لا ندري سر هذه العجلة في أن يصدر رئيس نادي القضاة المستشار زكريا عبد العزيز ، بيانا اعترف فيه ضمنيا ب"نزاهة" الانتخابات الرئاسية ؟! البيان حمل توقيع رئيس نادي القضاة ، و ليس معروفا حتى الآن ما إذا كان المستشار عبد العزيز ، قد أستشار مجلس إدارة النادي في مضمون بيانه أم أن البيان صدر بمبادرة شخصية منه ؟! فالبيان شكل بالتأكيد صدمة للجميع بما فيهم قضاة كبار ، خاصة و أن النادي لم يتسلم بعد تقرير اللحنة التي شكلها لتقول كلمتها في "نزاهة" الانتخابات ، فكيف علم المستشار زكريا بأنها كانت "نزيهة" ليبادر و بسرعة لافتة للانتباه و غريبة على طبائع القضاة ليفصل في قضية من أخطر القضايا و هي "شرعية الرئيس" ؟! لماذا تعجل و لم يتحلى كقاض بالصبر الجميل و التريث و إرجاء النطق بالحكم حتى تجتمع لديه كافة الأدلة و البراهين و القرائن ؟! و ماذا سيفعل المستشار زكريا عبد العزيز ، إذا قال القضاة أن الانتخابات كانت مزورة و لم تكن نزيهة ، هل سيتراجع عن بيانه و يعتذر للرأي العام و يسحب تهنئته للشعب المصري و تهنئته للرئيس مبارك على "ثقة الشعب فيه" و كما ورد في بيانه المثير للجدل ؟! و الحال أن البيان أصاب الرأي العام أيضا بالغيرة على هيبة القضاء المصري ، خاصة وأن المستشار عبد العزيز و جموع القضاة يعلمون علم اليقين أن النظام اخترع اللجنة المشرفة على الانتخابات ، بهدف تهميش القضاة و تحييدهم لينجز طبخته الانتخابية بعيدا عن رقابتهم . شاء النظام من اللجنة إبراق رسالة إلى القضاة يقول فيها : ما عدت محتاجا إليكم .. عندي البديل الذي صنعته بيدي و حصنته منكم و انزلته مكانا عليا ، و سيعطيني الشرعية التي تقايضوني عليها نظير تمرير قانون السلطة القضائية الذي يتيح لكم حماية صوت الناخب من تلاعبي و تزويري . لا أدري ما إذا كان المستشار عبد العزيز واعيا لما أصاب القضاء المصري من أضرار بالغة على يد هذا النظام حين تعمد إهانته و النيل من هيبته و حجية أحكامه و لم يلتفت و لا مرة واحدة لمطالبه العادلة ، و أصر إصرارا مريبا على إغلاق ملف قانون السلطة القضائية الجديد و لم يكترث لغضب القضاة و حنقهم عليه و تهديدهم له بعدم الاشراف على الانتخابات و استبعد 1700 قاض خوفا من نزاهتم و عدالتهم .. ألم يكف هذا كله لأن يفكر المستشار زكريا عبد العزيز ألف مرة قبل أن يوقع على بيانه الغريب ؟!. و طالما أن رئيس نادي القضاة قدم شهادته على نزاهة الانتخابات في غيبة الشروط التي اشترطها القضاة و هو على رأسهم ، و جرت عملية الاقتراع وفق شروط النظام وحده التي فرضها عليكم و على الناس كلها فلم كانت كل هذه الاحتجاجات التي احتضنها النادي طوال الفترة السابقة للانتخابات ..؟! بيانكم يا سعادة المستشار سيعطي للنظام شعورا جديدا بالثقة و بالامتلاء و بأنه كان محقا عندما لم يلتفت إلى مطالبكم .. و سيكون محقا أيضا إذا رفض أن "يتعطف" علينا و عليكم بالقانون الذي ناشدتموه في بيان "تهنئته بثقة" الشعب فيه ، أن يخرجه من أضابير و أدراج مجلس الشعب ، إذ كيف يدفع شخص ما ثمن شئ قد بات فعلا في جيبه؟! [email protected]