كتب لي مشجع اسماعيلاوي قريب مما يجري في النادي عاتبا على انتقاداتي لعماد سليمان التي وصفها بالخروج عن إطار "النقد الموضوعي".. رسالته امتلأت بأمثلة كثيرة في مقالين كتبتهما بعد هزيمة الاسماعيلي من المقاولون العرب التي يقول المشجع إنها ليست "نهاية العالم" ومنها ما قلته عن عماد بأنه مدرب ضعيف الشخصية، ينام طوال المباراة ولا يتذكر التغييرات التي يمكنها أن تقلب سير المباراة لصالح فريقه، وأنه عودنا على النوم في مباريات الدوري والاستيقاظ في الدقائق الأخيرة ليدفع بكابتن الفريق محمد صلاح أبو جريشة! ليس هذا هو أهم ما قاله المشجع الذي اعتقد أنه مطلع تماما على أمور كثيرة غير متاحة لي، فهو يتناول خلافات كثيرة داخل مجلس الادارة المعين قد تعطل مسيرة الفريق الذي نجح عماد سليمان في مسيرة الدوري العام أن يفوز بجميع المباريات التي لعبها مشاركا الأهلي الجلوس على القمة. يقول المشجع: بينما يستعد عماد لمباراة المقاولون التي لو فاز بها كان سيقترب بشدة من الصعود لنهائي البطولة الأفريقية التي يشارك فيها ناديان من مصر هما الاسماعيلي والمقاولون، وضع له مجلس الادارة خازوقا كبيرا تمثل في اعادة المدرب التركي صاحب فضيحة الستة "محسن اورتجال" ليتولى مسئولية التخطيط لفرق النادي! أدى هذا القرار الغريب إلى اضعاف ثقة الجهاز الفني في نفسه، فليس معقولا أن يأتي اورتجال الذي كان مديرا فنيا للفريق الأول، ليرضى بدور "المخطط".. وقد زادت تلك الهواجس عندما فوجئوا بورقة منه وضع فيها تشكيل الفريق الذي كان يستعد لمباراة المقاولون! لقد صدم عماد سليمان بسبب تلك الورقة التي تسلبه أبسط اختصاصاته كمدير فني مطلع على مستوى اللاعبين وجاهزيتهم، وظن أن اورتيجال لا يمكن ان يتجرأ على ذلك إلا إذا كان قد حصل على ضوء أخضر من المسئولين! ويقول القارئ: مشكلة المجلس المعين، انعدام الخبرة الكروية بينهم فيما عدا واحدا، والتربص بين رئيس النادي صلاح عبدالغني ونائبه محمد عبدالعظيم، لدرجة الشعور بأن استقدام اورتيجال الذي تم التعاقد معه بصورة سرية ولم يعلن عنه إلا بعد تسلمه عمله بالفعل، جاء في اطار الموازنات بين الجبهتين على حساب مصلحة الفريق، فالاثنان يفكران من الآن في دخول انتخابات النادي القادمة، وعبد العظيم ستكون له جبهته لأنه يطمع في رئاسة النادي، وكذلك الأمر بالنسبة لصلاح عبدالغني الذي يشعر بأنه يستحق أن تنتخبه الجمعية العمومية فهو يصرف من جيبه الكثير على الفريق! وفي اطار سياسة الموازنات التي يعلم بها محافظ الاسماعيلية وهو صاحب قرار تعيين هذا المجلس، فإن عبدالغني حاول ارضاء عبدالعظيم فمنحه بعض الصلاحيات مثل تولي موضوع بيع محمد عبدالله للأهلي وكذلك بيع حسني عبد ربه لفريقه الفرنسي. والحق أن رسالة قارئ الاسماعيلية ملأتني غضبا وحنقا وشعورا بأن هناك من يحاول أن يهدم هذا الفريق ويطيح به بسبب مصالحه الشخصية، والتي تؤدي في النهاية إلى قرارات يصعب تفسيرها، فما الفائدة من اورتيجال والمبالغ التي سيتقاضاها والتي لن تقل بأي حال عما كان يتقاضاه عندما كان مديرا فنيا، ما هي المسئوليات التي ستوكل اليه والتي من الممكن أن تفيد فرق النادي؟! إن مجلس الادارة المعين تسلم موازين الحكم، في وقت كان فيه النادي موردا خصبا لأفضل اللاعبين في مصر والتي كانت تتصارع الأندية المنافسة لخطفهم، وكل ذلك جاء نتيجة تخطيط منظم للرائع علي أبو جريشة وتلاميذه من أمثال حمزة الجمل وابو طالب العيسوي وخالد القماش وغيرهم.. فما هي القدرات الخفية التي يملكها اورتيجال؟! إن استقدام هذا المدرب كان سقطة كبيرة لابراهيم عثمان، فقد نجح في تفكيك الفريق الذهبي للاسماعيلي، وقضى على هيبته بهزيمة ثقيلة أمام الأهلي كان يمكن لها أن تصبح دستة أهداف لولا لطف الله! شكرا للمعلومات التي أرسلها هذا القارئ الكريم والتي تستوجب تدخلا عاجلا من محافظ الاسماعيلية إذا كانت القلعة الصفراء بجمهورها الواسع في دائرة اهتماماته، وأظن ذلك!