قال أبو بكر الصديق يوم مبايعته فى المسجد عام 11ه (... فإن أحسنت فأعينونى وإن أسأت فقومونى)، وهذه هى قمة الديمقراطية الموجودة فى الإسلام قبل أن تعرفها أوروبا بأكثر من ألف وأربعمائة سنة، وهى أن نقول للمسئولين شكراً حين يجيدون ونقول لمن جانبه الصواب: لا.. نقول هذا بمناسبة ما وقع فى الأيام الأخيرة من حدثين مختلفين وإن يكن بينهما علاقة وطيدة، وأولهما ما قام به وزير الثقافة حين دعا للاجتماع بالسيد الرئيس مجموعة من الأدباء والمثقفين، معظمهم من أدعياء الماركسية ناقصى التعليم أو عديمه، وتجاهل الوزير أساتذة الجامعات والأدباء المنتمين للتيار الإسلامى، أما الذين دعاهم فقد اشتهروا لأنهم قاموا بالتكويش على مناصب الإعلام والثقافة طوال ستين عاماً مضت، فأفسدوا الشعر والأدب العربى بما أشاعوه فيه من الغموض والألغاز والتعقيد وقصيدة النثر حتى فقد الشعر بفضلهم جمهوره، وذلك تحت دعاوى الحداثة والبنيوية وسائر الأوبئة الثقافية التى يروج لها أدعياء الماركسية مثلما روجوا من قبل لوباء الواقعية الاشتراكية، والسبب الثانى لشهرتهم أنهم أيضاً.. كوشوا على جوائز الدولة ووزعوها فيما بينهم فقط، والآن يتبجحون بمحاولتهم إقصاء التيار الإسلامى عن ساحة الثقافة، مع أننا فى عهد جديد اختار فيه الشعب بكامل حريته وإرادته مجلس الشعب ورئيس الجمهورية من الإخوان والتيار الإسلامى، ولكن وزير الثقافة تجاهل الأدباء الإسلاميين من أمثال د.حلمى القاعود، ود.جابر قميحة وغيرهما كثير ممن يحبون الرئيس ويدافعون عنه، فكيف يجوز ذلك وهؤلاء الشيوعيون هم الكارهون للرئيس وللإخوان وللإسلام، ويهاجمون الدكتور مرسى، مهما فعل من خير، فى القنوات الفضائية والصحف المأجورة.. التى أعلنوا فيها أنهم أعطوا أصواتهم لأحمد شفيق نكاية فى الإخوان والإسلاميين. إن وزارة الثقافة ووزارة الإعلام بحاجة إلى تطهير من أمثال هؤلاء الشيوعيين، الذين يكتبون لأنفسهم، ولا توزيع لجرائدهم ومجلاتهم وكتبهم إلا على أصدقائهم وشللهم، ولذلك تخسر هيئة الكتاب وهيئة الثقافة الجماهيرية بسبب نشرها لهم.. كان ذلك هو الحدث الأول الخطأ، أما الحدث الثانى العظيم فهو ما أنجزه وزير الداخلية من إنهاء للشغب والبلطجة فى ميدان التحرير ومحيط السفارة الأمريكية والقبض على هؤلاء المجرمين الذين سمعتهم بأذنى يسبون الدين ويضربون إخوة الوطن وحماته جنود الأمن المركزى، فهل يرضى النبى صلى الله عليه وسلم بعدوان هؤلاء وهم يدعون الدفاع عنه وما هم سوى مأجورين وإذا مات منهم أحد فهو مجرد قتيل، وهنا لابد أن نفرق بينهم وبين المتظاهرين فى 25 يناير 2011، الذين كانوا شرفاء وشهداء هبوا ضد حاكم فاسد، أما الآن فإن المظاهرات ضد فيلم الإساءة للنبى بدأت على يد شرفاء وبطريقة سلمية ثم انصرفوا ليحل مكانهم مأجورون بلطجية يحاولون الاعتداء على السفارة الأمريكية مع أن الإسلام يدعو لاحترام الآخرين وحماية السفراء حتى لو كانوا من "دار حرب"، ثم إنه لا السفير الأمريكى ولا الحكومة الأمريكية قامت بعمل هذا الفيلم، فلماذا الهجوم على السفارة؟ ثم ما ذنب جنود الشرطة ليتم الاعتداء عليهم.. إننا نحيى وزير الداخلية ونعينه حسب وصية أبى بكر والتى تكررت فى خطبة ولاية عمر بن الخطاب وعمر بن عبد العزيز رضى الله عنهم، بل إننا نطلب منه المزيد من الحزم للقضاء على البلطجية الذين يستأجرهم لصوص الحزب الوطنى لضرب هيبة الدولة وإسقاطها بضرب الشرطة وإعادة الانفلات الأمنى، فالوضع الآن قد تغير، وهناك فرق بين شرطة مبارك وشرطة الدولة الجديدة التى قامت لحماية المواطنين وليس لحماية الحاكم لأنها دولة شرعية جاءت بالانتخابات، ولا سبيل إلى تغييرها إلا عن طريق صندوق الانتخابات لا بالبلطجة السياسية الموجودة الآن ومحاولتهم فرض رأى الأقلية على الأغلبية، بل إلغاء الإخوان وإلغاء الإسلام. وكلمة أخيرة نقولها لأصحاب المطالب الفئوية فى إضراباتهم، إن مطالبكم مشروعة ولكن مشاكلكم هذه لم يخلقها الرئيس الحالى الدكتور مرسى وليست نتيجة لحكمه، وإنما هى مشاكل قديمة خلقها لهم المخلوع مبارك ومن حوله من اللصوص، فنهبوا الناس وتركوهم بلا طعام وبلا تعليم وبلا وظائف وبلا علاج وبلا أجور عادلة، فكل العاملين فى مصر أجورهم هزيلة وبحاجة إلى رفع الأجور، ولكن السؤال هو من أين يأتى الدكتور مرسى بالأموال اللازمة لتحقيق ذلك وكيف يصلح التركة الفاسدة التى خلفها مبارك وعصابته؟ وكيف يتم الإصلاح بالكامل وفوراً وليس لدى الدكتور مرسى عصا سحرية؟ وإذا كنا قد صبرنا على فرعون المخلوع ثلاثين عاماً فلنصبر على الرئيس المنتخب ثلاث سنوات، ولكن لنتركه خلالها يعمل بدون مشاكل فى الشارع ولا فى الصحف والتليفزيون، ولنتيقن من أنه وحكومته لن يكونوا مثل سابقيهم المترفين النهابين المنهومين الذين لا يشبعون، وذلك لسبب واحد هو أن الإخوان والإسلاميين يخافون الله المُحاسب، لأن لهم مرجعية إسلامية سيستفيد منها كل أبناء الوطن، المسيحيون قبل المسلمين. الخلاصة هى أن وزير الثقافة قرب من مجلس الرئيس شراذم الشيوعيين الذين هم وراء أحداث الشغب والإضرابات الفئوية وذلك بتحريضهم على ذلك فى الصحف والفضائيات هم ومن يملكها من الفلول ولصوص الحزب الوطنى الذين يدفعون لهم، وقد أجاد وزير الداخلية حين أبعد عنا شر هؤلاء البلطجية، فشكراً لوزير الداخلية وشرطة مصر الشرفاء.