دعا المجلس الشعبي المحلي بالإسكندرية برئاسة الدكتور طارق القيعى في بيان عاجل له إلي تنظيم مسيرة شعبية يتقدمها رجال الدين الإسلامي والمسيحي وأهالي وتجار منطقة محرم التي شهدت الأحداث الأخيرة للتأكيد علي معاني الوحدة الوطنية بين أبناء شعب الإسكندرية. ودعا المجلس ، خلال اللقاء الذي عقد أمس وضم قيادات الأزهر الشريف والأوقاف والكنيسة المرقصية الأرثوذكسية وقيادات المجلس الملي وممثلي الأحزاب والنقابات والجمعيات الأهلية بالإسكندرية ، لإقامة إفطار جماعي بمنطقة محرم بك تحت رعاية اللواء عبد السلام المحجوب محافظ الإسكندرية ، ويحضره القيادات الإسلامية والمسيحية وأهالي محرم بك من المسلمين والأقباط للمصالحة والتراضي. وطالب المجلس الشعبي في بيانه بمراجعة ما تم نشره في بعض الصحف ويسيء إلي وحدة مصر ، كما دعا ذوي الشأن ممن تسببوا في الأزمة الأخيرة أن يوجهوا النشء إلى احترام الأديان وعدم المساس بالعقائد واحترام الرأي الأخر وأن تكون هناك توعية يومية أو أسبوعية في طوابير الصباح للمدارس جميعاً. علي جانب آخر ، تسود حالة هدوء مشوبة بالقلق في منطقة محرم بك والأحياء المحيطة التي بها ، والتي شهدت أعمال الاحتجاجات الأخيرة بسبب عرض كنيسة ماري جرجس لمسرحية تسئ إلي الإسلام والرسول صلي الله عليه وسلم . وأكدت مصادر أمنية للمصريون أن التواجد الأمني المكثف سيظل بالمنطقة إلي ما بعد عيد الفطر المبارك. وقالت هذه المصادر إنه تم تأمين جميع المساجد والكنائس بالإسكندرية بقوات إضافية مؤكداً أن قوات الأمن بذلت جهوداً كبيرة في تأمين جميع الكنائس نافياً أن تكون أي كنيسة قد تم اقتحامها من قبل المتظاهرين وأن السيارات والمحلات التي تم إتلافها لمسلمين ومسيحيين وليس لمسيحيين فقط ، وأن أغلب هذه المحلات هي محلات لبيع الخمور. من جانبه ، قال القمص شاروبيم باخوص وكيل البابا شنودة بابا الإسكندرية إنه سيتم تحديد موعد جديد لإقامة حفل إفطار الوحدة الوطنية الذي قام في رمضان سنويا وسوف يحدد البابا شنودة الموعد الجديد والذي تأجل بعد اندلاع الأحداث الأخيرة. وتوقع أن يحضر هذا الحفل فضيلة شيخ الجامع الأزهر الدكتور محمد سيد طنطاوي وأيضا مفتي الديار المصرية الدكتور على جمعة ، وذلك في دلالة قوية على تجاوز الأحداث والأزمة الطارئة والحفاظ على نسيج الأمة والحفاظ على الوحدة الوطنية والسلام الاجتماعي. ونفى القمص شاروبيم أن تكون الكنيسة قد طبعت الCD أو نشرت المسرحية التي أشعلت الفتنة ولكنه اعترف في الوقت نفسه أن المسرحية من إنتاج الكنيسة بالفعل ولكن ليس بالصورة المغلوطة التي أشيعت وتسببت في اشتعال الموقف في الإسكندرية. من ناحية أخرى ، فتحت كنيسة ماري جرجس بمحرم بك أبوابها أمام المصلين ودقت أجراسها حيث أقيمت بها الصلوات أمس الأحد. وأشاد راعي كنيسة ماري جرجس في تصريحات لصحف أمريكية وقبطية تحتفظ "المصريون " بنسخة صوتية منها بموقف قوات الأمن في الدفاع عن الكنيسة والتصدي بشدة ضد جموع المحتجين ، نافياً أن يكون قد تم اقتحام الكنيسة أو إتلافها حسبما زعمت بعض المصادر القبطية