أصدرت الحركة السلفية من أجل الإصلاح " حفص" ، بيانها التأسيسي ، وذلك كأول إطار حركي للتجمعات السلفية في مصر ، مشيرة إلى أنها تمثل "مجموعة ممن يمثلون كافة شرائح الأمة ممن ينهجون المنهج السلفي في الإصلاح" ، لكن مصادر مقربة من الحركة أكدت ل " المصريون " أن مشايخ السلفيين في مصر أبدوا تحفظا شديدا تجاه الإعلان عن الحركة الجديدة ، مؤكدين معارضتهم لظهور كيان حركي مسيس يمكن أن يدفع بالتيار السلفي إلى مواجهة علنية مع السلطة . وأشار البيان ، الذي تلقت المصريون نسخة منه وحمل توقيع الناطق باسم الحركة رضا أحمد صمدي ، إلى أنه " مع اقتران الأزمات السياسية بأزمات اقتصادية طاحنة صاحبها الكثير من الآثار الاجتماعية ، ومع وجود كثير من النقاط السلبية التي زادت من حالة الاحتقان ، غاب صوت الناصح الأمين ، وغاب صوت الشرع الإسلامي المطهر أو خفت ، وتضاءلت مساحة الاهتمام بالمرجعية الشرعية الإسلامية كإطار لحل الخلاف بين المتنازعين ". وأضاف البيان " ومن هذا المنطلق ارتأت مجموعة ممن يمثلون كافة شرائح الأمة ممن ينهجون المنهج السلفي في الإصلاح ضرورة وجود ذلك الصوت الإسلامي الناصح ، وأضحت لديهم قناعة كاملة بأهمية تحريك الأمة نحو المرجعية الإسلامية في عملية الإصلاح والتغيير مستلهمين منهج المصلحين في كل عصر ، وهو بعث أصول وأحكام الشريعة الإسلامية (..) لتكون أنموذج الشعوب والحكومات في امتطاء متن الحضارة " . وأكدت الحركة عزمها عدم المشاركة في العملية السياسية ، قائلة إنه " وحتى يكون هذا الصوت الناصح أمينا بحق ، شفيقا بحق ، فإن هذا الصوت رأى ألا يشارك في العملية السياسية ، وألا يكون له أي مطامح أو أطماع في كرسي الحكم ، فبذلك يكون أي نصح أو توجيه أو إرشاد للأمة مبعثه أمران : الإحساس بالمسئولية الشرعية تجاه الأمة والمسلمين ، ثم الإحساس بضرورة الحركة من أجل الإصلاح، وبهذا تكون الحركة بعيدة عن أي اتهامات بالسعي وراء مصالح شخصية أو الانسياق وراء بواعث وأطماع خارجية " . وأشار بيان الحركة إلى أنها تهدف إلى " إيجاد صوت يعبر عن المنهج السلفي في الإصلاح والتغيير في المجتمع المسلم" و " ترشيد الممارسة السياسية بكل فئاتها ومستوياتها لتتوافق مع الشرع المطهر ولتذكير الأمة بالثوابت التي يجب استحضارها في كل مشروع إصلاحي ". وأشارت الحركة إلى أنها تهدف إلى " تكوين مرجعية قيادية للتيار السلفي حتى يستطيع استثمار فئاته في صالح الإسلام وتقديم النصح والتوجيه للكوادر السلفية العاملة في كل الأصعدة حتى لا تتعثر وسط الأزمة بين الأفكار المناهضة للإسلام " . وأكدت الحركة أنها " حركة سلمية لا تنهج العنف وسيلة للتغيير أو الإصلاح ، وتتمسك بالصلاحيات التي تتيحها كل الأعراف والقوانين الدولية والتي لا تتعارض مع الإسلام ومن أهمها حق المسلم في التعبير عن رأيه ، وتعتبر الحركة نفسها كيانا مكمِّلا لأي عملية إصلاحية (..) والمؤكد في نصوص دساتير وقوانين الدول الإسلامية أجمع أن الشريعة الإسلامية هي مصدر القوانين وأصلها " . وكانت الحركة قد أصدرت قبل نحو شهر بيانا استثنائيا أدانت فيه التفجيرات التي وقعت في مدينة شرم الشيخ ، وقد نشرت "المصريون " - في حينه - مقتطفات من هذا البيان . في سياق متصل ، أكدت مصادر سلفية مقربة من الحركة الجديدة أن مشايخ السلفية في مصر تعرّض بعضهم بالفعل لضغوط أمنية بسبب الإعلان عن الحركة و صدور بيانات باسمها ، فكان موقفهم النهائي و المعلن هو عدم مسئوليتهم عن الحركة بل و معارضتهم لظهور كيان حركي في هذا الوقت الذي لم تصل فيه الدعوة السلفية في مصر بعد إلى مرحلة القدرة على المواجهة العلنية . وأوضحت المصادر أن هذا الموقف تبناه بالفعل بعض المشايخ حتى قبل الضغوط الأمنية لكنه تبلور بعد بشكل واسع بعد تلك الضغوط . ولفتت المصادر إلى أن الشيخ رضا أحمد صمدي المتحدث الرسمي باسم الحركة كان من دعاة الحركة السلفية في مصر طوال فترة التسعينات حيث تركز نشاطه في منطقة الهرم ، وذلك قبل أن يغادر مصر ويستقر في تايلاند . وأضافت المصادر أن الرجل معروف لدى كافة مشايخ السلفية في مصر وكثير من طلبة العلم و الشباب ، و تُنشر له مقالات في مجلة العصر ويشير موقع المختصر إلى مقالاته ويمكن مطالعة بعض أنشطته الدعوية على مواقع طريق الإسلام وصيد الفوائد ، كما توجد ترجمة لبعض دروسه وكتبه .