كشفت مصادر دبلوماسية، أن هناك حالة استنفار تشهدها السفارة الأمريكيةبالقاهرة لإعداد سلسلة من التقارير عن مجمل الأوضاع فى مصر سياسيًا واقتصاديًا واجتماعيًا ومدى احترام مصر لالتزاماتها الدولية، وذلك لتقديمها إلى الإدارة الأمريكية. وأصدرت السفيرة الأمريكية آن باترسون، تعليمات لعدد كبير من المستشارين بالسفارة لإعداد تقارير ورفعها إلى مؤسسات صنع القرار، باعتبار أن هذه التقارير سيكون لها كذلك دور فى إقرار الكونجرس الأمريكى حزمة من المعونات الأمريكية لمصر، ودعم موقف القاهرة فى المفاوضات مع صندوق النقد الدولى. وقالت مصادر إن هناك مجموعة من التقارير الأولية التى أرسلتها السفارة الأمريكيةبالقاهرة جاءت إيجابية، ورصدت التزام مصر بتعهداتها الدولية، وعلى رأسها اتفاقية السلام مع إسرائيل، بل وأشارت إلى أن النهج البراجماتى للإخوان المسلمين يساعد على تبنى إيجابية من المصالح الأمريكية مادامت واشنطن ملتزمة بدعمها للاقتصاد. ولفتت إلى أن الأسابيع الأخيرة شهدت استئنافًا للمناورات العسكرية المصرية الأمريكية، والتى كانت متوقفة خلال السنوات الأخيرة بفعل توتر العلاقة بين مصر وإدارة الرئيس الأمريكى جورج بوش، فى ظل ضغوط هذه الإدارة على مبارك لإقرار خطوات إصلاحية تقرب مصر من الديمقراطية. من جانبه، أكد الدكتور طارق فهمى، أستاذ العلاقات الدولية بكلية الاقتصاد والعلوم السياسية بجامعة القاهرة، أن العلاقات المصرية الأمريكية تتسم حاليًا بالإيجابية وسط رغبات من الطرفين بالمحافظة على هذه العلاقات فى إطار كون واشنطن القوى العالمية الأعظم، فى وقت تعد مصر دولة شديدة الأهمية للمصالح الأمريكية. وأشار إلى أن الكونجرس الأمريكى سيقر حزمة المعونات الأمريكية لمصر وسيزور مستثمرون أمريكيون كبار القاهرة لضخ مليارات الدولارات فى استثمارات بشمال غرب خليج السويس، فضلاً عن تأييد موقف مصر خلال المفاوضات مع صندوق النقد الدولى. واعتبر أن رفع السفارة الأمريكية تقارير عن الأوضاع فى مصر يعد أمرًا طبيعيًا فى ظل اقتراب الانتخابات الأمريكية؛ وذلك لتحديد وجهة السياسة الأمريكية خلال المرحلة القادمة، وهى السياسة التى لن تتغير عن نهج إدارة باراك أوباما الحالية. جدير بالذكر أن وفدًا أمريكيًا يزور القاهرة ويضم نحو 117 من كبار رجال الأعمال، يمثلون 50 شركة من كبرى الشركات الأمريكية سواء التى تعمل بالفعل فى مصر، أو التى تبحث عن فرص الاستثمار لضخ أموال فى السوق المصرية خلال المرحلة المقبلة.