اسم عبد المجيد محمود خطف الأضواء من شارع محمد محمود بعد الهدف القاتل الذي أحرزه الرئيس مرسي في مرمى الثورة المضادة لأول مرة منذ توليه المسئولية. كان من المتوقع من ثوار محمد محمود أن يهدأوا ولو قليلًا عندما سمعوا النبأ لأن الرئيس استجاب لأهم مطلبين ثوريين ومعهما ثالث ينصف أسر الشهداء ومصابي الثورة. وهما إعادة محاكمة قتلة الثوار وإقالة النائب العام الذي صدر ضده حكم الإعدام في ميدان التحرير بعد المحاكمة الشعبية الثورية برئاسة المستشار القاضي الخضيري.. الأزمة ليست في الشباب الذي من حقه أن يمارس حقه فى الاندفاع والتمرد والعصيان فهم في النهاية شباب أبرياء.. ولا يحق للإخوان أن يحرضوا وزير الداخلية لاعتقالهم كما لايجوز من بعض اللبيراليين أن يهددوا بحرق مقرات الإخوان.. النكبة هى في النخبة غير المنتخبة الذين يمكن أن نُطلق عليهم فلول الثورة والذين ذاقو طعم الهزيمة على يد الشعب مرتين الأولى في الانتخابات البرلمانية والأخرى في الانتخابات الرئاسية ولم يكن أمامهم للعود مرة أخرى إلى الوجود سوى الارتماء في أحضان الأغنياء من فلول مبارك إذن لا مناص من أن يعلنوا -دون أن يعلنوا- أن كراهية الإخوان لها الأولوية على حب مصر.. وتغور الثورة وتغور مصر مادام رئيس الدولة من الإخوان.. إذن لم يكن مستغربًا على الإطلاق أن يُفرغ الفلوليون الجدد ما في صدورهم من غلٍ.. وهم بالفعل قلة حاقدة كما وصفهم الرئيس.. ليضعوا لنا معاني جديدة لمصطلحات قديمة.. فالديكتاتور في أحدث تعريف له عندهم هو رئيس يصدر قرارات ثورية لحماية الثورة، والانقلاب في أحدث طبعة له هو إعلان تأسيس شرعية دولة الثورة أما القصاص العادل فهو في آخر تصنيف له هو انتكاسة الثورة.. ويبقى الفرعون والحاكم بأمر الله على حد تعبير البرادعي الذي جاءنا من الفضاء الخارجي.. والذي يمكن أن أساله ما العيب في أن يحكم مرسي بأمر الله يا برداعي.. هو الفرعون.. تخيلوا مرسي هو الفرعون لأنه أراد – وهو الشخص الوحيد المنتخب في البلد – أن ينقذ الشعب والدولة معًا خلال مرحلة مؤقتة حتى تستطيع أن تنهض لإقامة الدولة الدائمة بعد إنجاز دستورها. ولأول مرة يؤكد مرسي أنه أكثر ثورية من الثوار حينما نص في الإعلان الدستوري على وصف الجرائم التي اُرتكبت ضد الثوار بأنها جرائم إرهابية إذن العودة شرعية إلى قانون الطوارئ خاصة عند وجود أي خطر يهدد الثورة أولًا والحدة الوطنية وسلامة الوطن.. لم يعد غريبًا أن ترى الإجماع الإعلامي والإعلاني ضد الرئيس مرسي وضد قرارته الأخيرة.. لكن يكفي الرئيس مرسي أن أم خالد سعيد وصفحته كانتا عنوان الحقيقة.. قالت أم خالد سعيد في عبارات مؤثرة وصادقة: أنا شعرت أثناء قراءة قرارات الرئيس مرسي أن ابني عاد للحياة من جديد وهي تريد أن ينفذ الرئيس القرارات التي اتخذها على الأرض.. أم خالد سعيد وصفحته لم تؤيدا الرئيس مرسي في الانتخابات وإنما كانتا تساندان حمدين صباحي الذى اختطفته – إن لم يكن هو الذي اختطفها – الأيديولوجية الليبرالية التي تم الإفراج عنها من القاموس السياسي لإشهارها في وجه عبد الناصر. هناك من يقول وقد يكون معه بعض الحق إن إعادة المحاكمة شطبت المرحلة الانتقالية التي كان يحكمها المجلس العسكري وبالتالي فإنه تم استثناء المشير وعنان من المحاكمات عن سبب سقوط شهداء خلال معارك دامية.. وأنا أرى وقد أكون مخطئًا لا يليق بالثورة أن تحاكم من حماها حتى ولو ارتكب بعض الحماقات. كان غريبًا أن تعتدي الخارجية الفرنسية على الشأن الداخلي المصري وتتعامل مع مصر على أنها بيروت الثانية عندما أصدرت بيانًا هزيلًا تنتقد فيه قرارات مرسي وقالت إنها ليست في الاتجاه الصحيح.. فرنسا هي الرمز الأوروبي العلماني المعادي لكل ما هو إسلامي طبقت – منذ حوالي شهرين – قانون الطوارئ لكي يحدث ولأول مرة منع المظاهرات في المدن الفرنسية بالقوة.. لأنها كانت خارجة لإعلان الاحتجاج على الإساءة للرسول الكريم سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم!! في الصحف الفرنسية.. ولا تعليق.