كشف الدكتور محمد حبيب نائب المرشد العام للإخوان المسلمين سابقا أن مجلس الشورى العالمى للجماعة موجود ولم يتم حله وأنه حتى الآن يمارس عمله، مضيفاً أن وجود هذا المجلس ضرورى لمناقشة عدد من القضايا العالمية المتعلقة بوضع المسلمين فى العالم، وأضاف أن المجلس له عدد من المهام لزيادة الوحدة الفكرية بين الإخوان على المستوى العالمى، وكذلك التواصل مع رموز الإخوان فى العالم لمناقشة بعض القضايا المركزية مثل القضية الفلسطينية، والإسلاموفوبيا، ووضع الجاليات العربية والإسلامية فى العالم. وأكد حبيب أن الاجتماعات تكون لمناقشة هذه الملفات واتخاذ المواقف المناسبة للإخوان والعمل على حلها، نافيا أن يكون هذا تدخلا فى شئون الإخوان فى دول العالم حيث إن لكل دولة من دول العالم خصوصياتها، وطبيعة تفرضها الظروف التى تحياها . وأكد أنها تكون اجتماعات داخلية خاصة بالإخوان وحدهم ولا يشارك فيها أى فصيل سياسى عالمى من خارج الإخوان، مضيفا أن هناك عددا من القضايا تناقش مع التيارات الإسلامية الأخرى مثل حزب العدالة والتنمية فى تركيا حيث إننا ننسق معه، ولكنه لا يحضر اجتماعات مجلس الشورى العالمى، وكذلك حزب الرفاة التركى فهو لا يحضر اجتماعات الشورى العالمى لأنه ليس من الإخوان المسلمين. من جانب آخر قال مجدى أحمد حسين المفكر الإسلامى ورئيس حزب العمل الجديد: إن أطراف التنظيم الدولى للإخوان المسلمين استثمروا موسم الحج لعقد لقاء ودى فى الحرم دون أى لفت للأنظار حيث كان الحج فرصة جيدة للرغبة فى الحج والرغبة فى اللقاء فيما بينهم. وأوضح حسين أن فروع الإخوان التى وصلت للحكم فى بعض البلدان سوف يكون لها موقع أكبر قوة فى التشكيل الدولى للإخوان المسلمين، مفيداً أن الشئون التنظيمية الداخلية للتنظيم الدولى غير معلومة وتختلف من وقت لآخر مبيناً أن اجتماعاتهم عادة تكون سرية نظراً لأنهم كانوا محظورين فى معظم البلدان ولكن فى البلاد التى وصل فيها الإخوان للحكم سيكون دورهم فى النشاط الدولى للتنظيم غير سرى وفى المستقبل ستكون الأمور أكثر وضوحا. وأشار حسين إلى أن السرية نتجت عن القمع والتقييد الذى تعرض له الإخوان رغم أن التنظيم المفترض أنه شرعى وعلنى منذ تأسيس البنا له لذلك فالسرية بالنسبة لهم تعتبر وسيلة وليست هدفا. وأما عبد القادر ياسين المؤرخ الفلسطينى والمحلل السياسى فأكد أن ممثلى حماس يحضروا هذه الاجتماعات للتنظيم الدولى للإخوان المسلمين بصفة علنية باعتبارها فرعا من فروع الإخوان مشيراً إلى أن القضية الفلسطينية تأتى دوماً ضمن جدول اجتماعات التنظيم الدولى للإخوان المسلمين، مبيناً أن الاجتماعات الأخيرة للتنظيم سوف تشهد تباينات وتعارضات كبيرة فيما يخص القضية الفلسطينية هذه المرة أكثر من أى مرة أخرى للتصريحات التى أدلى بها الدكتور محمد مرسى مؤخراً فتارة طالب بحل عادل للقضية الفلسطينية وأخرى طالب بحكم ذاتى للفلسطينيين ومرة ثالثة طالب بتفعيل قرارات الأممم المتحدة مما يوحى بأنه لا يوجد لدى الدكتور مرسى اتجاها محددا لمعالجة القضية الفلسطينية مما يثير سجالا كبيرا مفيداً أن تصرفات مرسى فى هذه القضية لا تعجب قيادة حماس. وأفاد ياسين أن اجتماعات التنظيم الدولى للإخوان ليست طارئة وتتم بشكل دورى مفيداً أن الاجتماع القادم سوف يناقش قضية اختيار رئيس المكتب السياسى لحركة حماس حيث إن الانتخابات سوف تجرى آخر ديسمبر القادم مبيناً أن أبرز المرشحين لرئاسة المكتب السياسى هو الدكتور موسى أبو مرزوق لأنه كان أول رئيس للمكتب السياسى لحماس حتى تم اعتقاله فى أمريكا وحل محله خالد مشعل وأكد ياسين أن وصول بعض فروع الإخوان المسلمين للحكم فى بعض البلدان العربية سوف يرفع من قوة ومكانة التنظيم الدولى أكثر وسيزيد وزن الفروع التى وصلت للحكم فى التنظيم الدولى مفيداً أن الإخوان فى غير حاجة إلى المال حيث تتوافر لديهم الكثير من الأموال. بينما أكد سعد الدين إبراهيم مدير مركز بن خلدون للدراسات السياسية أن التنظيم العالمى لجماعة الإخوان المسلمين رغم قدمه إلا أنه عانى إبان النظام السابق من الاضطهاد والمنع حيث سعت الأنظمة العربية إلى قمع تلك التنظيمات لأنها بالطبع مخالفة له ومناهضة لحكمه لذلك ظل هذا التنظيم ضعيفاً وحاول التنظيم على المستوى المحلى مع اختلاف كل تجربة الاستفادة من تحولات المجتمعات وتطلعات المواطنين والتأثير ببعض الممارسات المجتمعية والسياسية إلى تحقق مكاسب لها. وأضاف إبراهيم: رغم نجاح تلك التنظيمات الإخوانية فى تحقيق مكاسب على المستويات المحلية مثل وصولها للحكم فى بعض البلدان العربية إلا أنها ستستمر فى فرض السرية التامة على كل الأنشطة الدولية لها خوفاً من الرفض الشعبى لتلك التحركات العالمية لوجود مخالفات كبيرة لتطلعات الشعوب نحو علاقاتها ببلدان العالم الخارجى مثل فكرة التصالح مع إسرائيل واعتبرها صديقة أو حتى إقامة تحالف أكبر مع واشنطن. وتوقع إبراهيم أن يؤثر وصول جماعة الإخوان المسلمين للحكم فى مصر على دعم التنظيم الدولى على المستوى العالمى ومن خلال مؤسسات الدولة نفسها مثل وزارة الخارجية يمكن إنها تمتلك آليات توجيه النشاط والعمل ولكن سيكون بشكل سرى وفى غاية التعتيم خوفاً من ردود فعل قد تقصى الجماعة من على الساحة نهائياً.