كان أمرا مطلوبا وضروريا أن نرى المسيحيين المصريين يدا واحدة مع بنى وطنهم فى الاحتجاجات أمام السفارة الأمريكية رفضا لإقدام نفر من أقباط المهجر على انتاج فيلم مسىء للرسول صلى الله عليه وسلم، وتنظيم ما سموه "اليوم العالمى لمحاكمة نبى المسلمين". فلا يمكن لمصرى أيا كان دينه أو عقيدته أو مذهبه إلا أن يقف بقوة وبالمرصاد لمخطط يهدف لحرب طائفية لن تبقى مصر كما كانت منذ خلقت على الأرض. أؤكد وأعنى ما أقول، فلا مجال لحديث عن مجرد فتنة طائفية كما اعتدنا، بل إن الإساءة الحقيرة للرسول عليه الصلاة والسلام تستهدف حربا لا تقل عنفا ودماء ونتائج عن حرب البوسنة والهرسك وكل الحروب الدينية عبر التاريخ. اندفاع المسيحيين المصريين للإدانة والاستنكار وإرسال منظمات قبطية فى الخارج رسائل إلى الكونجرس تطلب منع عرض الفيلم الذى سمحت به الولاياتالمتحدة تحت مبرر حرية التعبير، قوبل بالارتياح من بنى وطنهم المسلمين، وليته لم يتأخر حتى يوم المظاهرات أمس الأول أمام السفارة الأمريكية، ولكن أن تأتى متأخرا خير من ألا تأتى على الإطلاق. على أى حال هذا لا يكفى لإطفاء نذر الخطر الذى أنا بصدده. يجب على الكنائس المسيحية إصدار وثيقة صريحة تمنع الإساءة إلى الرسول صلى الله عليه وسلم، وتعتبر من يفعل ذلك خارجا عن العقيدة المسيحية وتمنع الصلاة عليه، وقد فُعل هذا الأمر من قبل مع قسس لمجرد الخلاف فى آراء دينية. كذلك إصدار بيان صريح بخصوص الأقباط المصريين الذين اشتركوا فى إنتاج ذلك الفيلم المسىء يتعلق بصحة عقيدتهم المسيحية والتحذير منهم ومطالبة السلطات الأمريكية بمعاقبتهم. هذا سيريح الأجواء تماما ويمنع غيرهم من السلوك نفسه، خصوصا أن أحد هؤلاء ولا أريد أن أذكر اسمه تأذياً منه ومن سيرته العفنة، تبجح فى اتصال مع قناة "المحور" وتكلم باستهتار شديد عن الفيلم وبادعاءات فجة ممجوجة يستحق عليها وصف "ابن الفاجرة" الذى وصفه به الشيخ عاصم عبدالماجد عضو مجلس شورى الجماعة الإسلامية. ولا أعرف كيف سمحت القناة إعطاء مساحة لذلك "الفاجر" لكى يشرح عمله الردىء القذر؟! على واشنطن بدورها أن تحترم عقائد الآخرين، ولا تخلق عدوات دينية مع العالم الإسلامى تحاصرها بالكراهية والغضب، ولها العبرة فيما حدث أمام سفارتها فى القاهرة، والهجوم على قنصليتها فى بنغازى الذى أدى لمقتل سفيرها اختناقا، وهو سلوك نرفضه تماما، فللسفارات والبعثات الدبلوماسية حرمتها القانونية العالمية، لكن على الولاياتالمتحدة أن تدرك حرمة العقيدة الإسلامية وتمنع الأشرار عنها مستغلين ما يسمونه حرية التعبير. فى أمريكا، يذهب إلى السجن فورا من يهاجم اليهود ولا يقول أحد حينها إنها حرية تعبير، فلماذا هذه التفرقة والعنصرية الدينية؟! [email protected]