أعجبتنى الكلمة الموجزة التى كتبها أحمد مرسى، نجل الرئيس محمد مرسى، على صفحته على شبكة التواصل الاجتماعى "الفيس بوك" هذا الأسبوع، والتى مدح فيها الشعب المصرى بذكر طباعه وصفاته الطيبة حيث قال: إن الشعب المصرى يتمتع بأخلاق حميدة ويتمسك بالخلق الكريم حتى لو اختلفت الآراء ويعتبر يدًا واحدة بكل أفكاره وتوجهاته، وشدد على فخره بكل الاتجاهات السائدة فى البلد بشرط التمسك بالمصلحة العامة، وفى النهاية سامح كل من دخل على صفحته وقام بسبه قائلاً: “أنا أسامح كل مصرى وطنى شريف زار صفحتى وسبنى, سامحنا الله جميعًا وألف بين قلوبنا وجمعنا كلنا على كلمة سواء". وفى هذا الأسبوع أيضًا قال الرئيس مرسى، خلال حفل الإفطار الذى أقامته القوات المسلحة؛ احتفالاً بذكرى انتصارات أكتوبر: إن مصر وشعبها وقواتها المسلحة أيدٍ واحدة، ولا مجال للحديث عن صدام بين الرئاسة والمجلس العسكرى. لم أجد أفضل من هذه الكلمات الصادرة عن الرئيس ونجله للرد على بعض – وأقول بعض وليس كل – المنتمين لجماعة الإخوان المسلمين، والذين لا يطيقون كلمة نقد واحدة توجه إلى الجماعة أو إلى الرئيس بحكم منصبه.. حيث نجد أن هناك ميليشيات إلكترونية إخوانية تقوم بمهاجمة كل من ينتقد قرارات أو سياسات الرئيس أو الجماعة السياسية.. وأقسم بالله العظيم أننى فوجئت بعدد من أعضاء هذه الميلشيات يقومون بكتابة (أكليشيهات موحدة) ويقومون بوضعها كتعليق موحد على أى نقد يتعرض له الرئيس بدون قراءة الموضوع أو المقال الذى يجب قراءته قبل الرد أو التعليق حتى يكون موضوعيًا وحياديًا، ويخدم الصالح العام. ولهؤلاء أقول: إن نقد قرارات أو توجهات الجماعة أو الرئيس ليس من المحرمات طالما ابتعد النقد عن التطاول والتجريح الشخصى – وهو ما نرفضه جميعًا – وأيضًا طالما ابتعد عن تصفية الحسابات الشخصية أو السياسية، وطالما كان النقد بناءً ويخدم الصالح العام ولا يهدف إلى الهدم والمعارضة من أجل المعارضة.. وأتصور أنه ليس من الصواب أن تبتعد تعليقاتكم عن الأسلوب اللائق والخارج أحيانًا – وأقول أحياناً- عن حدود اللياقة والأدب. وأقول أيضًا لهؤلاء: إن نقد سياسات الجماعة يأتى لكونها الجماعة صاحبة التأثير والأغلبية حاليًا فى الشارع المصرى وأخرجت لمصر رئيس الجمهورية الحالى.. وإذا كنا نحترم ونقدر اختيارات الصندوق الانتخابى التى جاءت بالدكتور محمد مرسى رئيسًا للجمهورية, فهذا لا يمنعنا كمواطنين أولاً وكصحفيين ثانيًا من توجيه النقد للرئيس وسياساته.. وأظنكم تعلمون أن الذى أوصلنا للحالة التى نحن عليها الآن فى مصر أن ميليشيات مماثلة كانت تقوم بنفس الدور فى عهد النظام السابق، وكانت تهاجم وتسب بضراوة أى شخص يهاجم أو ينتقد مبارك وأعوانه.. ولذلك نتمنى ألا تكرروا نفس أخطاء النظام السابق التى دمرت البلاد والعباد.. واعلموا أننا عندما نوجه نقدًا للرئيس أو الجماعة فهذا شىء مسموح به طالما أننا نشيد بأى إنجاز يتحقق مثل حملة وطن نظيف التى نرجو لها أن تستمر، ومثل رفع معاشات الضمان الاجتماعى، وغيرها من القرارات التى يجب ألا نختلف حولها.. واعلموا أننا جميعًا فى مركب واحد لو نجت لنجونا جميعًا، ولو غرقت لغرقت بنا جميعًا. وفى النهاية أقول: إننا يجب أن ننتقد ونظهر أوجه القصور والأخطاء إذا أردنا أن نصحح أوضاعنا المأساوية.. وعلينا أن نقول للرئيس لقد أحسنت إذا حقق إنجازًا أو اتخذ قرارًا صائبًا، أو لقد أخطأت إذا أصدر قرارًا خاطئًا، فهذه هى الديمقراطية.