"هل سيغير الرئيس المصرى محمد مرسى من الاتجاه الأيديولوجى والعسكرى لحركة حماس؟"، هكذا تساءلت صحيفة "هاآرتس" الإسرائيلية، والتى رأت أن هناك مؤشرا على ذلك تجلى خلال المقابلة التى أجراها الرئيس محمد مرسى مع إسماعيل هنية رئيس حكومة "حماس" مؤخرا. وقالت إنه بعد اللقاء أعلن هنية عن قيام مصر بمد فترة فتح المعبر الحدودى ل12 ساعة يوميا، وزيادة كميات الوقود المطلوبة لتشغيل محطة الطاقة بالقطاع. وأشارت إلى أنه على الرغم من ذلك، فإن استجابة مصر لمطالب غزة استجابة جزئية وليست كاملة، كما أن مصر ليست جاهزة لفتح معبر رفح لحركة البضائع؛ خاصة مع الضغط الأمريكى. وأوضحت أن المجلس العسكرى يطلب "حماس" تغيير أيديولوجيتها ومواقفها مقابل أى تنازل تقدمه مصر لغزة، وذلك مقابل شرطين، الأول أن تقطع حماس علاقاتها ب "خلايا الإرهاب" العاملة بسيناء والتى تسبب أضرارا اقتصادية وسياسية لمصر، والثانى الموافقة على المصالحة مع باقى الفصائل الفلسطينية وبناء قيادة فلسطينية موحدة. وأضافت أن منظومة العلاقات مع القيادة المصرية الجديدة والتى لا تقيم علاقات مع إيران وتعترف بعدم جدوى النضال العسكرى ضد إسرائيل تلزم "حماس" بالتفكير فى بدائل إستراتيجية. وتابعت: "حقيقة أن الرئيس المصرى وقادة حركته أعلنوا تمسكهم بكامب ديفيد، هذه الحقيقة وضعت حماس أمام معضلة، فإذا كانت الحركة الأم لحماس أى الإخوان المسلمين تعترف بإسرائيل، فهل يجب على حماس إعادة النظر فى أيديولوجيتها". وقالت الصحيفة إن "حماس لا يمكنها أن تعمل ضد إسرائيل بالشكل الذى يدخل الحكومة المصرية بقيادة الإخوان لوضع يكون فيها على مصر الاختيار بين دعم "الإرهاب" وبين الحفاظ على مركزها وعلاقاتها مع الغرب كدولة تحافظ على أمن المنطقة". وذكرت أن مهمة مصر من شأنها الآن أن تتغير، وأوضحت أنه على العكس من الرئيس السابق حسنى مبارك الذى لم يتردد فى التعاون من أجل فرض عقوبات على غزة، فإن مرسى لا يرغب فى تكرار ما فعله مبارك فيما يتعلق بالقطاع، لذلك فإنه ينتظر من "حماس" التنازل عن دورها العسكرى والتسليحى. وأشارت الصحيفة إلى أنه مقابل مبارك يتخذ مرسى إجراء مختلفا؛ فهو لا يضع شروطا مسبقة، ويلبى بعض مطالب "حماس"، لكنه ما زال يمسك بكل أوراق المساومة القومية فى يديه ويقوم بإلقاء الكرة فى ملعب الحركة. وذكرت أن السؤال الآن هو: إلى أى درجة سينجح هنية ومشعل وسائر قادة الهيئة السياسية فى الحركة الفلسطينية بإقناع الجناح العسكرى بحماس لتغيير موقفه الاستراتيجى، ونقل الوصاية السياسية على الأخيرة من سوريا لمصر؟. وأشارت إلى أن الحجة القوية التى قد تستخدمها القيادة السياسية ل "حماس" هى أن نظام "الإخوان المسلمين" فى مصر هو فرصة لتحييد سيطرة إسرائيل على معبر رفح وبهذا يمكنها لجم الحصار على القطاع، لكن لتحقيق هذا الهدف على الحركة الفلسطينية دفع ثمنا سياسيا يخدم القاهرة ويضع فى نهاية الأمر معضلة شديدة فى وجه إسرائيل.