"الأموال المهربة من مصر فى 30 سنة تماثل ثلاثة أضعاف موازنة مصر"، هكذا قال مرسى فى كلمته فى الجلسة الافتتاحية لمبادرة كلينتون بنيويورك. رقم هائل يضاف إليه ربما أضعافه نتيجة الفساد المستشرى فى الداخل، وهو فساد لم ينته ومستمر، ويحتاج رقابة حازمة ويدا باطشة لكى يتوقف. الموارد ليست مصادر إنتاج فقط وإنما الكف عن ضياع الأموال والوساطة والمحسوبية، وكلها عناصر لم تقترب منها الحكومة حتى الآن، خصوصا أنها مضغوطة بالانتهاء من حل مشاكل الأمن والمرور والإضرابات الفئوية. الأهم وضع حد لتسرب الأموال بسبب الفساد، فمصر ما زالت على رأس الدولة الفاسدة، وهذا ليس فى صالح الثورة ولن يكون بأى حال فى صالح أول حاكم لها ذى مرجعية إسلامية. مرسى وحده لا يكفى، فمن الضرورى رؤية أكثر من شخص قوى وحازم ومهاب فى الحق على رأس السلطة السياسية. ليس فى مصلحة الثورة تقييمها فى سعر كيلو المانجو وسعر كيلو الطماطم، وإنما توظيف العاطلين وفق الكفاءة والقدرات وليس الواسطة والمحسوبية، وأن يثق كل خريج أن إمكانياته المهارية تقوده لسوق العمل.. لا فرق فى ذلك بين ابن الغفير وابن الوزير أو المأمور. تقول حملة لجمع توقيعات "حركة لكل العاطلين" إن الحكومة نفذت كل مطالب الجماهير الفئوية من زيادة مرتبات وتعيينات فورية وتعديلات فى لوائح العقود وتناست أصحاب الثورة الحقيقيين ومعظمهم من العاطلين، فهم من قاموا بالثورة وظلوا بميدان التحرير ولأنهم ليس لديهم عمل ولا أمل، فقد رحبوا بالموت الذى أتاهم، وبعد أن نجحوا فى ثورتهم لم يحصدوا أى شيء مما زرعوا مع أنهم رووا الأرض بدمائهم. الحكومة ضحكت على العاطلين بالإعلان عن التقدم لوزارة المالية ووزارة العدل للحصول على وظائف، وكان ذلك وسيلة فقط لجمع أموال منهم كرسوم لإرسال طلباتهم بالبريد، بينما يرون بأعينهم كثيرا مثلهم ينالون فرص الوظائف العامة بطرق أخرى! أرسلت لى هبة صبرى عبدالفتاح من زفتي، محافظة الغربية، رقم قومى 28306011605203 صورة من رسالتها إلى رئيس الجمهورية، تلوذ به لرفع الظلم عنها.. تقول "تقدمت بطلب فرصة عمل بالبريد للسيد رئيس الهيئة القومية للبريد بمكتبه الكائن بالعتبة منذ سنة وسبعة أشهر والطلب بتاريخ 17 /2 /2011 ويحمل رقم 1375الغربية ومن يومها وأنا أسافر بشكل منتظم إلى القاهرة لمتابعة طلبى ولكن دون جدوى فليس لى واسطة فأنا ليس لى سوى الله ولا ملاذ لى سوى سيادتكم وكلى أمل ويقين أن سيادتكم ستنصفنى وتساعدنى فى تلبية رجائى لمساعدتى فى تربية أطفالى وعلى مشقة وظروف الحياة الصعبة". وبتلقائية وبساطة امرأة من غلابة هذا الشعب لا تبحث سوى عن ما يعينها على الحياة تضيف: "أملى كبير فى ربنا سبحانه وتعالى وفى كرم ومساعدة حضرتك مش عايزة (آخد) من وقت حضرتك أكتر من كده، ده حضرتك رقم تليفون رئيس الهيئة 0223932016 ومتشكرة جداا لحضرتك". وفى نهاية الرسالة تاريخ الطلب 17/2 /2011 رقم 1375 الغربية". وعندما يئست من إجابة الرئيس أو أى من مساعديه أو ديوانه أرسلت لى تقول: "ربنا يسترك يارب ويبارك فيك ممكن تساعدني إنى أوصل صوتى للرئيس والمسؤولين. أنا ليا أكتر من سنة و7 شهور دوخة وبهدلة ومصاريف ومافيش أى فايدة خالص. والله تعبت والأوضاع بعد الثورة زى قبل الثورة كلها ماشية بالفساد والمحسوبية والمعارف". العاطلون ليسوا حلوة يا مانجا ولا حمرا يا طماطم! [email protected]