سمعت من القيادى الإخوانى د.حسن البرنس، أنه من الأفضل للجماعة، ألا تكون القوة السياسية الوحيدة فى البلاد.. لأنها والحال كذلك ستظل "محلك سر" لغياب المنافس الذى يحملها حملاً على الاجتهاد وتجويد أدائها السياسي. وهو كلام طيب، يعكس وعيا، ربما يدرأ عن الإخوان تهمة "التكويش" و"الاستئثار" والرغبة فى أن تكون القوة الوحيدة "المدللة" على "حجر" السلطة. وبالتأكيد فإنه ليس من مصلحة الحركة، أن تكون سعيدة بهذا "الدلع" الذى ترفل فيه الآن.. وكذلك فإنه ليس من مصلحة مصر الدولة.. أن يحكمها تنظيم سياسى واحد سواء كانت الجماعة أو غيرها. وجود تيار وطنى يعدل الإخوان بات حاجة ملحة وليس "ترفا سياسيا".. بل لا أتجاوز حدود المنطق، إن قلت إنها تتعلق بمقتضيات "الأمن القومي".. فثورة يناير أسست لقطيعة جذرية أو هكذا يفترض مع نُظم "الحزب الواحد".. بل إنها كانت ثورة على المرارات التى خلفتها تلك الأنظمة الفاشية "أحادية التنظيم" التى تعاقبت على حكم مصر، خلال العقود الست الأخيرة. ولعل المخاوف من "الأخونة" لا تستند فى المطلق إلى موقف "أيديولوجي" إزاء الحركة، وإن كان جزء من الموقف ربما يكون مؤسساً على هذا البعد "الخلافي".. فلا يمكن بحال تحييد التباين "العقائدي" بين التيارات التى تتصارع على صدارة المشهد السياسي.. غير أن المشكلة فى فحواها الحقيقى تتعلق ب"مرارات" متراكمة، وعُقد "جماعية" من خبرات مصر مع التنظيمات "الأخطبوتية" المدعومة بالسلطة والعسكرة والسمع والطاعة، وثقافة القطيع التى أحالت مصر بعد ستين عاما، إلى "خرابة" وأقل قامة من "بوركينا فاسو". البعض نفى أن تكون هناك "أخونة" كما هو متداول الآن.. وإنما عملية استكمال ل "تهييف" الدولة التى بدأها مبارك.. بسبب منطق "إخوانى" استقر فى انطباعات القوى الوطنية الأخرى، عبر اختبارات ومحكات حقيقية، مفادها البحث عن "الطاعة" وليس عن "الاستقلالية" فى كل ما تختاره الجماعة، من "أطقم" معاونة لها داخل النقابات أو البرلمان فى الماضي.. أو بالجهاز الإدارى للدولة بعد فوزهم بالمنصب الرئاسي. أتمنى ألا يغضب الإخوان.. فهم بحكم وجودهم فى السلطة سيكونون "ميدان رماية".. وهذا قدرهم.. وليس من واجب الرقابة الشعبية أن تثق فى أدائهم.. فالثقة لا نأمن عواقبها.. وكذلك ليس مطلوبا "الثناء" على الإجادة.. لأننا اخترنا الرئيس مرسي.. ليجيد وليس ليخطئ.. لم يبق إلا النقد.. ووضع الجماعة تحت ضغط "المعارضة" أو تشكيل قوى وطنية تنافسها وتعرض نفسها كبديل حقيقى وليس صوريا لها.. ليعلم الإخوان أن "دكة الاحتياطي" مكتظة بالبدائل الجاهزة. [email protected]