أقول لكل مواطن يعيش على أرض مصر: كما أن لك حقًا في وطنك، فوطنك له حقوق عليك، فالحقوق يقابلها واجبات، ولا نستطيع أن نبني مصر إلا بسواعد أهلها، وأن الأمل في مستقبل أفضل لابد أن يكون مسبوقًا بالعمل والنية الصالحة التي لا تبغي إلا الخير لكل الناس، وإن مصر لم ولن يبنيها كثرة الكلام والغمز واللمز والخوض في نيات الناس، والجري وراء الشهرة والشو الإعلامي، ولا بتناطح الفكر والأيديولوجيات، ولا بالانسحاب من اللجنة التأسيسية، ولا بالتربص وتمني الخطأ من الآخر.. ومن أكبر المشكلات التي تواجه المجتمع المصري الآن هذه الفئة التي تدعي أنها النخبة، حيث جعلت نفسها وصية على هذا الشعب، وكأنه شعب لم يبلغ الرشد بعد، فئة احتكرت الفكر الصائب في حقيبة حزبها أو ائتلافها أو رابطتها، ووقف وراء هذه الفئة مناصرون بالمال واستغلال المناصب من أجل التربص والتحرش المباشر أو غير المباشر بالرئيس المنتخب والتيارات الإسلامية، فقبل أن يتولى الرئيس منصبه وقد وضعوا له صفحة على (الفيس بوك) تربصًا به ، في محاولة لإفشال أو ضرب المشروع الإسلامي في مقتله!! وراح هؤلاء على قنواتهم يتكلمون عن أخونة الدولة، وأسلفة الدولة، وأن الإسلاميين إذا تمكنوا سيسترون المرأة بالحجاب، ويكرمونها لكي تكون ملكة متوجة في مملكتها الحقيقية بين زوجها وأسرتها، ولا يتركونها في خضم معركة الحياة إلا إذا احتاج إليها العمل أو احتاجت إلى العمل، وأن الإسلاميين سيطبقون شرع الله لإقامة علاقة قوية بين العبد وربه تثمر علاقة إيجابية بين الناس بعضهم البعض، وتظهر هذه الإيجابية في إقامة العدل بين الناس دون النظر إلى نخبة أو غير نخبة، ولا تفرق في إقامة العدل كذلك بين عربي وأعجمي، ولا مسلم ولا غير مسلم، وتأصل مبدأ الحرية المنضبطة التي يأخذ فيها الإنسان حقه دون أن يضر غيره. تربص - ولا يزالون - المعادون للمشروع الإسلامي حتى وصل التربص إلى ليّ كل حادث ضد الرئيس والإسلاميين، حيث يستيقظون على ذهب الرئيس جاء الرئيس، الرئيس أشار بيده كلها، وكان المفروض أن يشير بالسبابة، الرئيس استعمل المنديل وهو يتحدث، الرئيس تحرك ثلاث خطوات في إستاد القاهرة وهو يخطب، وكان المفروض أن يقف انتباه ويحيي العلم!! الرئيس الرئيس لم يفعل، والحكومة لم تفعل، والمفروض أن يفعلوا، والمفروض والمفروض... يا أيها المتربصون قد ملكم الشعب، ولا يريد أن يرى هذه الوجوه المتربصة على الشاشات، ولا يسمع لهم صوتًا ولا حتى حسًا. يا أيها المتربصون لو نزل لكم رسول الله ومعه أبو بكر الصديق وعمر وعثمان وعلي وأهل بدر، والمهاجرون والأنصار- رضي الله عنهم جميعًا - لقلتم لا نريد أسلمة الدولة، ولا أنصرة الدولة!! سبحان الله لقد فضح الإسلام منهج هؤلاء المتربصين في كتابه العزيز، حيث تربص هؤلاء بالرسل والمصلحين، ولم يقتنعوا أن يكون المصلح والرسول إنسانًا فقالوا:" وَقَالُوا لَوْلا أُنْزِلَ عَلَيْهِ مَلَكٌ وَلَوْ أَنْزَلْنَا مَلَكاً لَقُضِى الْأَمْرُ ثُمَّ لا يُنْظَرُونَ وَلَوْ جَعَلْنَاهُ مَلَكاً لَجَعَلْنَاهُ رَجُلاً وَلَلَبَسْنَا عَلَيْهِمْ مَا يَلْبِسُونَ"،وقالوا:" وَقَالُوا مَالِ هَذَا الرَّسُولِ يَأْكُلُ الطَّعَامَ وَيَمْشِى فِى الْأَسْوَاقِ". يا أيها المتربصون بالرئيس مرسي وبالإسلاميين قبل أن تحاسبوا الرئيس والإسلاميين على كل ما يصدر، وكأنكم أردتم أن تنصبوا أنفسكم بدلًا من رقيب وعتيد وتأتوننا عن اليمين والشمائل، بدلًا من كل ذلك يا أصحاب المجتمع المدني أين تعاونكم المدني المجتمعي على أرض الواقع؟! أين أموالكم التي أصبحت دولة بين الأغنياء، أين هي من الفقراء، يا من تخافون عليهم وترفقون بهم؟!! أين أموالكم من الاستثمار في مشاريع تدفع عجلة الإنتاج، ونسد بها حاجة المجتمع بدلًا من مد اليد إلى غيرنا؟! أين جهدكم الإعلامي الهادف الموجه في ترشيد الناس، وتحريك الناس لخدمة المجتمع بدلًا من تهييج الناس ضد بعضهم؟! يا أيها المتربصون المحاسبون على كل صغيرة وكبيرة المحاسبة تكون بعد التعاون، وتكون من أجل التقدم والوصول لأحسن حال لا تكون من أجل الانتقام من شعب مصر في صورة رئيسه والإسلاميين، وأنا أتعجب ماذا فعل لكم الإسلاميون؟!! وأخيرًا: يا أيها المحبون لوطنكم أين إنتاجكم الحقيقي على أرض الواقع حتى نشعر بوجودكم؟!! دكتوراه في الشريعة الإسلامية