تقول أحدث الأخبار العلمية أنه سيكون من المتاح قريبا قراءة أفكارالبشر ، بدأت الخطوة الأولى على الطريق باكتشاف العلماء وهم يحاولون معالجة إصابات المخ والزهايمر إمكانية معرفة ما يسيطر على العقل من أفكار وهل هي سارة أم محزنة. فإذا تمكنوا من ذلك بالفعل سيجدون الناس جميعا غارقين في التفكير في مشكلاتهم ، مهما تغيرت أحوال الناس وتنوعت ومهما بدا على وجوهم من انفعالات متباينة فهم غالبا تستغرقهم مشكلاتهم الخاصة التي لا يملون أبدا من التفكير فيها وتقليبها على كافة الوجوه واستعادة تفصيلاتها وما يرتبط بها من مشاعر وتداعيات. يتصور كل إنسان أن حل مشكلته الخاصة سينقله إلى الحياة السعيدة الهانئة الخالية من الصعاب ليعيش في تبات ونبات وتكون هذه هي النهاية السعيدة للحدوتة. لكن الحدوتة الحقيقية لا تنتهي أبدا واختفاء المشكلة الأصلية يزرع عدة مشاكل بدلا منها. "إنها الحياة" كما يقول المثل الفرنسي ولابد أن نتقبلها كما هي شئنا أم أبينا والمهم هو كيف نواجهها ؟ كيف نتحمل أشواكها ؟ كيف نستمتع بعبيرها ؟ كيف نجعلها مزرعة للآخرة ؟ كيف نستجيب لنداءها الساحر الذي تتردد أصداؤه في رحاب الكون فيشجي نفوسنا ؟. نعرف بالفطرة وبالتعلم الكثير من سبل الاستجابة الناجحة في الحياة أولها الإيمان الراسخ واليقين في أن ما أخطأك لم يكن ليصيبك وما أصابك لم يكن ليخطئك ثم الاستقامة في السلوك وشغل النفس دائما بالعمل النافع حتى لا تنكفئ على ذاتها وتغرقها الهواجس والوساوس. ولكي تجدد حياتك عليك أن ترى الأمور من منظور مختلف وبدلا من الاستغراق في المشكلات تحدي تلك الأفكار الكئيبة وتخلص منها ، فمركز اجترار الحزن لديك يمتلأ بأفكار خاطئة سلبية ومعوقة تخلص منها تماما واستبدلها بأخرى أكثر إيجابية وتفاؤلا. النصيحة الثانية أتجه دائما إلى خارج نفسك بالانشغال بالعمل الدائب وأثناء عملك حاول أن تحقق هدفا كنت تسعى إليه فإن تحقيق انتصارات بسيطة يدفعك قدما إلى الأمام وبعد فترة ليست طويلة سترفع ثقتك بنفسك ، وتجد أنك حققت إنجازات حقيقية لم تكن تتصور إمكانية تحقيقها ، المهم أن تكون هناك خطوة دائمة للأمام على الطريق الصحيح. أما مشكلاتك الخاصة فحاول أن تجتهد في حلها ومن الطرق الجديدة لذلك أن تتجه لمساعدة الآخرين قدر استطاعتك فذلك يشغلك وتفاجئ أن مشكلتك قد عافاك الله منها وأرسل إليك من يعينك على حلها وكما جاء في الأثر إن الله في عون العبد ما دام العبد في عون أخيه. خلقنا الله لتكون مهمتنا الأولي في الحياة هي السعي في كل الاتجاهات وبكل السبل مادامت مشروعة فلا تتوقف في الطريق لتتأمل نفسك أو غيرك بل أمضي دائما واملأ كل دقيقة بعمل نافع ستجد أنك زرعت ورودا كثيرة جملت حياتك ، وجنيت حصادا وفيرا من كل حقل بذلت فيه جهدا وعرقا. نشيد الحياة يقول أكثركم سعادة أفضلكم عملا.