حول تقييم أداء وسائل الإعلام المرئية والمسموعة المملوكة للدولة والمستقلة أثناء فترة الدعاية الانتخابية لمرشحي الرئاسة أصدر مركز القاهرة لدراسات حقوق الإنسان تقريره الثاني والنهائي للمرصد الإعلامي. رصد التقرير أداء 6 قنوات تليفزيونية حكومة وخاصة و17 صحيفة مملوكة للدولة ومستقلة وذلك خلال الفترة من 18 أغسطس الماضي حتى 4 من سبتمبر الجاري. أكد التقرير الذي يقع في 57 صفحة أن أداء وسائل الإعلام بشكل عام كان منحازا لمرشح الحزب الوطني الحاكم مع تفاوت كبير بين وسائل الإعلام المرئية والمقروءة وبين وسائل الإعلام المملوكة للدولة وأيضا الخاصة. أشاد التقرير بأداء القنوات التليفزيونية المملوكة للدولة واعتبرها أكثر عدلا بين المرشحين وأقل انحيازا لمرشح الحزب الحاكم مقارنة بالقنوات الخاصة والصحف المملوكة للدولة حيث شهدت تحسنا في الأداء والمتابعة مقارنة بأدائها في الأسبوع الأول من الحملة الانتخابية. وصنف التقرير أداء القنوات المختلفة وأعطى كلا منها أوزانا نسبية مختلفة وجاءت القناة الثانية أكثر عدلا حيث أعطت مرشح الحزب الحاكم نسبة 18% من المساحة الإعلامية المخصصة للمرشحين العشرة تليها القناة الثالثة التي خصصت نسبة 29% له والباقي تم توزيعه على المرشحين التسعة بما يشبه التساوي بينما منحت القنوات الخاصة أكثر من ضعف ذلك لمرشح الحزب الحاكم حيث بلغت النسبة في قناة دريم 69% والمحور 41% ومع ذلك اتسم أداء القنوات الخاصة بدرجة أكثر سخونة وحيوية مقارنة بالقنوات الحكومية الأمر الذي يساعد الناخب على اتخاذ قرار التصويت بناء على اقتناع مسبق. ولفت التقرير إلى انحياز الصحف المملوكة للدولة لمرشح الحزب الوطني خاصة اليومية منها وبلغ هذا التحيز أقصاه في جريدة الجمهورية التي أعطت 75% من المساحة الدعائية لمرشح الحزب الحاكم وبلغ أدناه في المساء التي أعطته 55% ثم روز اليوسف التي أعطته 53 %. وأشار التقرير إلى أن الانحياز لمرشح الحزب الحاكم لم يقتصر فقط على إفراد مساحات كبيرة بل تعدى ذلك إلى الجانب النوعي حيث قامت الصحف المملوكة للدولة بتوظيف مختلف الفنون الصحفية لخدمة هذا التوجه بما في ذلك الصورة وبنط الكتابة وموقع الخبر أو التحقيق والخلط أحيانا بين الرأي والمعلومة في إطار التغطية الإخبارية وطمس التعليقات النقدية من المرشحين الآخرين لبرنامج أو سلوك الحزب الحاكم. جاءت مجلة آخر ساعة – حسب التقرير – كأفضل الصحف القومية الأسبوعية بينما واصلت مجلة روز اليوسف نهجها العدواني تجاه بعض المرشحين المنافسين لمرشح الحزب الحاكم. كما احتلت صحيفتا المصري اليوم ونهضة مصر صدارة الصحف المستقلة التي التزمت بالنهج الحيادي والمهني الأمين في التغطية الايجابية للحملة الانتخابية ومع ذلك - وكما يقول التقرير – فان هذا الالتزام لم يؤثر على سخونة وحيوية تناولهما الصحفي وقدرتهما على جذب القارئ. وانتهى التقرير بالإشارة إلى لجنة الانتخابات الرئاسية حيث لم ترصد اي انتهاك وكرست جهودها للمواجهة مع القضاة ومنظمات حقوق الإنسان التي تقوم بمراقبة الانتخابات ولم تفوت اي فرصة من اجل إثارة أعمق الشكوك حول مدى النزاهة والشفافية التي ستتوفر لانتخابات اليوم.