في خطوة مفاجئة، صوت مجلس النواب الليبي، في مدينة طبرق شرقي البلاد، على تجريم جماعة الإخوان المسلمين وتصنيفها ضمن قائمة الكيانات الإرهابية. وقال الناطق الرسمي باسم مجلس النواب عبد الله بلحيق، إن المجلس صوت في جلسته المسائية، على تجريم جماعة الإخوان المسلمين وتصنيفها كجماعة إرهابية. ووفق الموقع الرسمي للمجلس، قال عضو لجنة الدفاع والأمن القومي طارق الجروشي، إن «استنجاد تنظيم الإخوان المسلمين بتركيا للتدخل العسكري في ليبيا يدل على قرب نهاية مشروعهم». وأوضح «الجروشي» أن «الأدلة والوقائع التي يملكها الجيش الليبي تؤكد أن أغلب قادة التنظيمات الإرهابية التي هُزمت في ليبيا هي الآن بين مدينتي اسطنبول والدوحة، والتقارير تشير إلى أن هناك محاولات مستميتة للعودة إلى ليبيا». الدكتور خالد متولي، عضو مؤسس في حزب الدستور، أشاد بقرار مجلس النواب الليبي الذي صنف الإخوان كجماعة إرهابية. وأكد «متولي»، في تصريحات خاصة ل«المصريون»، أن جماعة الإخوان المسلمين هدفها نشر الإرهاب في العالم كله والسيطرة على الدول عن طريق التنظيم الدولي للجماعة. وأشار إلى أن الإخوان المسلمين حاولت هدم الأنظمة العربية بداية من مصر ومرورًا بالسعودية واليمن وليبيا، لكن الشعوب العربية عرفت حقيقة التنظيم فتصدت له ودحرت التفكير الإرهابي، وليس هذا فحسب بل هم مستمرون في استئصال التنظيم من على وجه الأرض. أما، هشام النجار، الباحث الإسلامي، أكد أن القرار الذي اتخذه البرلمان الليبي ضد الإخوان بتصنيفها جماعة إرهابية كان متوقعًا منذ مدة طويلة، مؤكدًا أن هذا يعمل على تجفيف منابع تمويل التنظيم المالية والسياسية والفكرية، خاصة أنه تم الكشف عن علاقات الإخوان بكافة تنظيمات العنف المسلح بليبيا وبموردي المسلحين التكفيريين بالساحة الليبية. وأضاف الباحث الإسلامي، أن العديد من السياسيين والنواب والناشطين الليبيين طالبوا بتصنيف الإخوان إرهابية، ولم يكن هناك مفر من اتخاذ هذا الإجراء كجزء وخطوة رئيسية في مسار الحرب على الإرهاب، خاصة في هذه المرحلة التي تقف فيها جماعة الإخوان كطرف رئيسي داعم للمتمردين المسلحين وللميليشيات الإرهابية المدعومة من قطر وتركيا والتي تحارب الجيش الليبي في طرابلس ومدن الغرب. فيما، أكد هيثم شرابي، الباحث الحقوقي، أن التصويت على تجريم تنظيم الإخوان الإرهابي في مجلس النواب الليبي يعتبر ضربة قاصمة للتنظيم والتنظيمات المسلحة المرتبطة به مثل فجر ليبيا، كما أنها رد عملي على زيارة فايز السراج الفاشلة إلى إيطالياوفرنسا وبريطانيا في الأسبوع الماضي والتي عاد منها بدون أي مكسب مما يعطى رسالة هامة مفادها أن مفتاح الحل للأزمة الليبية موجود في القاهرة. وأضاف الباحث الحقوقي، في حديث له، أن هذا التصويت أيضًا يعتبر رسالة صادمة في مواجهة التدخلات التركية والقطرية في ليبيا التي وصلت إلى التسليح والدعم العسكري والأمني، موضحًا أن الدولة المصرية تدير الأزمة الليبية بسياسة النفس الطويل وبما يخدم مصالح الأمن القومي الليبي والمصري. من ناحيته، قال النائب طلال ميهوب، رئيس لجنة الدفاع والأمن القومي في البرلمان الليبي، إن لجنة الدفاع والأمن القومي تعد قائمة بالأشخاص والشركات والكيانات التابعة لجماعة الإخوان الإرهابية في ليبيا. وأضاف في تصريحات، أن اللجنة ستقدم القائمة إلى البرلمان بشأن إدراجها على لائحة الإرهاب، طبقًا للقرار الصادر بشأن تصنيف الجماعة ضمن الكيانات الإرهابية، كما تعمل اللجنة على كشف كافة المعاملات التي أجرتها الجماعة مع بعض الدول خلال الفترات الماضية. وتأتي تلك الخطوة بعد أيام من إعلان البيت الأبيض، أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، يعتزم تصنيف جماعة الإخوان المسلمين تنظيمًا إرهابيًا أجنبيًا، وهو ما قد يؤدي إلى فرض عقوبات على أقدم جماعة إسلامية في مصر. وكذلك بعد توقيع أكثر من 50 نائبًا فرنسيًا عن حزب الجمهوريين، ورئيس منطقة باكا رينو موسيلير، على رسالة مفتوحة دعوا فيها الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، إلى مواجهة التطرف من خلال إعلان «الإخوان كمنظمة إرهابية»، وحل المنظمات المرتبطة بهم مثل جمعية «مسلمو فرنسا» التي كان اسمها «UOIF سابقًا».