الهزيمة المدوية التي لحقت بحسام بدراوي الذي يعد من أبرز وجوه مجموعة السياسات .. كانت لها تداعيات مثيرة على الساحة السياسية .. كثيرون توقعوا أنها ستقلب الأوضاع داخل أمانة السياسات .. وخاصة بعد هيمنة الحرس القديم علي ترشيحات الحزب الوطني الحاكم .. ورأى فيها البعض ضربة قاصمة موجهة إلى أمانة السياسات وأمينها جمال مبارك وإجباره علي الدخول في تحالف مع رجال الحزب الأقوياء كمال الشاذلي وصفوت الشريف و الابتعاد عن المجموعة التي هيمنت علي شئون الحزب في الفترة الماضية . ويعتقد علي نطاق واسع أن الهزيمة المذلة للحزب الحاكم في الجولة الأولي من الانتخابات البرلمانية أدت إلي تعزيز سطوة الحرس القديم وتعد دليلاً لا يقبل الشك علي أن خيارات جمال مبارك في الفترة الماضية قادت الحزب الحاكم إلي كارثة .. كما أنها أعطت دليلاً قويا علي عدم نضوج تجربة مجموعة السياسات إلي الحد الذي يسمح لها بقيادة الساحة السياسية الآن أو في المستقبل القريب . وأِشار المراقبون إلي أن الهزيمة الساحقة التي يعاني منها الحزب الوطني خصوصاً تيار مجموعة السياسات ستجعل رموزها يعيدون التفكير كثيراً في مسألة انشقاقهم عن الحزب الحاكم وتشكيل حزب جديد ، بعد أن أثبتت التجربة أن الحزب الحاكم بشقيه الحرس القديم ومجموعة السياسات لا يحظى بأي دعم أو شعبية في الشارع السياسي تؤهلهم لمثل هذه الخطوة الجريئة . وأوضحت مصادر سياسية أن نتائج الانتخابات الأخيرة قد سددت لكمة قوية لخيار التوريث وستجبر أنصاره والمتبنين لفكرته علي الانزواء ولو قليلاً في الفترة القادمة حيث أن التفاف الناخبين حول المستقلين والإخوان المسلمين أوضح أن الشعب مستاء وبشدة من سياسات الحزب الوطني ومحاولاته تحويل مصر إلي جمهورية ملكية . الدكتور عمر هاشم ربيع علق على هذه التطورات موضحا أن نتائج الانتخابات البرلمانية أكدت عدم جدوى السياسات التي يتبناها الحزب الحاكم في الفترة الماضية سواء أكانت سياسية أم اقتصادية ، وكذلك إصراره علي ترشيح شخصيات مكروه جماهيريا ، قد لعب دورا مهما في الخسارة السياسية المذلة التي لاقاها أمام تيار الإخوان المسلمين والمستقلين .