لا يكاد يخلو مكان، سواء كان طريقًا عامًا لسيارة أو قطار أو مترو, إلا وترى فيه معظم المواطنين يختلون بأنفسهم مع هاتفهم المحمول، منعزلين عمن يجلسون بجوارهم سواء كانوا أقاربهم أو أصدقاءهم, وحتى في داخل المنزل، تجد المدمنين من مستخدمي مواقع التواصل الاجتماعي بعيدين تمامًا عن أقرب الناس إليهم. ويرى منتقدون أن هذه الظاهرة لها انعكاساتها السلبية على المجتمع المصري؛ بعد أن أصبح كل فرد في الأسرة يختلي بنفسه بعيدًا عن الآخر، ما ساهم في تمزيق أواصر الصلة داخل الأسرة الواحدة، بعدما كانت في السابق تجتمع وتستمع إلى بعضها البعض. وحذر الدكتور مجدي عاشور، المستشار العلمي لمفتى الجمهورية، من خطورة إدمان "السوشيال ميديا" من قبل البعض؛ لدرجة أن البعض يشارك في نشر شائعة تضر بالوطن. وقال في تصريحات صحفية، إن "الأسرة تتجمع في مكان واحد والكل مشغول بالسوشيال ميديا، وترك معاونة الأسرة من أجل ذلك، وكانت هذه الأدوات التى وصل استخدامها لحد الإدمان والإضرار بالأسرة، وزيادة الطلاق بسبب العزلة الأسرية التي سببتها ورفع نسبة الطلاق". وطالب عاشور بتخصيص ساعة لغلق الموبايل يوميًا للجلوس مع الأسرة والأبوين أثناء زيارتهما، وأن يتم استخدام "السوشيال ميديا" فيما لا يضر الوطن أو الأشخاص، وبشرط أن لا يتخلى الناس عن مسئولياتهم. وفي تصريح إلى "المصريون"، قال المستشار الإعلامي لمفتى الجمهورية, إن "هذه المطالبة من باب حث الأبناء على الجلوس مع أبنائهم، وعدم تركهم, خاصة أن هناك من يعاني من أمراض ويُترك وحيدًا". وأضاف, أن "هناك العديد من الشباب يسهر للصباح على مواقع التواصل الاجتماعي, ويتكاسل في أداء العمل، بجانب عدم اهتمام الطلاب بالمذاكرة؛ مما يتسبب في رسوب العديد منهم". وأشار إلى أن "المطالبة بغلق "السوشيال ميديا" يومًا لمدة ساعة, لحث المواطنين على الاستغناء عنها تدريجيًا، والاهتمام بأنفسهم وأمورهم ومصالحهم الشخصية, وعدم تكاسل الشباب عن العمل حتى لا تزيد نسبة البطالة في المجتمع". في السياق، قال النائب أحمد بدران البعلي, عضو لجنة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات بمجلس النواب, إن "اهتمام المواطنين والشباب بشبكات التواصل الاجتماعي أصبح يخلق جيلًا متكاسلًا عن العمل وغير قادر على الإنتاج, وتعطيل مصالح المواطنين". وأضاف ل"المصريون"، أن "الجلوس على "السوشيال ميديا" مضيعة لوقت الشخص, والشخص من المفترض أن يستغل تلك الساعات في العمل لتحسين دخله ومستوى معيشته، في ظل الأوضاع الاقتصادية التي تمر بها البلاد". وأشاد عضو مجلس النواب، بمطالبة مستشار مفتي الجمهورية, قائلًا: إن "السوشيال ميديا" لها تأثير سلبي على الإنتاج والعمل, فضلاً عما تحدثه من مشاكل داخل الأسرة نتيجة التواصل الخاطئ بين الشباب والفتيات, ويمكن أن يؤدي إلى وقوع طلاق بين المتزوجين". وطالب بأن يكون عدد ساعات الغلق أكثر من ساعة، ليكون يومًا كاملًا، حتى يعزف المواطنون عنه. من جانبه، قال المهندس محمد أبو قريش، خبير التكنولوجيا والاتصالات, إن "الإعلام هو من شيطن وسائل التواصل الاجتماعي و"السوشيال ميديا", وادّعي أنها هي السبب في ارتفاع نسبة الطلاق، وعزوف الشخص عن الأسرة، وتفضيله الجلوس مع نفسه". وأضاف ل"المصريون"، أنه "لا توجد قياسات موحدة أو نسب وأرقام على ذلك بأن "السوشيال ميديا" وراء تدمير الأسرة أو إدمان الشخص للإنترنت", موضحًا أن "كل هذا ما هو إلا مجرد إلصاق التهم والصفات السلبية للشبكة العنكبوتية ووسائل التواصل الاجتماعي بمختلف أنواعها". وأشار خبير التكنولوجيا والاتصالات, إلى أن "هناك كثيرين يستخدمون الإنترنت في البحث العلمي والكتابة والبحث عن معلومات مفيدة, بجانب استخدام الشخص المغترب للتواصل مع أهله وأسرته، بدلًا من الاتصالات عبر الهاتف الذي قد تكلفه مبلغًا ماليًا". وعن طلب مستشار مفتي الجمهورية، بغلق "السوشيال ميديا" لمدة ساعة يوميًا, بسبب عدم معاونة الأسرة، والإدمان وارتفاع نسبة الطلاق, قال أبوقريش, إن "هذه المطالبة التي تأتي تحت مسمى الغلق لمدة ساعة يومياً أشك في مقاصدها".