للمرة الثانية على التوالى خلال بضعة أسابيع ينتصر القضاة على مؤسسة الرئاسة فلم يكن يهدأ الرأى العام فى مصر من صدمة تراجع الدكتور محمد مرسى رئيس الجمهورية عن قراره بعودة مجلس الشعب المنحل، وانتصرت المحكمة الدستورية العليا لموقفها الرافض لما سموه التدخل فى شئون السلطة القضائية رغم احتشاد الآلاف من جماعة الإخوان وقوى ثورة تأييدًا لقراره حتى خرج علينا مرسى بإلغاء قرار تعيين المستشار عبد المجيد محمود النائب العام سفيرًا لمصر بالفاتيكان مقابل تعيين نائب عام جديد. جاء اعتذار مرسى بعد ساعات من القرار بمثابة صدمة أصابت القوى الثورية بما فيها شباب الإخوان الذين خرجوا للمرة الثانية تأييداً لقرار مرسى، ويأتى هذا التراجع بعدما دعا الرئيس مرسى أمس أعضاء المجلس الأعلى للقضاء برئاسة المستشار محمد ممتاز متولى من أجل الوصول إلى حل لتلك الأزمة. حضر المستشار عبد المجيد محمود اجتماع الرئيس مرسى مع أعضاء المجلس الأعلى بصفته عضوًا بالمجلس الأعلى وليس نائبًا عامًا، وذلك بعدما أعلن المجلس فى جلسته التى عقدها أمس عقب اجتماعه مع الرئاسة أن المجلس توجه صباح أمس بكامل تشكيله بناءً على دعوة صادرة من الرئاسة حيث قابل الرئيس ونائبه محمود مكى، حيث تناولوا استعراض ما تناولته وسائل الإعلام حول تعيين النائب العام المستشار الدكتور عبد المجيد محمود سفيرًا لمصر لدى دولة الفاتيكان، وما أحاط هذا الموضوع من ملابسات، وقد وعد الدكتور محمد مرسى بتلبية رغبة النائب العام فى الاستمرار بمنصبه كنائب عام. وأكد المستشار عبد المجيد محمود عقب عودته من مقر الرئاسة أنه عرض خلال الاجتماع وجهة نظره بالنسبة لاستمراره فى منصبه كنائب عام, مما جعل الرئيس محمد مرسى يخبره قائلا "إذا كانت هذه رغبتك فأنت باقٍ فى منصبك" لينهى بذلك أزمة الدائرة على مدار اليومين الماضيين. وأعرب المجلس فى بيان له عن خالص شكره وتقديره للسيد رئيس الجمهورية للاستجابة لرغبة النائب العام، صوناً للقضاء والحفاظ على استقلاله, ويتمنى المجلس الأعلى للقضاء، للرئيس محمد مرسى التوفيق والسداد فى مسيرته لقيادة شئون البلاد إلى الأفضل. واستقبل مئات القضاة الذين احتشدوا أمس لمؤازرة النائب العام بمقر مبنى دار القضاء العالى المستشار الدكتور عبد المجيد محمود بالتصفيق الحاد والتهليل بعد تأكيده لهم بأنه باق فى منصبه ولا يستطيع أحد إقصاءه من المنصب بغير وجه قانونى، ووصف المستشار أحمد الزند رئيس نادى القضاة عودته لمنصبه بأنه انتصار تاريخى للقضاء المصرى, وأن هذا اليوم يعد عيدًا للقضاء المصرى, ويوم من أيام شعب مصر فهنيئًا لشعب مصر ولقضائها ولمحاميها. كما أكد الزند أن عودة عبد المجيد إلى منصبه مرة أخرى تشبه بعودة الأسد إلى عرينه منتصرًا, وتحيا مصر.
