الحملة التي بدأناها حول الفساد الذي جره الاحتراف الوهمي على الأندية الرياضية في مصر، لم يفتح علينا باب المتعصبين فقط وبعضهم يدعو علينا في الحرم المكي الآن في أيام ليلة القدر المباركة، بل فتحت لنا أبوابا أخرى تحبس وراءها سيلا من المعلومات التي نقرأها لأول مرة.. لاعبون أفارقة مرضى باعهم لنا السماسرة النصابون ودخلوا بلادهم بعد أن تواطأ آخرون مع الفساد وأعطوهم رخصة الاقامة والاحتراف في مصر! أهلاوي يعيش خارج مصر منذ 20 عاما، فيما يبدو في السعودية، لأنه قرر أن يدعو لي بالهداية وهو يصلي التراويح والفجر ويقوم ليلة القدر في الحرم. أية هداية سيدعو لي بها هذا الأخ اكرمه الله. هل الهداية هي الصمت عن الحق ومواجهة الباطل؟! 20 سنة خارج مصر جعلته لا يشعر بآلام مئات الآلاف من خريجي الجامعات الذين يسهرون الليل على المقاهي وينامون النهار لأنهم لا يجدون عملا ولا أمل أمامهم. بعضهم يبيع كل ما يملك إذا كان يملك شيئا.. أو يبيع كليته لمافيا الأعضاء البشرية ليدفع ثمنها لمن يوهمه بعقد عمل في السعودية، حيث تقيم سيادتك، أو في أي دولة خليجية أخرى! كل ما تملكه غيرة وحماس على ناد رياضي، لمجرد الاستمتاع بالفوز بالدوري والكأس ولقب الفريق الذي لا يقهر. إنه ناد رياضي يا أخي لا أكثر ولا أقل.. ناد المفروض انه ملك للدولة وليس لمجلس ادارته الذي يريق المال العام في صفقات لاعبين بعضهم مرضى ويهددون مجتمعنا بنقل المرض القاتل إليه! يا أخي انك تستمع بحياتك بعيدا.. لا تشعر بالجوعى.. ولا المحبطين.. في وطن كان يوما رائدا وأبيا وأصبح اليوم يتسول القمح من دول صحراوية لا تجد الماء! هؤلاء الشباب الضائعون اختزلوا في شاب واحد ولد وفي فمه ملعقة من ذهب، اسمه "جمال مبارك" فهو الأمل والمستقبل وأنصاره ومواليه يسيطرون على كل منابع الحياة في مصر تحت راية الحرس الجديد وشباب لجنة السياسات التي هي لجنة توريث الشعب المصري بأختام الشهر العقاري للسيد جمال حتى يستنزف الفساد البقية الباقية من شعب كان يوما أبيا وقادرا ومقاوما، فتم اختزال قوته وكبريائه في البكاء على الأهلي والزمالك وسب كل المجاهرين بالحق والدعاء عليهم في الحرم! يا أخي الكريم.. من قال لك إن في مكتبي سكرتير أو سكرتيرة!.. أنا أغلب من الغلب.. على باب الله.. لا أملك إلا كلمة حق أقولها ثم أنصرف!.. ويشرفني أن أكون جزءا من الشعب الذي يفطر الفول ويتعشى الطعمية ويشرب ماء مختلطا بالمجاري.. ونرجو الله أن يكرمنا مثلما أكرمك بشربة من ماء زمزم. وبدبوس من "كنتاكي" وعلبة من "بروست".. صدقني أقرأ عنها ولم أذقها! وصدق أخي محمد سليمان.. فمصر تعيش عصر الرجل الأوحد، والحجر على كل المواهب والنجوم، بحيث يقضي الرئيس مبارك 24 عاما في الحكم لا يجد خلالها من يستحق أن يجلس في منصب النائب، لأن الامهات المصريات عقمن والأباء فقدوا القطرة الأخيرة من الدم الملكي أو الرئاسي.. وبعد هذه السنين نجد انه استنسخ لنا من يحافظ على وحدة القطرين، ومن لم تنجبه أم مصرية منذ عهد مينا، خمسة آلاف سنة قبل الميلاد! في وطن تحكمه عائلة من أب وأم وابن مدلل صدق أنه النابغة الذي لم تنجب أرض مصر مثله طوال تاريخها المديد، لا غرابة أن يشتري الأهلي كل مواهب مصر، بحيث لا يبقى إلا ناد واحد وثلاثة عباقرة، يفتشون عن كل لاعب يمكن أن يسرق من ناديهم النجومية فيشترونه ويركنونه على الدكة وربما يتركونه يتمتع بالشمس الجميلة في مقر الأهلي بالجزيرة.. ولا شئ أكثر من ذلك! المصيبة يا أخي الذي تعيش في السعودية وتدعو على العبد لله في الحرم.. أنه في كل شروة هناك حيتان تملأ بطونها من مال هذا الشعب المسكين!.. ستقول لي طبعا.. إنه مال الأهلي؟!.. وهل الأهلي ملك لحسن حمدي والخطيب وعدلي القيعي.. أليس ماله مالا عاما لابد أن يخضع لرقابة الجهاز المركزي للمحاسبات.. سأحكي لكم هنا حكاية لأول مرة أعلمها شخصيا، سكتت عنها الأقلام الصحفية في مصر، أما بدافع الانتماء، وأما خوفا من جهنم! الأستاذ فيصل البابلي بحروف تقطر مرارة، أرسل لي قصة اللاعب الانجولي افيلينو الذي تعاقد هو وزميله جلبرتو مع الأهلي مقابل مليون دولار، وسعر الدولار كان يساوي في هذاالوقت 6 جنيهات مصرية، يعني حوالي 6 ملايين جنيه. اختفى افلينو فجأة بعد أن جاء إلى مصر.. ولم نعرف لماذا.. وكيف دفع فيه الأهلي 450 ألف دولار من تلك الصفقة الكلية وهو لاعب لم يكن معروفا.. كم كان ثمنه الحقيقي ومن قبض الفرق؟! القصة التي يحكيها الاستاذ فيصل سمعها من صديق طبيب وقع الكشف الطبي على اللاعبين ولم يكن يعرفهما ولا يعرف الأهلي أو الزمالك. لقد اكتشف هذا الطبيب أن افيلينو يحمل مرض السل الرئوي وأنه لا يستطيع أن يعيش حياة طبيعية، ناهيك طبعا عن امكانية أن يمارس كرة القدم! كيف تعاقد الأهلي مع لاعب دون أن يوقع الكشف الطبي عليه.. وكيف دفع فيه هذا المبلغ.. ومن المستفيد.. وكيف استطاع الحصول على رخصة العمل في مصر من الأجهزة الرسمية المختصة في الدولة والتي لا تمنحها، كما هو متعارف عليه في جميع الدول، إلا بعد الخضوع للكشف الطبي للتأكد من خلوه من الأمراض المعدية؟! ما هو خطره على اللاعبين الآخرين الذين اختلط بهم في التدريبات وفي الطعام أثناء أداء المباريات خارج القاهرة والمبيت في غرف مشتركة! لماذا لم يتكلم صحفي واحد عن هذه الفضيحة حتى الآن رغم مرور سنوات عليها؟! هل تعلمون أيضا أن النادي الاولمبي السكندري جاءه لاعب أفريقي.. لا نعرف كيف استطاع أحد السماسرة المصريين ادخاله إلى مصر، وتعاقد معه الاولمبي فعلا ودفع ثمنه.. وعند توقيع الكشف الطبي الروتيني عليه تبين أنه يحمل فيروس الايدز، وتخيلوا مدى الخوف الذي شعر به كل لاعب من زملائه عندما تم ابلاغهم بهذه المصيبة! ويحدثني المهندس هشام ياسين عن الأسباب التي تؤدي بنا إلى مثل هذه المصائب وأهمها غياب المحاسبة والرقابة على المال العام.. وإذا جاء عضو بمجلس الادارة بضمير وطني حي وبغيرة دينية على الاخلاص والشرف، وطالب بمراقبة الصفقات ومراجعة الميزانيات، توجه ضده حرب شنعاء، ويتهم بعدم الانتماء والتخريب وربما يحاولون طرده من النادي، واللاعب الدولي الكبير طاهر أبو زيد خير مثال على ذلك عندما كان عضوا في مجلس ادارة الأهلي! إن النفوذ يساعد الناديين الكبيرين، وخصوصا الأهلي على التكويش على كل لاعبي مصر الموهوبين، وعلى اضاعة المال العام في شراء من يجلسون على الدكة أو يتمتعون بشرب الشاي والقهوة وصرف فلوس التعاقد على الذي منه! فقد تم تعديل عدد اللاعبين المسموح لهم بالقيد من 25 إلى 30 لاعبا كما يقول المهندس هشام، هذا القرار اتخذه عصام عبدالمنعم وعدلي القيعي عندما لعبت الحذلكة والفذلكة دورها فقفز بهما الصفر الشهير ليكونا المتحكمين في مقدرات الكرة المصرية.. كان هذا القرار لمصلحة الأهلي حتى لا يتركه من لا يتسع القيد لهم وحتى يتمتع بمسح الاندية وتركها خرابا يرابا! وأختتم هنا بكلمات حزينة من الدكتور عمرو فؤاد الذي يرى ومعه كل الحق أن الاعلام يرتب منذ وقت طويل لتمكين وتمتين القوة الكروية المصرية العظمى الوحيدة، وتحويل الزمالك إلى ناد اجتماعي، يستمتع أعضاؤه بلعب الكوتشينة وشرب الكازوزة على حمام السباحة، ورحلات مرسى مطروح ومدينة الانتاج الاعلامي، وهذا ما يحصل فعلا.. فقد تجرأ اتحاد كرة اليد وطرده من عضويته ليفقد الزمالك لعبة جماعية كان بطلها وأبرز فرسانها طوال السنوات الماضية، ونفس المؤامرة يتعرض لها الآن فريقه في كرة القدم وكذلك الطائرة.. وفي المقابل يجري تلميع لأندية هامشية بلا جمهور للايحاء بأن هناك منافسا للأهلي لكنه منافس مكسور الجناح لأنه بلا جمهور أو تاريخ مثل نادي انبي! الذين يقولون إن هذا هو الاحتراف.. ومن يملك المال له أن يشتري ما يستطيع من النجوم، أرد عليهم بما قاله الاستاذ فيصل البابلي في رسالته، وهو رجل مثقف ثقافة كروية ورياضية واسعة.. لقد فعل مانشستر يونايتد قبل سنوات مثل ذلك الذي يفعله الأهلي حاليا من تكويش على أهم اللاعبين، فاذا به يتعرض لحملة واسعة من الاعلام البريطاني. أما من كتب لي عن كومة اللاعبين الذين اشتراهم الزمالك هذا الموسم ولماذا لم اعتبره تكويشا، أرد عليه: من هم هؤلاء الذين اشتراهم الزمالك وما قيمتهم في أنديتهم؟!.. بالله عليك هل سمعت عنهم من قبل! [email protected]