أكّدت آن باترسون -السفيرة الأمريكية بالقاهرة- اليوم (الجمعة) على نزاهة القضاء المصري واحترام الإدارة الأمريكية له، واصفةً إياه بالقضاء المحترم والموثوق فيه، وذلك في برنامج "بهدوووء" الذي يُقدّمه الإعلامي المخضرم عماد أديب. وفي ذات السياق أوضحت باترسون أنه بالرغم من نزاهة القضاء المصري؛ فإن الشعب لم ينخرط بعدُ بالصورة الكافية في العملية السياسية؛ قائلة: "القضاء المصري قضاء قوي، ولكن مصر لم تساند بعد وجود خريطة جديدة، بالرغم من أنها دولة متماسكة سياسيا واقتصاديا منذ آلاف السنين". وردا على تساؤل الإعلامي عماد أديب عن اعتقادها بتوتر العلاقات بين أمريكا ومصر بعد ما حدث أمام السفارة الأمريكية بمصر؛ ردّت باترسون: "المسألة لم تكُن صعبة، ولكنها كانت فترة توتر للعاملين بالمنظمات غير الحكومية، ولكن لا أعتقد أن العلاقات بين الدولتين ستتأثّر، ونحن نتخطّى هذه الأمور؛ لأن العلاقات الثنائية قوية جدا، ولن تتأثّر على المدى البعيد". وأضافت السفيرة الأمريكية: "الدليل على ذلك العلاقة بين البنتاجون والمجلس العسكري؛ فهذه العلاقة خلقت قنوات قوية بين المؤسستين، وهم يدرسون الأمور منذ زمن، والقنوات كانت مثمرة لأنها متصلة منذ وقت بعيد.. ناقشنا الأمر مع المجلس العسكري وعلاقتنا معه تسمح بمثل هذا النقاش، ولن نختلف لأن العلاقات صلبة". ومن ناحية أخرى، ردّت باترسون على تساؤل حول الشكر الذي وجّهه أعضاء الكونجرس الأمريكي -بقيادة السيناتور جون ماكين- إلى الإخوان المسلمين قائلة: "أعتقد أن السبب هو أنهم كانوا أصحاب مناقشات إيجابية، بالإضافة إلى أمور أخرى، وتمحورت المناقشات حول مساعدة مصر في المرحلة القادمة، وهذا ما أسعدنا، والحقيقة أن الإخوان ليس لديهم صلة بقضية المنظمات غير الحكومية على الإطلاق، ولكن بالرغم من هذا اعتبر الإخوان هذا الشكر نوعا من التشويه لسمعتهم، ولا أعلم ما السبب!!". وأضافت: "هناك نوع من عدم الاستقرار السياسي، ولكن لا أعتقد أنه سيحدث شيء أو أن يحدث أمر ما خلال الأسابيع القادمة، مع العلم أن هناك توترات حول الجمعية التأسيسية، ومن هذه التوترات ما يتعلّق بالانتخابات الرئاسية؛ فنحن لا نستطيع التنبّؤ بمن سيفوز؛ فالمسألة برمتها جديدة على مصر؛ خاصة بعدما أثبتت تفوّقها في الانتخابات البرلمانية السابقة". "ما هي المعايير التي ترغب فيها أمريكا للنظام المصري الجديد".. كان هذا التساؤل عن لسان عماد أديب، وردّت عليه آن باترسون قائلة: "رجل السلطة عليه أن يكون ديمقراطيا حينما يُطالبه الشعب أن يتنحّى عن منصبه.. عليه فعل هذا على الفور، وعليه أن يحترم المرأة ويقدّم خدمات للدوائر الانتخابية، ويحترم الأقليات والقيم العالمية والدولية" . وأضافت: "نحن نشعر بتفاؤل كبير للمرحلة القادمة، ونحن بعيدون عن تلك الأمور.. نحن فقط ندعّم الأمور السياسية ولا نتدخّل في تشكيل هذا الدستور على الإطلاق، وعلى المصريين أن يُديروا أمورهم بأنفسهم؛ لأن المسألة تعود للناخب المصري وحده؛ فنحن مثلا لا نقبل أن تقوم دولة أخرى بالتدخّل في وضع دستور الولاياتالمتحدة". وتحدّثت باترسون عن المعونة الأمريكية وشعور المصريين أن هذه المعونات تمثّل نوعا من الإهانة للمصريين، ومحاولة من جانب أمريكا للسيطرة على شئون مصر قائلة: "الموقف حسّاس، ولكننا أصحاب علاقات طويلة الأمد مع مصر تتعلّق بالمعونة الأمريكية مثل تحسينات الصرف الصحي بالقاهرة والإسكندرية وترميم الآثار، ولكن لدينا قيود حول هذه المعونة؛ لأن الهدف منها حماية الأموال، ونتأكّد أنها توضع في موضعها الصحيح؛ لأنها ليست بقليلة؛ فهي تبلغ 250 مليون دولار أمريكي سنويا تقريبا". وأضافت: "نحاول دعم الديمقراطية والاقتصاد المصري، ولا نتدخّل في شئون البلاد، ولا نسعى لتقسيم مصر وما يروّج بشأن هذا لا صحة له، والأموال ستتدفق قريبا، ولكن بعد استقرار الوضع والصندوق الدولي يناقش هذا الأمر، وستنجز الأمور خلال الشهرين القادمين". وعن نظرة واشنطن للجماعات الإسلامية هذه الأيام؛ ردّت السفيرة الأمريكية: "لا ننظر إلى كل الجماعات على أنهم أسامة بن لادن؛ فبعضهم يساعدون في العملية السياسية، ولكن لو قام الإخوان والسلفيون بعمل علاقات مع إيران؛ فهذا سيضايقنا؛ لأن إيران تحت العقوبة الدولية، ومسألة أننا تناقشنا معهم لا تعني أننا متفقون". وأبدت باترسون استياءها من اعتقاد البعض أن مصر ستقوم بفتح ملف "كامب ديفيد" مرة أخرى؛ قائلة: "سيضايقنا هذا أيضا؛ لأن هذه المعاهدة ساعدت في عملية السلام لسنوات طويلة، ومصر لها دور في دفع عملية السلام إلى الأمام، ونتمنّى أن تحافظ مصر على هذا الدور، ولكن لا يقلقنا الأمر ولا نعتقد بحدوثه". "هل تعتقدين أن وجود نظام يقوده الإخوان سيساعد على تجديد حركة حماس؟".. سؤال طرحه الإعلامي المخضرم، وجاء ردّ باترسون كالتالي: "نتمنّى أن تتحدّث مصر عن نفسها الفترة القادمة، والإخوان لديهم باع طويل في العمل السياسي، ولكننا نرى حماس منظمة إرهابية والإخوان يُدافعون عن الحرية وليس الإرهاب، والسياسية الأمريكية معروفة لدى الجميع ونظرتها لحماس". وفي نهاية الحوار وردا على تساؤل يدور عن تجميع السفارة الاسرائيلية لملفاتها، قالت آن باترسون: "الهدف من تجميع هذه الملفات هو إغلاق المقر الحالي وليس إنهاء العمل بمصر، وهم لن ينسحبوا؛ لأن هناك علاقات قوية بين مصر وإسرائيل ولن تنتهي". وعن الوضع الباكستاني الحالي ومقارنته بمصر، قالت باترسون: "لا أعتقد أن الوضع مماثل؛ لأن الجهاز العسكري مختلف؛ فهو أفضل في مصر، وإن تحدّثنا عن الإسلاميين فاعتقال الدكتور عمر عبد الرحمن دائم وهو مسجون لمدى الحياة ولن يخرج، ومن حق أقاربه الحق أن يتظاهروا أمام السفارة في مصر، ولكن الأهم الآن الحفاظ على المصالح بين الدولتين". وفي ختام الحوار، أشادت السفيرة الأمريكية آن باترسون بالوضع الأمني واستقراره في الفترة الحالية، قائلة: "أنشغل الآن ببعض الأمور، ولكنني زرت العديد من المناطق كالإسكندرية والأقصر، والوضع الأمني مستقر على العكس بكولومبيا وباكستان، وأنوي التحرك في مناطق أخرى".