كشف تقرير حقوقي ، حول تقييم أداء وسائل الإعلام المملوكة للدولة خلال فترة الدعاية للمرحلة الأولى من الانتخابات البرلمانية ، أن قنوات التليفزيون الحكومية منحت 68 % من التغطية التي خصصتها لمتابعة الانتخابات لمرشحي الحزب الوطني الحاكم . وتناول التقرير ، الذي أعده مركز القاهرة لدراسات حقوق الإنسان ، أداء 8 قنوات تليفزيونية مملوكة لدولة وهى الأولى والثانية والرابعة والسادسة والثامنة والبرلمان وقناتين مستقلتين هما دريم والمحور و17 صحيفة مملوكة للدولة ، مؤكدا انه لم يكن هناك اهتمام كافي من جانب وسائل الإعلام لتغطية الحملات الانتخابية للمرشحين في القنوات التليفزيونية كما كان الأمر في الصحافة. وأشار التقرير إلى أن مرشحي الحزب الوطني حصلوا على النصيب الأكبر من إجمالي التغطية التليفزيونية التي تم تقديمها للانتخابات بواقع 68% من إجمالي التغطية التي قدمتها القناة الأولى و58 % من إجمالي التغطية التي قدمتها القناة السادسة و66% من إجمالي التغطية التي قدمتها قناة البرلمان . وأشار التقرير إلى أن هذه المؤشرات تؤكد أن الحياد النسبي الذي ميز أداء القنوات التليفزيونية أثناء تغطية فترة الدعاية للانتخابات الرئاسية لم يحدث في الانتخابات البرلمانية حيث حصل الحزب الوطني الحاكم على تغطية تفوق بعدة مرات ما أتيح للقوى السياسية الأخرى وبدرجة تفوق أيضا الاختلال الحادث في ميزان النفوذ السياسي لصالح مرشحي الحزب الوطني الحاكم. ولفت التقرير إلى أن الانحياز كان واضحا في الصحافة المملوكة للدولة وبدرجات تجاوزت انحيازها لمرشح الحزب الحاكم في الانتخابات الرئاسية حيث بلغت التغطية التي حصل عليها الحزب الوطني الحاكم ما يعادل 76% من إجمالي التغطية التي حصلت عليها الأحزاب والقوى السياسية المختلفة وبلغ هذا الانحياز أقصاه في جريدة الأهرام اليومية بنسبة تصل إلى 95% من التغطية وتليها جريدة الأخبار بنسبة 86%. ولاحظ التقرير حرص وسائل الإعلام المقروءة على تخصيص النصف الأول من الصفحة الأولى في معظم الصحف المملوكة للدولة لتغطية مؤتمرات الحزب الوطني ومرشحيه ونشر الإنجازات والقرارات الايجابية للحكومة أو الرئيس في فترة الدعاية الانتخابية كما خصصت أماكن بارزة للتغطية الإعلامية والإخبارية لمرشحي الحزب الحاكم في صفحاتها الداخلية وتضمنت بعض الصور من الحجم الكبير والملونة أيضا. وندد التقرير باستمرار مرشحي الحزب الوطني الحاكم في استخدام الشعارات الدينية والآيات القرآنية في الإعلانات مدفوعة الأجر وفى الدعاية بشكل عام . وأوضح التقرير أن الصحف الخاصة والمستقلة وتحديدا "المصري اليوم" و"نهضة مصر " استمرت في تقديم خدمة إعلامية متوازنة على الصعيدين التحليلي والمعلوماتي وبما يساعد الناخب على اتخاذ قراره. وأوصى المركز في نهاية التقرير الذي تم الإعلان عنه في مؤتمر صحفي عقد مساء أمس الجهات المعنية بالأخذ بما جاء بالتقرير ووضعه تحت الدراسة بما في ذلك تقويم أداء المرصد من حيث الايجابيات والسلبيات.