انتقد محللون سياسيون وخبراء أمنيون الطلب الإسرائيلى الذى وجهه رئيس الوزراء الإسرائيلى لمصر بضرورة سحب القوات العسكرية المصرية المنتشرة حاليًا فى سيناء معتبرين أنها رسالة تهديد تعبر عن القلق والهاجس الإسرائيلى من فرض أمر واقع هناك وإحباط محاولة السيطرة على سيناء. وأكد الدكتور طارق فهمى رئيس وحدة الدراسات الإسرائيلية بمركز دراسات الشرق الأوسط أن العديد من المختصين حذروا من هذا الفخ الذى قد يؤدى إلى خلل أمنى كبير فى سيناء، مشيرًا إلى أنه فى المراحل الأولى للثورة طلبت مصر من إسرائيل دخول قوات إلى سيناء تقدر ب800 جندى فى العملية الأولى لتمشيط سيناء. وأكد فهمى أن إسرائيل لديها قلق وهاجس من تزايد عدد القوات المصرية فى سيناء ومن فرض سياسة الأمر الواقع هناك دون تحديد جدول زمنى لانتهاء العمليات مشيرًا إلى أن مصر اعتمدت هنا على الموافقات السابقة فى ظل وجود المجلس العسكرى أما الآن فهى تعرب عن هاجس لديها بأن مصر تريد فرض الأمر الواقع فى سيناء بعد وجود رئيس مدنى وقيادة عسكرية جديدة غير واضحة بالنسبة إليها وتوقع فهمى أن تزيد إسرائيل من حدة لهجتها تجاه مصر خلال الساعات المقبلة وأن تقول إن مصر انتهكت معاهدة كامب ديفيد وخرجت عنها. وأشار فهمى إلى أن مصر والرئيس مرسى وقتها أمام سيناريوهين إما الاستجابة للطلبات الإسرائيلية بوقف العمليات والظهور وقتها أمام الشعب بمظهر الضعيف وإما التصعيد والاستمرار فيها والوقوف ضد إسرائيل مؤكدًا أنه فى كل الحالات إسرائيل تريد أن تستفز مصر وتقول إنها غير قادرة على الرد. وأكد فهمى أن هناك حلا يتمثل فى خيارين أمام الرئيس مرسى هو أن يفتح البروتوكول الأمنى معاهدة كامب ديفيد للتعديل وخصوصا فى "ج" التى تتم فيها العمليات وسنده فى هذا اللقاءات الدورية الأمنية بين القاهرة وتل أبيب. والسيناريو الآخر هو أن يضرب بطلبات إسرائيل عرض الحائط وهذا يجعل إسرائيل إما أن تتحرك عسكريًا فى المنطقة "ج" والمنطقة "د" الواقعة على الحدود وإما أن تذهب إلى الأممالمتحدة لطلب "الأمان الدولى" على سيناء مدعومة بموافقة أمريكية غير مباشرة. وأشار فهمى إلى أن إسرائيل فى إطارها العسكرى من الممكن أن تتحرش بالحدود المصرية لتثبت أنها قادرة على الرد وأن تقوم فى نفس الوقت بالسعى فى الطريق الدبلوماسى والذهاب للأمم المتحدة، مؤكدًا أن مصر وقتها عليها دور كبير فى دراسة هذه القضية وإدارتها باحترافية وعليها أن تسبق ذلك بتعديل الملحق الأمنى الخاص بمعاهدة السلام. ومن جانبه أكد الدكتور محمد عبد السلام الخبير العسكرى أن هدف إسرائيل من سحب القوات المصرية من المنطقة "ج" هو السيطرة على هذا الجزء من أرض مصر. وأكد عبد السلام أن مصر صاحبة قرار فى وجود قوات عسكرية مسلحة فى هذه المنطقة بالتحديد لأن المتطرفين الموجودين فى هذه المنطقة يشكلون خطرًا على الأمن القومى المصرى والإسرائيلى أيضا مؤكدًا أن نشر القوات المصرية تم بالاتفاق بين مصر وأمريكا وإسرائيل.