نقرأ عن استعدادات عظماء العالم للمونديال، ونستعرض هؤلاء العظماء بقنوط وحزن لأننا خارج محيطهم للأسف الشديد! الشقيقتان تونس والسعودية أعلنا تشكيلة فريقيهما. وتتوالى مبارياتهما الودية، وفي المونديال سنراهما مع باقي العظماء كما اعتدنا ذلك خلال دورات كأس العالم الماضية. أما نحن فيبدو أن جيلي والأجيال القديمة لن تحظى بهذا الشرفku وترى فريق بلادها من ضمن العظماء مثلما حصل عام 1990 فالأحوال لا تسر والعشوائية تحكمنا، واكثر ما يمكن أن نصل إليه أن نحصل على بطولة هنا او هناك من البطولات الاقليمية، أو نحتفل بما نسميها مباراة القمة بين الناديين الشهيرين اللذين اعتبر المنافسة بينهما فقط سر بلاء الكرة المصرية وتأخرها وكمونها! أقصى فرحتنا أن تطوف المواكب الحمراء أو البيضاء ميادين وشوارع القاهرة احتفالا بفوز فريق منهما على الآخر. وتخرج علينا الصحف لتتحدث عن القمة التي يتابعها العرب في كل مكان، مع أني اقيم في الخليج ولم ار من مواطنيها المهتمين بكرة القدم اهتماما بهذه المباراة كما يتصور صحفيونا الرياضيون في القاهرة! أشك انني سأرى مرة أخرى في حياتي منتخبنا المصري يلعب في كأس العالم فلا أرى تخطيطا منظما يمكن أن يحمل لنا الأمل في ذلك، فمنتهى اهتمامنا هو الدوري العام وكأس مصر.. متى يبدأ الدوري ومتى ينتهي، ومتى تقام مباراة القمة "الوهمية" ومن أي الدول سيأتي طاقم التحكيم! اتمنى مراجعة منظومتنا الكروية بشكل عام، وان نطور من فكرنا الاحترافي ونستفيد من الدول التي تقدمت علينا بمراحل مثل المملكة العربية السعودية، فهي موجودة تقريبا في كل بطولة لكأس العالم بسبب فكر احترافي منظم جعل من مسابقاتها المحلية الأقوى على مستوى العالم العربي! علينا الاستفادة كذلك من الدول الأفريقية الفقيرة والجائعة التي تفوقت علينا ودخلت عالم عظماء الكرة وتركتنا في السبنسة مستغلة خاماتها من اللاعبين وتسويقهم في أفضل أندية العالم، مكتسبين الخبرات العالمية، واللعب بجوار نجوم العالم الكروي الأول المتمثل في الفرق الأوروبية، بعد ذلك يلعبون لمنتخبات بلادهم فتشعر كأنهم استسخوا روح واسلوب المنتخبا الاوروبية. نحن نغالي في لاعبينا كأنه لا يوجد في الكون غيرهم، ضيعنا فرصة احتراف عدد منهم بعد حصولنا على كأس الامم الافريقية، لأن منتهى طموحنا أن نفوز بالدوري المحلي المخجل والعقيم! حتى اللاعب الوحيد الذي قدر له الاحتراف بعد هذه البطولة وهو عمرو زكي نحاول الآن بشتى الطرق استعادته إلى مصر! أبو تريكة برغم موهبته الفذة لن يتاح له الاحتراف لأن ناديه يغالي في سعره لتعطيل أية صفقة بخصوصه. تصوروا معي هذا النجم بعد عامين أو ثلاثة وهو يلعب للقلعة الحمراء لا يستطيع مغادرتها، وتوقعوا مستقبله مستدلين بأمثاله من النجوم الذين اجبروا على التقاعد بفعل الزمن وكلهم مواهب كبيرة مثل طاهر أبو زيد ووليد صلاح الدين وآخرهم هادي خشبة! وحتى لا يزعل الأهلوية كعادتهم مني فأنا أضرب مثلا بأبو تريكة لأنه أفضل لاعب في مصر حاليا ولأنه الأفضل فعليا خلال العقد الأخير، وتفويت فرصة احترافه في ناد اوروبي كبير خطأ شنيع في حقه ومصلحته ومصلحة مصر. الاحتراف الخارجي يجب ان يفتح على مصراعيه أمام لاعبينا بلا أية حسابات أو حساسيات أو مبالغة في الأسعار، فالسوق عرض وطلب ولاعبينا ليسوا أفضل من لاعبي أفريقيا الذين يلعبون في الأندية الأفريقية ويتم تسويقهم في سن صغيرة لأن أنديتهم لا تغالي في أسعارهم. مصر دولة كبيرة سكانيا وبالامكان توسيع نطاق شبابها الذين يمارسون اللعبة، والتسويق الخارجي سيفتح الطريق أمام المواهب الجديدة التي لا تجد الفرصة لتلعب للأهلي أو الزمالك أو الاندية الأخرى، وسيكون ذلك عاملا مهما في اكتشاف المزيد من النجوم، علما بأننا لم نر منذ فترة مهارات كبيرة في ملاعبينا بسبب اغلاق المجال امام الشباب واختفاء الكشافين الذين كانوا يجوبون القرى والنجوع مثل كشاف الاهلي الشهير عبده البقال عليه رحمة الله، والاعتماد على اللاعبين الجاهزين. الوصول الى نادي العظماء حكاية طويلة وليست مجرد استقدام مدرب كبير للمنتخب الاولمبي أو الأول ولعب عدة مباريات ودية.. وللحديث بقية. [email protected]