كما كان متوقعاً حاصرت قوات الأمن النساء المشاركات بالاعتصام الذي قررت أمهات المعتقلين المصريين تنظيمه أمام مقر وزارة الداخلية ، في الساعة الثانية عشر يوم25أكتوبر2005 ، من بداية تجمعهن أمام مقر نقابة المحامين بشارع رمسيس و أمام أقرب محطة مترو لمكان الاعتصام – محطة سعد زغلول ، ثم اتجه تجمع الأمهات أمام مقر الوزارة بعد ساعة كاملة من موعد بدء الاعتصام- برفقة عدد من الشباب المتعاطفين مع قضيتهن و مطالبهن العادلة . لكن الشرطة حاصرت التجمع باستخدام الحواجز الحديدية و صفوف متوالية من العساكر و الضباط الذين حاصروا السيدات على الرصيف المقابل ، لدرجة أن الحركة داخل هذا المكان الضيق كانت صعبة للغاية خاصة في ظل وجود مسنات و أطفال . وقد أشرف مدير أمن القاهرة نبيل العزبي بنفسه على تنفيذ الحصار ، الذي قامت به رتب كبيرة من الضباط وقوات وسيارات أمن مركزي مدججة بالعصي والسلاح لحصار 25 سيدة و 5 شباب !! .. وقد اعتدى الضباط – بأنفسهم- و منهم لواء و رائد شرطة ورتب أخرى ، أكثر من مرة على النساء و الشباب المشتركين بالاعتصام و حاولوا خطف أحد هؤلاء الشباب ممن كانوا يقومون بالهتاف .. و وصل الأمر إلى ضرب الأطفال و منهم الطفل عبد الله يحيى اا سنة الذي أصيب في عينه اليسرى وأخته خديجة 10 سنوات . هجوم الضباط على الرصيف الضيق الذي كانت تقف به النساء أدى لجرح البعض منهن ، وأصيبت إحدى السيدات المسنات بصعوبة شديدة في التنفس ، و رفض الضباط بشدة خروجها من الحصار لعمل الإسعافات اللازمة لها . والطريف أن احد السيدات المعتصمات التقطت عصا وطاقية سقطت من يد احد الضباط كان يستخدمها في ضرب الشباب المعتصم ورفضت إعادتها إليه ، ويوجد صور عديدة لهذه المهزلة نهديها لوزارة الداخلية المصرية عن الطريقة التي يتعامل بها رجالها مع النساء و المدنيين .. وفد جن جنون الضباط من تصويرهم على هذا النحو وأخذوا يكيلون الشتائم للجميع !!!، بالطبع استرد الضباط العصا و الطاقية بعد أن هجموا على النساء عدة مرات لاستعادة ما فقدوه !!!!، لكن ألم يفكر هؤلاء أنهم فقدوا شيئا أهم عندما صورتهم كاميرات الإعلام و هم يهجمون على النساء و الأطفال أمام مقر وزارتهم ؟ وأين حقوق الإنسان و حفظ كرامة المواطن التي يتحدثون عنها ليل نهار ؟؟ وقد رفض الضباط أي طلب للخروج من الكردون للذهاب للمسجد أو الوضوء ، كما رفضوا خروج أحد من النساء أو الشباب لإحضار إفطار للصائمين . واستمر النساء و الأطفال مسجونين على الرصيف و ظهورهم للحائط لمدة 12 ساعة متواصلة وهم صائمين !! الاعتصام استمر حتى منتصف الليل تقريبا ، ورفض اللواءات استلام مذكرة قانونية و رفضوا حتى أن تقابل أي سيدة مسئول بالوزارة .أكثر من مصور فوتوجرافي وفيديو من وزارة الداخلية تفرغوا لتسجيل الأحداث وتصوير الشباب المتعاطفين مع أمهات المعتقلين . ضباط وزارة الداخلية طلبوا في النهاية إنهاء الاعتصام والخروج فرادى وبين كل شخص والآخر نصف ساعة ! . وكان الضباط يسيرون وراء أي شخص يخرج من الاعتصام ، للمراقبة و التأكد من عدم انتقال المظاهرة إلى مكان آخر ، ووصل بهم الأمر أنهم طلبوا من أحد الشباب الذين كانوا يقومون بالهتاف أن يقبل حذاء ضابط حتى يسمح للنساء بالعودة لمنازلهن ، وهددوا الجميع بالاعتقال . الكردون الأمني و التضييق الشديد على حركة النساء لم يمنع الإعلام المصري و الأجنبي من التقاط صور ومشاهد الضرب .. ولم يكن هناك مشاركة في الاعتصام من القوى و الحركات المصرية ، سوى بعض الإعلاميين ومحرري مواقع الانترنت الذين قاموا بنشر ما حدث أولا بأول . وكانت هناك مساعدة من مركز النديم للتأهيل النفسي لضحايا العنف ، وبعض مراكز حقوق الإنسان . النساء استخدمن طبلة المسحراتي أثناء الهتاف ، وقادت طفلة صغيرة في الثالثة الهتاف أحيانا ، ورفع المعتصمون لافتات لا للطواريء .. أفرجوا عن أولادنا .. ورددت هتافات منها : إحنا أهالي المعتقلين يوم ورا يوم معتصمين لجل ولادنا المعتقلين طلعوهم م الزنازين إحنا أهالي المعتقلين ع الفطار مقهورين ع السحور حزانين و آدي حالتنا في رمضان فين هيه حقوق الإنسان و اللي ها يظلم في رمضان بكرة يحصل غازي كنعان رمضان جانا رمضان جانا و أهالينا في الزنزانة رمضان جانا .. و لا فرحنا به اصل الابن طال غيابه اصل الأب طال عذابه أصل الأخ راح مكانه رمضان جانا .. و لا فرحنا به و أهالينا في الزنزانة قول قول يا مسحراتي قول قول قول أمن الدولة اعتقلوا اخواتي يا عزيز عيني و أنا بدي أروح بلدي بلدي يا بلدي .. و السلطة أخدت ولدي اشهد يا ربي .. شوف يا شعبي أنا حقي راح ف بلدي لما تلاقي جوع مع ظلم لما تلاقي ظلم و قهر لما تلاقي عشة و قصر معتقلات مالها حصر يبقى أنت أكيد ف مصر يبقى انت أكيد ف مصر همه مين و إحنا مين إحنا الشرفا المصريين إحنا أهالي المعتقلين و همه الفسدة و الظالمين معتصمين معتصمين ضد القتلة و الظالمين طول الليل هنا قاعدين ِ لا كراسي و لا بطاطين على أرض وطنّا قاعدين حتى خروج المعتقلين همه يصيفوا في مارينا و إحنا الجوع والفقر هارينا همه يشتوا في منتجعات و إحنا ولادنا ف المعتقلات يا مصور الداخلية سيبك بقى م الكاميرا دي دا إحنا اخوات في الإنسانية و لا بد من يوم معلوم تترد فيه المظالم أبيض على كل مظلوم أسود على كل ظالم