لا تزال وسائل الإعلام خاصة الفضائيات الخاصة تكيل بمكيالين فعندما تدافع قناة النهار ساعتين متواصلتين عن صبرى نخنوخ الماثل حاليًا أمام النيابة العامة بالإسكندرية فى جرائم تتعلق بأعمال البلطجة، وتتولى الإعلامية ريهام سعيد دور الدفاع عن المتهم وقد حولت برنامجها صبايا الخير الذى من المعروف عنه أنه مخصص لعرض مشكلات الغلابة والبائسين إلى مظاهرة حب وتأييد لمواقف المتهم وفتح الباب على مصراعيه لأصحابه ليعددوا مواقفه الخيرة وأعماله النبيلة نكون بالفعل أمام إعلام مضلل وإعلاميين يفتقدون إلى الموضوعية والحيدة فى الطرح، وعندما تنفرد "المصريون" بنشر تفاصيل خطيرة فى القضية ذاتها وتتجاهل تلك القنوات عن عمد حتى الإشارة لمثل هذا الموضوع من قريب أو بعيد فى الوقت الذى تجامل صحفًا أخرى بعرض أخبار وموضوعات تقليدية لا ترقى إلى مستوى المهنية وربما لهذه القنوات عذرها فهى مملوكة لفلول النظام السابق، ولكن الكارثة أيضًا فأن نفس الضعف والوهن الإعلامي قد طال القنوات التي من المفترض أنها تعبر عن وجهة نظر ثورية مثل قناة مصر 25 والتى هى لسان حال الإخوان المسلمين، هذه القناة التي كنا نظن عند تأسيسها أنها ستكون القناة الفضائية الأولى فى مصر حيث جاءت لتحقق الحيدة وتعبر عن كافة فصائل وأطياف المجتمع، لكنها فشلت فشلاً ذريعًا فى مواجهة إعلام الفلول المأجورة بل تفوقت عليها فى مسيرة الانحياز وأصبحت منبرًا خاصًا ورغم خصوصيته فلم تنجح فى الوصول لكل الناس. حيث تفتقد قناة مصر 25 لكل معانى المهنية ولم تجبر من خلال برامجها مشاهدًا على متابعتها وتركت إعلام الفلول يتغلغل ويبث سمومه فى ربوع المجتمع المصرى مثلما كانت تفعل قناة الفراعين لا أعادها الله أبدًا. وكنت أتمنى كإعلامى أن يأتى اليوم الذى يتطهر الإعلام بكل أنواعه من هؤلاء الدخلاء عليه ممن يوجهون رسالة التضليل السامة نحو مسامع وأنظار المجتمع. وإذا كانت ريهام سعيد تدافع عن مسجل خطر جنائى تم استخدامه فى السياسة فإنه ودون شك ليس جديدًا عليها وهى التى كانت ضد الثورة شكلاً وموضوعًا وقد أصيبت بإحباط شديد عندما نجحت الثورة وسقط النظام الذى ترعرعت فيه، وأتمنى لو أن الغالبية من بسطاء الشعب المصرى فهموا حقيقة هؤلاء الذين طفوا على السطح, ولا ينخدعوا بالدموع التى تزرفها هذه الإعلامية على الشاشة فهى ممثلة فى الأساس وتجيد اللعب على مشاعر الناس لاسيما الغلابة والبسطاء منهم. [email protected]