في تغطيتها للانتخابات الرئاسية التي جرت في مصر مؤخرا نشرت صحيفة ال"جارديان" البريطانية تقريرا لها بعنوان: "مبارك الجديد يعني المشاكل القديمة نفسها، حسب ما يقول معارضوه". وتوقف كاتب التقرير طويلا عند المظهر الجديد للرئيس مبارك الذي "أعيد تغليفه، وبدا أكثر شبابا، وأعيد تسويقه ويقول براين وايتكر إن "مبارك يبدو في صوره الانتخابية أكثر شبابا، وان حتى خطاباته باتت أكثر نعومة بعد أن تخلى عن ربطة العنق ليكون مرتاحا أكثر. حتى نظاراته الشمسية بات يضعها بشكل أقل. وقد أطلق تماشيا مع العصر، موقعا انتخابيا على شبكة الانترنت باللغتين العربية والإنكليزية". واعتبر وايتكر أنه بالرغم من أنها أول انتخابات رئاسية تعددية تشهدها مصر، فإن انتخابات اليوم هي "انتخابات الطرف الواحد حيث يقف تسعة أقزام سياسيين ضد مرشح فوق العادة". ومن ناحيتها، نشرت صحيفة ال"فايننشال تايمز" تحقيقا واسعا عن الانتخابات الرئاسية وسنوات حكم مبارك. ورأى التقرير أنه "أثناء ولاية مبارك المستمرة منذ عام 1981، "ازدادت المشاكل الاجتماعية والاقتصادية لدولة السبعين مليون وغلبت الفوارق الاجتماعية وارتفع معدل البطالة". واعتبرت الصحيفة أن التعديل الانتخابي الذي أدخله مبارك -حيث أصبحت الانتخابات تعددية- لم يشكّل مقامرة كبيرة بالنسبة له بعد أن بدت القيود المفروضة على المرشحين الآخرين وكأنها مفصلّة لضمان إبقاء الحزب الوطني الديموقراطي قبضته على سياسات البلاد". إلا أن الصحيفة وفي إطار تساؤلها عما إذا كانت الديموقراطية في مصر ستزدهر، اعتبرت أن الانتخابات البرلمانية المقرر إجراؤها في نوفمبر ستكون أهم من الانتخابات الرئاسية لما يتعلق بتحديد مسار ونوع المرحلة الانتقالية السياسية في مصر. كما ذكر تقرير ال"فايننشال تايمز" أن إدارة بوش تواجه تناقضا في مصر في سياستها لنشر الديموقراطية تتمثل في الجمع بين الأمل في الحرية والممانعة في تقبل نتائجها التي قد تكون غير مرضية لواشنطن (في إشارة إلى إمكانية بروز الإخوان المسلمين سياسيا). أما ال"اندبندنت" فقد لخصت وجهة نظرها في قضية الانتخابات المصرية في عنوان موضوعها الذي جاء يقول: "تمرين مشكوك فيه في الديموقراطية".