في الوقت الذي انتفضت فيه مصر بمختلف فئاتها وطوائفها لرفض المحاولة الغامضة لضرب وحدتها الوطنية والوقوف بكل قوة في وجه أي تصرف رخيص لاثارة الفتنة الطائفية بدا لافتا ان اتفاق المفكرين والمثقفين مع بيان المجلس الملي بالاسكندرية الذي رفض الرواية الامنية لحادث الهجوم علي 3 كنائس بالاسكندرية والذي خلف قتيلا واحدا و5 مصابين. وبينما بدأت النيابة تحقيقاتها في الحادث أمس واستمعت إلي شهود العيان فجرت مصادر قيادية داخل الحزب الوطني خلال مؤتمر اليوم الواحد أمس مفاجأة حينما نفت أن تكون وزارة الداخلية أصدرت بيانا حول الحادث أو اتهمت مريضا نفسيا بارتكابه وقالت إن الحزب الوطني أكد أنه سيتم محاكمة جميع المتورطين في الحادث، وقالت إن الحزب يدين تلك الاعتداءات جملة وتفصيلا باعتبارها هجوما علي دور العبادة، وأنه ليس من مصلحة مصر التهويل أو التهوين من شأن ما حدث وأن جهات التحقيق سوف تكشف عن الجناه والمحرضين وأنهم سوف يمثلون أمام القضاء لينالوا جزاء ما ارتكبوه من جرم في حق مصر وشعبها، وقرر الحزب تنظيم مسيرة شعبية اليوم بالإسكندرية للتعبير عن رفض الحادث والتأكيد علي روح التسامح وحقوق المواطنة بين جميع المواطنين. واصدر مجمع كهنة الاسكندرية والمجلس الملي بيانا اعربوا فيه عن استنكارهم لتلك الاعتداءات ووصفوا تصريحات الامن التي تراجع عنها بانها استخفاف بالعقول والمشاعر وعبث بمصير الوطن وتبتعد عن الحقيقة والشفافية وقال البيان ان الاعتداء مخطط وشارك فيه أكثرمن فرد وتمسك البيان بالحفاظ علي وحدة الامة إلا انه دعا الي ضرورة ان تكشف تحقيقات النيابة عن العقل المدبر لتلك الاعتداءات. وسارعت القوي الوطنية الي التنديد بالحادث حيث اصدر المجلس المحلي برئاسة طارق القيعي بيانا ندد فيه بالحادث واعرب عن ضرورة ان ينتبه المسلمون والمسيحيون الي اية محاولة رخيصة للوقيعة بين شطري الامة. ووصف المجلس القومي لحقوق الإنسان حسب تصريحات للدكتور أحمد كمال أبوالمجد نائب رئيس المجلس الأحداث بأنها تفتح أبواب الفتنة. وعقدت جماعة الاخوان المسلمين بالاسكندرية مساء امس الاول مؤتمرا دعت اليه قيادات قبطية الا انها لم تحضر وادانت الجماعة الاعتداءات واتهمت وزارة الداخلية بالتقصير وان عدم تشديد الحراسات حول الكنائس هو السبب في ارتكاب تلك الاعتداءات الاجرامية. من ناحية اخري شكك عدد من المفكرين والنشطاء في رواية الداخلية حول قيام مريض نفسي بالقيام بالهجوم في وقت واحد واكد الدكتور ميلاد حنا المفكر البارز في تصريحات خاصة ل "نهضة مصر" ان من قاموا بهذا الاعتداء مجموعة ارهابية تعمل تحت الارض في الاسكندرية ولم ينجح الأمن في اختراقها خلال الفترة الماضية مشيرا الي ان الاسكندرية ومنذ سنوات تشهد توترات طائفية كبيرة بسبب وجود تيارات متطرفة تسيطر علي الثغر، فيما ربط الباحث سامح فوزي بين حادثة محرم بك وبين هذه الاعتداءات باعتبارها جاءت انتقاما لعدم محاكمة المتورطين في المسرحية التي اعتبرت مسيئة للاسلام. ومن جانبها ادانت منظمات حقوق الانسان المصرية الاعتداءات علي الكنائس لافتة الي ان الموقف قد اشتعل بعد اعتصام عدد من المسيحيين حول كنائسهم بالاسكندرية يحملون السلاح في مشهد خطير قد يؤدي الي اشتعال الموقف. وفي سياق متصل ادانت الولاياتالمتحدةالامريكية الهجمات علي الكنائس وحثت واشنطن كلا من الاقباط والمسلمين في الاسكندرية علي التسامح والهدوء وقال المتحدث باسم الخارجية الامريكية شون مكورماك ان هذا العمل غير مقبول وان الولاياتالمتحدة ستطلب من الحكومة المصرية مواصلة جهودها لنزع فتيل الموقف. من ناحيته أدان الأمين العام للاتحاد العالمي لعلماء المسلمين الدكتور محمد سليم العوا هذه الهجمات وعبر عن تعازيه ومواساته لأهالي الضحايا وحذر من الانجرار لفتنة طائفية لا يستفيد منها سوي اعداء مصر.