لم يصدمنى الحكم الذى أصدرته أخيرًا محكمة القضاء الإدارى بوقف برنامج "مصر الجديدة" الذى يقدمه الداعية والإعلامى البارز "خالد عبدالله" على شاشة قناة الناس لمدة 25 يومًا مع منعه تمامًا من الظهور فى الإعلام ولو على سبيل المداخلة الهاتفية!!.. هكذا كنت أتوقع وأنتظر منذ شهور متخوفة، خاصة مع ازدياد شعبية البرنامج وارتفاع نسبة المتابعين له سواء من المؤيدين والمعجبين أو المعارضين والخصوم الذين لم يتهاون مقدم البرنامج – حماه الله ووقاه شر أعدائه - فى الرد على ترهاتهم وافتراءاتهم الموثَّقة بالصوت والصورة، وذلك بالمنطق والحجج والأدلة الدامغة، كاشفًا وفاضحًا إياهم أمام الرأى العام حتى يفرق المشاهدون ذوو العقول والبصائر والضمائر اليقظة بين المفسد والكذاب الذى يريد الخراب والدمار لمصر والمصريين، وبين الصالح الصادق الذى يدعو الناس إلى البناء لا الهدم، ويعمل ويساهم بكل ما أوتى من وسائل وقدرات فى تحقيق الرفعة والتقدم للبلد وإعلاء شأنها ورايتها لتصبح فى فترة وجيزة فى مصاف الدول المتقدمة والمزدهرة فى كل المجالات!.. ما أحوجنا فى هذه المرحلة الحرجة من تاريخ مصر إلى استمرار خالد عبدالله بل وظهور المزيد ممن يتمتعون بقدرات خالد عبدالله ويمكنهم السير على دربه، فالساحة الآن وللأسف الشديد فارغة ولم يعد سبيل آخر للمشاهدين الواعين الذين أنقذهم الله وبصّرهم وجعلهم يفرقون بين الغث الذى يتم عرضه ليل نهار من خلال وسائل إعلام الفلول المضللة وبين الثمين المتمثل فى خالد عبدالله وبرنامجه على قناة الناس.. تشهد مصر فى هذه الآونة أحداثًا وأزمات عادة ما يختلط فيها الحابل بالنابل وتتوه فيها الحقائق وتتبدل حسب هوى الكثير من الإعلاميين والمحللين والخبراء السياسيين الذين تتم استضافتهم على قنوات الإعلام العلمانى والليبرالى وأغلبها مضللة، حيث البعد عن الموضوعية ولبس الحق بالباطل والباطل بالحق وقلب الموازين رأسًا على عقب، فضلاً عن إثارة الفوضى والبلبلة والفِرقة بين جموع المصريين بهدف تحقيق مكاسب دنيوية زائلة، منفذين بذلك أجندات داخلية وخارجية خاصة تُملى عليهم وكله بثمنه!!.. وبالتالى يعتبر وقف برنامج خالد عبد الله والذى يعد "شوكة"، بل "خنجر" فى ظهر كل أفاق ومنافق ومضلل ومحارب لله ورسوله ومُعادٍ لمصر وشعبها، لأمر محزن ومؤلم، ويؤكد أن البلد ما زال فى أسر زبانية مبارك ولم يتحرر بعد، رغم كل الخسائر البشرية والمادية التى تكبدتها الغالبية المقهورة والمكلومة من شعب مصر!.. تلك الغالبية التى طرأت عليها طفرة كبيرة وتغيير ملحوظ على فكر وعقول الكثير منها خاصة البسطاء الذين لم يكونوا يومًا ليهتموا بالأمور العامة والمصيرية بسبب ما كان يمارسه إعلام النظام السابق من تضليل وكذب وتغييب لعقولهم وإلهائهم بتوافه الأمور، ولكن وبعد اندلاع ثورة الخامس والعشرين من يناير وكشف ما كان مستورًا من فضائح وكوارث وفساد فى كل المجالات أصبح البسطاء أكثر وعيًا وإدراكًا لما يدور من حولهم، كما صاروا أقدر على تحليل الأمور ورؤيتها رؤية صحيحة، مفرقين بجدارة بين مَن يضلل ويكذب ومَن يصدقهم القول والفعل.. الأسئلة التى تفرض نفسها.. ماذا يتابع الناس إذن إذا ما تم تنفيذ حكم المحكمة بوقف برنامج خالد عبدالله على قناة الناس والذى سبقه منذ عدة أشهر توقف الإعلامى وسام عبدالوارث عن تقديم برنامج "مصر الحرة" على قناة الحكمة لتعثرها ماليًا، إضافة إلى منع تقديم البرامج السياسية على قناة الرحمة – والله أعلم بما هو آتٍ -. ماذا يتابع كل مَن يرغب فى معرفة الحقائق والآراء السديدة وكشف أكاذيب وافتراءات المفترين من الإعلاميين والسياسيين التى يرددونها ليل نهار من خلال وسائل الإعلام المشبوه الفاجر؟!.. أليس من الأجدر أن يكون للقنوات الإسلامية المحترمة التى أحبها ووثق فيها عدد كبير من المصريين وأصبحت لهم الملجأ والملاذ دور إيجابى وفعال فى هذه المرحلة الحرجة من تاريخ مصر؟!.. أَلم يعتبر ذلك فصلاً واضحًا للدين عن السياسة كما يطالب أصحاب الفكر العلمانى والليبرالى دائمًا والذين يحاربون ويناضلون بشتى الوسائل لتحقيق ذلك ليستأثروا بكل مناصب وخيرات البلد تحت دعاوى باطلة؟!.. أناشد المسؤولين عن القنوات الإسلامية استحداث برامج حوارية جديدة لتنافس بحق الإعلام الآخر وتسحب البساط من تحت قدمه وتجذب قطاعات جديدة وعريضة من المشاهدين لتنشر الحق والوعى على نطاق واسع وبمصداقية وحرفية عالية، فتنقذهم من الغيبوبة والضلال الذى يُمارَس عليهم من كل حدب وصوب، وذلك لوجه الله ثم لوجه مصرنا الغالية ووطننا العربى كله. آمل أن يساهم الشرفاء من رجال الأعمال العرب فى زيادة عدد القنوات الفضائية ذات المرجعية الإسلامية لإعلاء كلمة الحق وإزهاق الباطل ومحاربة مَن يحاربون دين الله ويتآمرون على الشعوب العربية خاصة المصريين. اللهم أرنا الحق حقًا وارزقنا اتباعه، وأرنا الباطل باطلًا وارزقنا اجتنابه، واكفنا يا ربنا بقدرتك شر من يعادينا ويعمل على تمزيقنا وفرقتنا، إنك نعم المولى ونعم النصير. [email protected]