بعض الكتاب يميل إلى الاستعراض اللفظى والمعلوماتى بتعالٍ كبير فيقع فى المحظور، وهذا ما حدث للصحفى عادل حمودة المعروف بمواقفه المناوئة لكل ما هو دينى من خلال مسيرته الصحفية خصوصًا فى روز اليوسف. نتذكر حملات المجلة عندما كانت تحت إدارته ضد الشيخ محمد متولى الشعراوى عليه رحمة الله بدون جريرة للشيخ سوى أنه كان يقدم برنامجًا يجذب كل المصريين إلى شاشة التليفزيون المصرى كل يوم جمعة بغض النظر عن دياناتهم وعقائدهم، ولا يزال قادرًا على الجذب عندما تعيده أى قناة رغم وفاته قبل سنوات عديدة وزحمة البرامج والمقدمين والفضائيات حاليًا. كنت أيامها متخصصًا بالرد على تلك الحملات فى جريدة "المسلمون" دون أن أوقع ذلك باسمى، فاكتشفت أنه يدعى العلم وليس عنده الأدوات الكافية التى يستطيع من خلالها ضبط ترمومتر انتقاداته فلا يميل ويخرج عن المألوف أو يقع فى ما لا ينبغى. فقط "غاوى مشاكل" خصوصًا إذا تعلق الأمر بالدين أو القرآن الكريم الذى كان الشعراوى يقدم تفسيره على هيئة خواطر بشكل جديد لم يألفه علم التفسير. فى لقائه بقناة النهار، أراد عادل حمودة استعراض مهاراته القانونية فوقع فى المحظور الأخطر، عندما انتقد الدكتور محمد مرسى ناصحًا بأن يستشير مستشاريه القانونيين على حد قوله، فمن الخطأ أن يتم تكليف السفارة المصرية فى واشنطن بمقاضاة الفيلم المسىء لأن الرسول صلى الله عليه وسلم "رمز إسلامى لكنه ليس مواطنًا مصريًا ولا يحمل الجنسية المصرية"! ذلك القول الذى شاع عبر اليوتيوب بعد أن تناقله رواد "فيس بوك" و"تويتر"، لا يقل سوءا عن الفيلم المسىء، خصوصا أنه ينطلق على الهواء من قلب الكنانة ومن خلال قناة مصرية مرخصة ومن شروط الترخيص ألا تقدم ما فيه ازدراء للأديان. تعريف "ازدراء الأديان" واسع يشمل كل استهانة أوألفاظ تقع موقعا غير لائق. وتقديرى أن الذى قاله عادل حمودة يمتد إلى ذلك، فما معنى أن الرسول صلى الله عليه وسلم ليس مواطنًا مصريًا ولا يحمل الجنسية المصرية، ومنذ متى كان غضبنا للرسل والأنبياء بناء على جنسياتهم؟! عبارات حمودة تكفى لمقاضاته هو نفسه، وتفتح عليه أبواب جهنم من الغضب، بل ولا يليق لقناة النهار أن تقع فيه بكل سذاجة. [email protected]