مجلس أمناء الحوار الوطني يتابع تنفيذ الحكومة الجديدة لتوصياته    مدرب البنك الأهلي: لن أخوض مباراة زد قبل مواجهة سموحة    بسمة وهبة تتنقد تقصير شركة شحن تأخرت في إرسال أشعة ابنها لطبيبه بألمانيا    برواتب تصل ل11 ألف.. 34 صورة ترصد 3162 فُرصة عمل جديدة ب12 محافظة    ملفات شائكة يطالب السياسيون بسرعة إنجازها ضمن مخرجات الحوار الوطني    بنها الأهلية تعلن نتيجة المرحلة الأولى للتقديم المبكر للالتحاق بالكليات    سعر السبيكة الذهب اليوم وعيار 21 الآن ببداية تعاملات الإثنين 1 يوليو 2024    13 فئة لها دعم نقدي من الحكومة ..تعرف على التفاصيل    برلماني يُطالب بإعادة النظر في قانون سوق رأس المال    مع بداية يوليو 2024.. سعر الحديد والأسمنت بسوق مواد البناء اليوم    التطبيق من 6:00 الصبح .. المواعيد الجديدة ل غلق وفتح المطاعم والكافيهات ب القليوبية    اتحاد العمال المصريين في إيطاليا يكرم منتخب الجالية المصرية في موندياليتو روما 2024    4 جنيهات ارتفاعًا في سعر جبنة لافاش كيري بالأسواق    رئيس هيئة نظافة وتجميل القاهرة يبحث مع العاملين مستوى النظافة بالعاصمة    بدء محادثات الأمم المتحدة المغلقة بشأن أفغانستان بمشاركة طالبان    الرئيس الكيني يدافع عن تعامله مع الاحتجاجات الدموية في بلاده    رودرى أفضل لاعب فى مباراة إسبانيا ضد جورجيا فى يورو 2024    زيلينسكي يحث داعمي بلاده الغربيين على منح أوكرانيا الحرية لضرب روسيا    انتخابات بريطانيا 2024.. كيف سيعيد ستارمر التفاؤل للبلاد؟    بحضور 6 أساقفة.. سيامة 3 رهبان جدد لدير الشهيد مار مينا بمريوط    يورو 2024 – برونو فيرنانديز: الأمور ستختلف في الأدوار الإقصائية    رابطة الأندية تقرر استكمال مباراة سموحة ضد بيراميدز بنفس ظروفها    موعد مباراة إسبانيا وألمانيا في ربع نهائي يورو 2024    عاجل.. زيزو يكشف كواليس عرض بورتو البرتغالي    بسيوني حكما لمباراة طلائع الجيش ضد الأهلي    بسبب محمد الحنفي.. المقاولون ينوي التصعيد ضد اتحاد الكرة    من هي ملكة الجمال التي أثارت الجدل في يورو 2024؟ (35 صورة)    امتحانات الثانوية العامة.. 42 صفحة لأقوى مراجعة لمادة اللغة الانجليزية (صور)    حرب شوارع على "علبة عصير".. ليلة مقتل "أبو سليم" بسبب بنات عمه في المناشي    مصرع 10 أشخاص وإصابة 22 فى تصادم ميكروباصين بطريق وادى تال أبو زنيمة    صور.. ضبط 2.3 طن دقيق مدعم مهربة للسوق السوداء في الفيوم    إصابة 4 أشخاص جراء خروج قطار عن القضبان بالإسماعيلية    شديد الحرارة والعظمى في العاصمة 37.. الأرصاد تكشف حالة الطقس اليوم    بالصور والأرقام | خبير: امتحان الفيزياء 2024 من أسئلة امتحانات الأعوام السابقة    التحفظ على قائد سيارة صدم 5 أشخاص على الدائري بالهرم    تحالف الأحزاب المصرية: كلنا خلف الرئيس السيسي.. وثورة 30 يونيو بداية لانطلاقة نحو الجمهورية الجديدة    بالصور.. أحدث ظهور للإعلامي توفيق عكاشة وزوجته حياة الدرديري    ربنا أعطى للمصريين فرصة.. عمرو أديب عن 30 يونيو: هدفها بناء الإنسان والتنمية في مصر    عمرو أديب في ذكرى 30 يونيو: لولا تدخل الرئيس السيسي كان زمنا لاجئين    «ملوك الشهر».. 5 أبراج محظوظة في يوليو 2024 (تعرف عليهم)    محمد الباز يقدم " الحياة اليوم "بداية من الأربعاء القادم    في أول أعمال ألبومه الجديد.. أحمد بتشان يطرح «مش سوا» | فيديو    مدير دار إقامة كبار الفنانين ينفي انتقال عواطف حلمي للإقامة بالدار    من هنا جاءت فكرة صناعة سجادة الصلاة.. عالم أزهرى يوضح بقناة الناس    تعاون بين الصحة العالمية واليابان لدعم علاج مصابي غزة بالمستشفيات المصرية    علاج ضربة الشمس، وأسبابها وأعراضها وطرق الوقاية منها    ذكرى رأس السنة الهجرية 1446ه.. تعرف على ترتيب الأشهر    تيديسكو مدرب بلجيكا: سنقدم ما بوسعنا أمام فرنسا    وزير الري: الزيادة السكانية وتغير المناخ أبرز التحديات أمام قطاع المياه بمصر    رئيس الوزراء: توقيع 29 اتفاقية مع الجانب الأوروبي بقيمة 49 مليار يورو    أمين الفتوى: التحايل على التأمين الصحي حرام وأكل مال بالباطل    هل تعاني من عاصفة الغدة الدرقية؟.. أسباب واعراض المرض    فيديو.. حكم نزول دم بعد انتهاء الحيض؟.. عضو بالعالمى للفتوى تجيب    اعرف الإجازات الرسمية خلال شهر يوليو 2024    جامعة القاهرة تهنئ الرئيس والشعب المصري بثورة 30 يونيو    أبوالغيط يبحث مع وزير خارجية الصومال الأوضاع في بلاده    محافظ الإسكندرية يطلق حملة "من بدري أمان" للكشف المبكر وعلاج الأورام السرطانية    هل الصلاة في المساجد التي بها أضرحة حلال أو حرام؟..الإفتاء توضح    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



السفير الإثيوبى بالقاهرة فى حوار المواجهات الصريحة مع "المصريون"
نشر في المصريون يوم 05 - 09 - 2012

محمود درير غيدى: الرئيس مرسى يسعى لتعميق العلاقات مع إثيوبيا وتجاوز الخلافات بين البلدين
سد النهضة مستمر ولن يضر مصر.. والحديث عن تخطيطه من قبل إسرائيل غير حقيقى
ليس لنا علاقة بمحاولة اغتيال مبارك فى أديس أبابا.. والمتورطون من المتطرفين الذين كانت تربطهم صلة بالنظام الحاكم بالسودان آنذاك
موقفنا من اتفاقية "عنتيبى" لم يتغير.. ومازال التصديق النهائى عليها معلقاً لحين انتخاب مجلس الشعب المصرى
عصر الإملاءات والفيتو انتهى.. وزيناوى أوصانا بتعزيز وتعميق العلاقات مع القاهرة
السودان سلة غذاء القارة وكنز العرب المفقود.. ولابد أن تسير دول المنبع على خط واحد حتى تكون الاستفادة عادلة
النظام السابق خلق حالة من التشكك والخزعبلات للمصريين وتقليل حصة مصر من المياه غير وارد على الإطلاق
وجود حكومة مدنية ليس لها جذور عسكرية فى مصر يؤسس لمرحلة قادمة من التطور الديمقراطى
واشنطن وتل أبيب يتعاملان مع الدول الإفريقية كل حسب حجمه وأهميته.. والنهضة سوف تتحقق فى حوض النيل بتعاون مصرى إثيوبى جاد
العلاقة مع دول حوض النيل تمثل رأس الحربة فى الأمن القومى المصرى، باعتبار أن العلاقات مع دول القارة الإفريقية وخاصة حوض النيل هى الأقرب لمصر بحكم العوامل الجغرافية، وتفرض الأهمية الإستراتيجية للعلاقات بين مصر ودول المنبع ضرورة قصوى لأنه يحظى هذا الملف باهتمام شديد من قبل الرئيس محمد مرسى، الذى يسعى لتعزيز العلاقات وسبل التعاون الثنائى والمشترك فى مختلف مجالات الموارد المائية فى إطار المبادرة المصرية لتنمية دول حوض النيل والتى تتضمن تنفيذ عدة برامج ومشروعات للمساهمة فى دفع مسيرة التنمية فى دول الحوض.
وتفرض طبيعة المرحلة الجديدة التى تمر بها مصر بعد الثورة وجود حاجة إلى بناء رؤية إستراتيجية للتعامل مع هذا الملف، وتعد المفاوضات مع إثيوبيا حول سد النهضة من أكثر الملفات إلحاحا فى الوقت الراهن، ونتيجة هذه المفاوضات سوف تساعد الرئيس مرسى على اتخاذ قراره الصائب، بالإضافة إلى مجموعة من التحركات من جانب القاهرة تجاه هذه الدول.
وفى هذا السياق، التقت "المصريون" السفير محمود درير غيدى سفير إثيوبيا بالقاهرة الذى أكد أن نهضة القارة الإفريقية لن تتحقق إلا بتعاون مصرى إثيوبى جاد وحقيقى، ولكنه شدد على أن "سد النهضة" مستمر ولن يضر بحصة مصر من مياه النيل، ولكنه سيعود بالفائدة على مصر والسودان وإثيوبيا، مشيراً إلى أن أجندة أثيوبيا ليست خارج مكافحة الفقر وبناء دولة التنمية الحديثة ومشروع النهضة الذى يروج له القيادات المصرية يتوافق مع ما ننتهجه أديس أبابا ويبشر بالخير على حد وصفه.
واعتبر "غيدى" اختيار العرب ألا يكون لهم دور مهم فى القارة سيفسح الطريق للأطراف الدولية الأخرى لأنها سمة متعارف عليها فى السياسة الخارجية.
وأوضح أن المياه الموجودة فى حوض النيل أكبر من احتياجاتنا جميعاً وأنه يجب تغيير الخطاب السياسى الذى انتهجه مبارك، مؤكداً أن رئيس الوزراء الراحل زيناوى أوصانا بالتحالف وتعزيز وتعميق العلاقات مع القاهرة.. وإلى نص الحوار:
فى البداية نود أن نعرف: وفاة ميلس زيناوى رئيس وزراء إثيوبيا المفاجئة.. هل سيكون لها تأثير من أى نوع على العلاقات المصرية الإثيوبية وملف حوض النيل؟
* لم ولن تتغير العلاقات بين البلدين، وبالنسبة للسياسات التى تتبعها إثيوبيا تجاه كل الدول الإفريقية وخاصة دول حوض النيل واضحة وتعتمد على المنفعة والمصلحة والاحترام المتبادل.
وفيما يتعلق بعلاقتنا مع مصر، وضعنا البنية الأساسية أثناء زيارة الوفد الدبلوماسى الشعبى والتى تلتها زيارات رسمية من كلا الجانبين ووضع بروتوكولات تم التوقيع والتنسيق على العديد منها لكننا نريد أن نتابع مع حكومة الدكتور هشام قنديل الذى ليس هو بجديد مع الملف الإثيوبى عندما كان وزيراً للرى واستصلاح الأراضى وهو يعرف إثيوبيا وملف حوض النيل.
وما أتمناه أن تزداد علاقتنا مع الشقيقة مصر فى المرحلة القادمة، فنحن سنسير على سياسات رئيس الوزراء الراحل زيناوى لتعزيز وتعميق العلاقات، لأن مصر بالنسبة لنا دولة مهمة جداً وكثيراً كان يؤكد قبل وفاته على أهمية استعادة العلاقات معها وتجاوز الخلافات التى اصطنعها الرئيس المخلوع ونظامه.
هل صعود المعارضة الإثيوبية بعد وفاة زيناوى سيكون له تأثير على سد النهضة؟ وهل ستساهم المعارضة فى حدوث انشقاقات فى إثيوبيا ووما أثر انعكاس ذلك على العلاقات الخارجية؟
* المعارضة الإثيوبية هشة للغاية، وليس هناك خلاف بين المعارضة والحزب الحاكم فيما يتعلق بسد النهضة أو فى عملية التنمية.
والحزب الحاكم هو المعبر عن روح الثورة الإثيوبية ويلقى دعم جميع الطوائف فى المجتمع الإثيوبى، لأن الثورة والأهداف التى قامت من أجلها هى التغيير والنهضة، وبالتالى رئيس الوزراء الجديد سيحافظ على سياسات الحزب الحاكم وعلى علاقات إثيوبيا الخارجية، ونحن نترك للمعارضة حق التعبير عن رؤيتها، التزاماً بالديمقراطية.
ماذا عن اتفاقية "عنتيبى" وما ترتب عليها من إجراءات حتى الآن علما بأن الاتفاقية تضر بحصة مصر من مياه النيل؟
* اتفاقية عنتيبى نتاج مفاوضات استمرت لعقدين من الزمن وكان لمصر دور مهم فى هذا الملف، ولن أتطرق للتغييرات التى حدثت فى مصر سياسياً، خاصة بعد سقوط نظام مبارك، فنحن أعطينا الفرصة الكافية للقيادات المصرية فى هذه المرحلة الفاصلة أن تتخذ القرار الذى تراه يخدم مصلحة مصر، وانتظرنا ومازلنا فى موقفنا هذا حتى استكمال المرحلة الديمقراطية، وبالتالى موقفنا من اتفاقية "عنتيبى" لم يتغير، ومازال التصديق النهائى عليها معلقاً لحين انتخاب برلمان جديد فى مصر.
ولكن فيما يتعلق بهذه الاتفاقية هو جزء من هذا التفاوض الذى حدث خلال الفترة الماضية، وأعتقد أنه ليس من البديل للعودة لطاولة المفاوضات والاستمرار فى نهج الأخذ والعطاء والنظر فى كل المواضيع فيما يخص دول حوض النيل ولكننا فى إثيوبيا نرى أن الحكومة المصرية لديها من الحكمة ما تستطيع أن تخرج به فى هذه المرحلة من تاريخ مصر بأن تقوم بدورها الذى نعتقده دوراً لا ينتظر ردود أفعال بل مبادرات.
هل ترى ضرورة العودة لطاولة المفاوضات على الرغم من التصريحات التى تؤكد أن هناك إصراراً شديداً لإتمام هذه الاتفاقية؟
* لابد أن نترك هذا الأمر للمتفاوضين أن يبحثوا فيه، ولكن دائما تناول الصحافة المصرية غير مبرر وينطلق دون معرفة تفاصيل الاتفاقية بعينها.
ما هى رؤيتك لمستقبل علاقات دول حوض النيل بمصر والسودان؟
* لا أتطرق للحديث باسم دول حوض النيل ككل، ولكن كسفير لإثيوبيا وبما أعرفه من مواقف إثيوبية لا تتضارب مع المصالح المصرية الحيوية، وخاصة ما يتعلق بمياه النيل، وأعتقد أن العصر للاتفاقيات التى عفى عنها الزمن، ويجب أن نكون على خط واحد يستطيع أن تستفيد منه كل دول حوض النيل وليس البعض، فعصر الإملاءات وما يسمى ب"الفيتوهات" انتهى، فنحن كلنا أبناء النيل، ويجب أن تكون الاستفادة عادلة ويكون الجميع فائزاً وليس خاسراً.
ماذا تقول فى تدخل إسرائيل فى ملف حوض النيل؟
* هناك من يتحدث عن تغلغل إسرائيل فى إفريقيا وكأنها غابة ولا يوجد بها عقول، ولإسرائيل أياد طولى فى الشأن الإفريقى، أعتقد أن العرب إذا اختاروا ألا يكون لهم دور فى إفريقيا فسيكون للأطراف الدولية الآخرين دور، فهذه هى سمة الحياة فى السياسة الدولية.
ولكن فيما يتعلق بمواقف إثيوبيا فلا نريد أن تدخل أطراف من خارج دول الحوض لأننا نتعامل كأفارقة وكأبناء النيل ولا ننظر إلى سياسات خارجية تضر بمصالح حوض النيل.
بم تفسر التحول الأمريكى الإسرائيلى من الاهتمام بإريتريا إلى إثيوبيا؟ وهل له انعكاس على ملف المياه؟
* أمريكا وإسرائيل تتعاملان مع دول القارة الإفريقية كل حسب حجمه وأهميته، وبالتالى إريتريا دولة هشة فى القرن الإفريقى، ولكنها دولة مارقة، ولا أعتقد أن هناك تحولات، بل إن إريتريا سعت إلى تفجيرات الاتحاد الإفريقى فى القمة الماضية، وهناك ملفات أخذتها الحكومة الإثيوبية إلى الأمم المتحدة ومجلس الأمن الدولى، وبناء عليه اتخذت قرارات بفرض عقوبات على النظام فى إريتريا وهذا ما نعرفه وهذا هو حجم إريتريا فى الإقليم.
هناك دور إثيوبى فى الأزمة السودانية.. كيف تقرأ القلاقل والمشكلات التى يمكن أن تحدث بسبب التطورات الموجودة بين دولتى الشمال والجنوب وفيما يتعلق بالتأثير على العلاقات المصرية؟
* ما تقوم به إثيوبيا فى كل من جمهوريتى السودان وجنوب السودان يتفق تماماً مع سياساتها فى فك النزاعات وإنهاء الخلافات وخلق مناخ من الإخاء والتعاون بين الشمال والجنوب.
ولكن جمهورية جنوب السودان دولة سخية ولكنها تحتاج إلى دعم فى عملية بناء الدولة الحديثة والقيام بدورها فى القرن الإفريقى كلاعب إيجابى.
وأما فيما يتعلق بدور إثيوبيا فى هذا الملف فلا يتضارب مع مصالح مصر، لأن مصلحة مصر تصب فى أن يعم الاستقرار وأن ينتهى النزاعات والخلافات بين جمهوريتى السودان وجنوب السودان.
ولكن حجم التواجد الإسرائيلى فى جنوب السودان مقلق ويهدد استقرار المنطقة.. ما تعليقك؟
* لابد أن يطرح ذلك على سفير دولة جنوب السودان وهو درس فى جامعة الإسكندرية ويعرف مصر جيداً، والسفير أنتونى لويس كونوهو شخص لا أعتقد أنه يؤمن بأن تكون الخلافات والنزاعات هى السمة الأساسية فى هذه المنطقة، بل يؤمن بالتعاون مع مصر وكل دول حوض النيل.
كيف ترى مستقبل العلاقات المصرية الإثيوبية فى عهد رئيس الوزراء الجديد هالى مريام ديسالين؟
* رئيس الوزراء الإثيوبى الجديد هو خبير فى الرى ورجل من جيل الثورة الديمقراطية فى إثيوبيا وهى نهج تم انتهاجه فى الثورة ببناء دولة التنمية وليست لدينا أجندة خارج مكافحة الفقر وخارج بناء نهضة إثيوبيا، وأيضاً نرى أن بناء النهضة الإثيوبية جزء لا يتجزأ من النهضة الإفريقية، فبما أن مصر الآن تنتهج فكر النهضة الذى يروج له القيادات فى مصر كلها تصب فى ذلك، وهذا يبشر بالخير ويدعو إلى التكاتف إلى أن نخطو خطوات نحو التعاون الذى لسنا طرفاً فيه لكى نزوده.
ماذا عن زيارة الرئيس محمد مرسى الأخيرة لإثيوبيا وصداها داخل الأوساط السياسية فى أديس أبابا، وخاصة أنه ينتمى للتيار الإسلامى السياسى؟
* ليس لدينا هذا التفكير أن نعادى ما يسمى بالإسلام السياسى، ولدينا مواقف ثابتة تجاه التطرف وخاصة الذى تمثله فى القرن الإفريقى ما يسمى ب"حركة الشباب"، ومن يدعمها ومن هو خلفها، ولكن الإسلام السياسى فى مصر جاء عن طريق صندوق الانتخابات والديمقراطية، وبالتالى لدينا علاقات جيدة مع دولة مثل المملكة العربية السعودية التى تنتهج نهجاً إسلامياً ولدينا علاقة جيدة مع إيران التى أيضاً هى بطريقتها الخاصة تنتهج نهجاً إسلامياً، ونحن لا نخلق "بعبع" فى الإسلام، فعلاقتنا بالإسلام تعود إلى الهجرة الأولى واستقبلنا الصحابة، وفى الهجرة الثانية أيضا كان لنا دور ومكانة يعترف بها جميع المسلمين فى العالم ولا نتعرف على الإسلام من بوابة الإسلام السياسى فنعرفه كحضارة وقيم ومثل أعلى يقتدى به فى التعامل الإنسانى الحضارى.
وفيما يتعلق بزيارة الدكتور محمد مرسى لإثيوبيا ومشاركته فى قمة الاتحاد الإفريقى كانت ثانى زيارة له خارج مصر وأول زيارة إلى إفريقيا بشكل عام ولها دلالاتها، خاصة أنها تأتى بعد غياب مصرى لأديس أبابا لمدة 17 عاما متواصلة من الاتحاد الإفريقى من الإهمال وعدم التطرق للشأن الإفريقى بعد المحاولة الفاشلة لاغتيال الرئيس المصرى السابق.
وهذه الزيارة كان لها صدى طيباً أيضاً وبالتالى الأجندة الإفريقية للاتحاد الإفريقى كانت تعزيز التجارة البينية فى القارة الإفريقية والتى تتسم بالهشهشة وضعفها، لأن دول القارة السمراء بشكل عام لا تتاجر بين بعضها البعض، بينما تتاجر مع الدول التى كانت تستعمر إفريقيا، فكيف أن نكون مرتبطين بغيرنا دون أن نرتبط بأنفسنا، ولن تستطيع أن تنهض إفريقيا دون التعاون مع بعضنا، وهذه من المبادئ الأساسية فى النهضة الإفريقية.
هل يؤثر سد النهضة سلباً على حصة مصر من مياه النيل؟
* ما يجب أن نوضحه للمواطن المصرى أن النظام السابق خلق شكوكاً عميقة خاصة لاستخدام أبواقه مثل مؤسسة الأهرام وما يسمى بمراكز الدراسات الإستراتيجية والتى اعتبرها بأنها لا تليق ولا ترتقى إلى هذا المستوى.
ما حدث هو أنه تم تصوير إثيوبيا بأنها هى الدولة المكايدة والمتربصة لمصر ببناء سدود فيها وأن ذلك يؤثر سلباً على مصر، فكلها من تركة النظام السابق ويجب أن نتجاوزها.
والنيل بطبيعته فى إثيوبيا لا نستطيع أن نستفيد منه استفادة مثلى إلا عن طريق الكهرومائية وبناء السدود وليس السدود الصغيرة وإنما بناء سدود ذات أحجام كبيرة، لأنه كلما كان السد صغيراً كلما كانت تكلفته كبيرة، ولكن كلما كان كبيراً كان محتواه من المياه أكبر، والهدف من بناء السدود الحفاظ على مياه النيل من الإهدار لأن المياه تتبخر ولكن بناء السدود سيبقى 3 مليارات مكعب من المياه.
وهذا يفيد ليس فقط لإثيوبيا والسودان وإنما لمصر أيضاً، لأن المياه المهدرة فى هذا الحوض خسارة للجميع، أما فيما يتعلق بأن السدود تم التخطيط لها من قبل إسرائيل، فهذه خزعبلات أراد كل من نشرها خلق العداء للشعب الإثيوبى ولإثيوبيا بشكل عام.
ما هو حجم الاستثمارات المصرية فى إثيوبيا؟
* حجم الاستثمارات المصرية فى إثيوبيا 2 مليار دولار ويزداد يوماً بعد يوم، ونتمنى أن تكون مصر الشقيقة فى صدارة الدول المستفيدة من الاستثمارات فى إثيوبيا وأن تزداد خلال السنوات القادمة وكان ذلك واضحاً فى رسالة الرئيس محمد مرسى عندما التقى الجالية المصرية فى أديس أبابا وكان اتجاهاً واضحاً فى تعزيز العلاقات الثنائية والاستثمارات فى إثيوبيا.
ما رؤيتك للوسيلة المثلى لاستغلال نهر النيل؟
* يجب أن يكون مبدأ عدم الإضرار بالكل وأن يكون الأساس للاستفادة المثلى للجميع فهى سمة الحياة وهذه هى النظرة الاقتصادية التى سوف تفيد القارة الإفريقية.
وفى مصر النيل يجب الاستفادة المثلى منه، من حيث مشاريع الرى والتصنيع الزراعى، والكثيرون كانوا يتحدثون إلى أن تكون السودان سلة غذاء القارة الإفريقية ولكن الخلافات والنزاعات والحروب والظروف التى مرت بها وأنهكت بصراحة السودان فكانت السبب فى ألا يتحقق ذلك، فما نقوم به فى إثيوبيا من فك النزاعات وتصليح الوضع يصب فى المصلحة العليا لكل دول حوض النيل.
وما رؤيتك لدعم العلاقات المصرية الإثيوبية خلال المرحلة القادمة؟
* الاهتمام بالثقافة وجعلها جسراً لبناء الثقة بين البلدين وتعريف الثقافة الإثيوبية للمواطن المصرى وتعريف الثقافة المصرية للمواطن الإثيوبى، وبالتالى هذا الجسر يكون أكبر مكانة حيث لا تنحصر العلاقة بين المؤسسات الحكومية ورجال السياسة فقط، بل تمتد إلى الشعوب وكلما كانت العلاقة بين الشعب المصرى والإثيوبى تزداد كلما كانت العلاقة مضمونة ونحن نسعى إلى ذلك.
وفى الوقت الحالى سوف نحتفل بمرور 85 عاماً من العلاقات الدبلوماسية المصرية الإثيوبية، وبالتالى القاهرة وأديس أبابا كانا من أولى الدول الإفريقية الذين ساهموا فى تأسيس منظمة الأمم المتحدة ووقّعا على وثيقة شيكاغو للملاحة الجوية ولذلك تجد التفوق المصرى والإثيوبى فى الملاحة الجوية فى كل من إفريقيا، وهما من نخب الطيران فى القارة السمراء وأسسا منظمة الوحدة الإفريقية وتحولت إلى الاتحاد الإفريقى ودعما الكفاح من أجل تحرير إفريقيا وفصل النظام العنصرى وإنهائه من القارة، والآن أمامنا أن نتجه نحو النهضة الإفريقية التى أساسها التعاون الاقتصادى وبناء قارة سمراء حديثة.
حادث محاولة اغتيال المخلوع فى أديس أبابا عام 1995 تسبب فى قطع العلاقات مع نظام مبارك، فهل كان لإثيوبيا يد فى هذا الحادث؟
* ليس لنا أى علاقة بمحاولة اغتيال الرئيس السابق مبارك، لأننا ضد الاغتيالات بشكل عام، وهو كان ضيفاً، وبالتالى الإثيوبيون يحيون ضيوفهم عبر التاريخ، ولكن ما حدث من بعض المتطرفين الذين كانت لهم صلة بالنظام الحاكم بالسودان آنذاك وما حدث من تجاوزات فى محاولة اغتيال فاشلة طبعاً، بعد تلك المحاولة قرر الرئيس المخلوع ألا يعود إلى الأمم الإفريقية، وهذا كان مضراً للسياسة الخارجية المصرية.
هناك لجنة ثلاثية مكونة من مصر والسودان وإثيوبيا لتقييم نتائج سد النهضة.. فهل لو انتهت اللجنة إلى أن السد سيسبب ضرراً لمصر سيتم استكماله؟
* إثيوبيا عازمة على استمرارها فى هذه الخطوة بخطى ثابتة وخاصة أن مهندس تلك الأفكار توفى والطريقة الوحيدة فى إثيوبيا لإظهار ولائنا لسياساته الاستمرار فى هذا النهج، بينما ما يتعلق باللجنة فنحن ملتزمون فقط أدبياً وليس قانونياً، وأقول للشعب المصرى: كفى هذه الشكوك حول سد النهضة، لأننى متأكد أنه سيعود بالنفع الكبير على مصر والسودان وإثيوبيا دون أن يسبب خسائر لمصر.
والبعض فى مصر قلق بشأن سد النهضة، لكننا مقتنعون بأنه سيكون مصدرا للتعاون فيما بيننا، وله فائدة على كل دول الحوض، فالمياه الموجود فى حوض النيل أكبر من احتياجاتنا جميعاً وعلى القاهرة تغيير خطابها السياسى الذى انتهجه مبارك.
ما تقييمك للثورة المصرية وما وصلت إليه من نتائج؟
* الثورة المصرية قامت من أجل مبادئ واضحة وهى الحرية والعدالة الاجتماعية والكرامة الإنسانية واستهدفت تجاوز الظلم وكشف الفساد وانطلقت من دافع حب مصر والرغبة فى النهوض بها وإخراجها من مرحلة مظلمة سادت فيها المصالح الشخصية على المصلحة العامة.
ولكن الآن فى ظل وجود حكومة مدنية وليست حكومة من جذور عسكرية فى طريق مصر، ذلك فى حد ذاته يؤسس لمرحلة قادمة من التطور الديمقراطى وتأسيس دستور لكل المصريين، ولكننا ننظر إلى مستقبل مشرق من العلاقات الطيبة ولا أجد تعبيرا ينطبق على الشعب المصرى غير أنه شعب طيب وعطوف ومسالم.
كيف ترى مصر الثورة فى عهد الرئيس مرسى؟
* نظام الرئيس "مرسى" يسعى لتعميق العلاقات مع أديس أبابا وتجاوز الخلافات التى اصطنعها الرئيس المخلوع ورجال النظام السابق، وننتظر أن تنهى ثورة يناير العظيمة التفكير القديم لنظام "مبارك" وترويجه بتربصنا بمصر.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.