الروس يتعاملون مع مصر والسودان والكاميرون والكونغو وبوركينا فاسو وأنجولا تحسين العلاقات مع موسكو يدفع واشنطن وبكين إلى الاستثمار بإفريقيا تحت عنوان: "الروس قادمون.. بوتين يتوسع في مصر وإفريقيا"، قالت صحيفة "يديعوت أحرونوت" العبرية، إن "الدول الإفريقية وعلى رأسها مصر التي كانت تجمعها علاقات مع أوروبا والغرب والصين تفضل الآن روسيا وتبرم صفقات للسلاح معها". وأضافت: "بعد سنوات من الخمول، عادت روسيا للظهور في القارة السمراء من خلال التعاون العسكري وصفقات السلاح والاستثمارات؛ وذلك من منطلق المنافسة مع الغرب ودول أوروبا والصين، لقد بذلت موسكو خلال الأعوام الثلاثة الأخيرة جهودًا مضنية وصعبة من أجل تعزيز نفوذها في إفريقيا". وأوضحت أن "هذه الجهود الروسية برزت بشكل كبير في جمهورية إفريقيا الوسطى، وهي دولة فقيرة وغير مستقرة، والتي كانت تحت الاستعمار الفرنسي في الماضي، واستمرت في طلب المساعدة من فرنسا حتى بعد الاستقلال عنها، إلا أن روسيا حلت محلها منذ بداية هذا العام، ووفرت للجيش المحلي سلاحًا". وضربت الصحيفة أمثلة أخرى، موضحة أن "روسيا أرسلت سلاحًا للكاميرون لمساعدته في مواجهة إرهابيي جماعة (بوكو حرام) كما دخلت في شراكة وتعاون عسكري مع جمهورية الكونغو الديمقراطية، وبوركينا فاسو وأوغندا وأنجولا، ولديها تعاون مع السودان يشمل بناء مفاعل نووي، كما انها نشطة في صناعة التعدين بغانا وزيمبابوي". وواصلت: "الاتحاد السوفييتي حافظ في الماضي على تواجد كبير بالقارة السمراء كجزء من الحرب الأيديولوجية ضد الغرب، الروس دعموا الحركات الإفريقية التي حاربت من أجل الاستقلال، وبعثوا بالكثير من المستشارين إلى دول انتهى فيها العصر الاستعماري وعلى رأسها مصر، وخلال سنوات التسعينات ومع انهيار الاتحاد السوفييتي، عطلت المشاكل الاقتصادية والصراعات الداخلية، عطلت المشاريع الروسية الخاصة بالمنطقة، وبسب نقص المال أغلقت موسكو سفارات وقنصليات عديدة تابعة لها، وألغت برامج مساعدات وقلصت من علاقاتها مع الدول الإفريقية". واستدركت: "لكن قبل سنوات بدأ الكرملين في تعزيز صلاته مع مصر والدول الإفريقية مجددًا، وبحث عن شراكات جديدة وصفقات سلاح متنوعة، الرئيس فلاديمير بوتين تبنى هذا الأمر خلال زيارته لدولة الجزائر، وجنوب إفريقيا والمغرب، وهي الدول التي تعتبر مع القاهرة حلفاء لموسكو منذ عقود طويلة". وختمت: "تحسين العلاقات الروسية مع دول إفريقيا يعود بشكل إيجابي على الأخيرة؛ حيث يدفع أطراف منافسة مثل الولاياتالمتحدة والصين إلى الاستثمار وإقامة علاقات مع هذه الدول؛ خوفا من تمادي نفوذ موسكو بها، وكما قال السفير الروسي الأسبق بعدد من دول القارة السمراء، يفيجني كورندياسوف (حقيقة أن يكون لك شريك أخر وقناة أخرى للاستثمار والتطوير ودعم من دولة ثانية، لهو أمر يمثل استقلالية وقوة على الصعيد العالمي والدولي)".