحيفة (نيويورك تايمز) الأمريكية اليوم الخميس عن أن الإدارة الأمريكية تدرس إمكانية اتخاذ إجراءات للتدخل في الصراع السوري والمساعدة في الإطاحة بالرئيس بشار الأسد من السلطة .. واصفة هذا الجهد بأنه الأكثر جرأة منذ بدء الأزمة السورية. ونقلت الصحيفة - في تقرير أوردته على موقعها الإلكتروني - عن مسئولين حكوميين قولهم إنه على الرغم من أن إدارة الرئيس الأمريكي باراك أوباما لم تتخذ أي قرارات حتى الوقت الراهن،إلا أنها تدرس عدة بدائل حاليا، بما في ذلك تقديم السلاح بصورة مباشرة لبعض مقاتلي المعارضة . وأشار مسئولين أمريكيين وخبراء في الشأن السوري إلى أن الإدارة الأمريكية بصدد مراجعة سياستها حيال التعامل مع ملف الأزمة السورية،من أجل اكتساب المصداقية والتأثير على مقاتلي المعارضة الذين استولوا بنجاح على قواعد عسكرية سورية في الأسابيع الأخيرة. وقال مسئولون في الكونجرس الأمريكي ودبلوماسيون في المنطقة بأنهم لم يطلعوا على أي تحولات سياسة وشيكة، وأعربوا عن شكوكهم في اتخاذ أى إجراء حتي يختار أوباما فريق عمل إدارته الجديد للأمن القومي، بما في ذلك وزراء للدولة والدفاع، ومدير لوكالة المخابرات المركزية وربما أكثر من ذلك . ورجحت صحيفة (نيويورك تايمز) الأمريكية أن القرار الأكثر إلحاحا قد ينبثق خلال الأسبوع المقبل ويتمثل فيما إذا كان يتعين على حلف شمال الأطلسي (ناتو) نشر صواريخ باتريوت أرض-جو على الحدود التركية -السورية ، والتي تعتبرها ظاهريا لحماية تركيا من الصواريخ السورية القادرة على حمل أسلحة كيميائية. وبالرغم من أن المتحدثة باسم وزارة الخارجية، فيكتوريا نولاند،أكدت أن نظام صواريخ باتريوت لن يكون للاستخدام خارج الحدود التركية،إلا أن بعض الخبراء الإستراتيجيين والمسئولين في الإدارة يعتقدون أن طياري القوات الجوية السورية قد يخشون من الطرق الأخرى التي يمكن استخدام بطاريات الصواريخ من خلالها . واعتبرت الصحيفة أن توفير الأسلحة لبعض مقاتلي المعارضة بصورة مباشرة ، بدلا من الاعتماد على دول أخرى في ذلك، قد يحمل في طياته مخاطر ، وذلك نظرا لأنه سيتعين إيفاد بعض ضباط الاستخبارات الأمريكية المركزية (سي آي إيه) أو من ضباط استخبارات الحلفاء إلى سوريا ، للتعاون بشكل وثيق مع مقاتلى المعارضة في المناطق التي يسيطرون عليها إلى حد كبير في الوقت الحالي . وأكدت الصحيفة أن نتائج هذا النقاش حول مدى تدخل واشنطن في صراع آخر في الشرق الأوسط لا يزال غير مؤكد .