كشفت مصادر مطلعة ل "المصريون" عن "معوقات" اتهمت عددًا من الرموز والشخصيات السياسية بافتعالها بغرض إفشال مسعى الرئيس محمد مرسى فى تشكيل حكومة جديدة حتى الآن، تتلخص فى رفض شخصيات سياسية بارزة القبول بمنصب رئيس الوزراء إلا بعد الاستجابة لشروط توصف ب "التعجيزية"؛ مثل الدكتور محمد البرادعى المدير العام السابق للوكالة الدولية للطاقة الذرية، أو الإصرار على اصطحاب أعضاء فريقه ومستشاريه كشرط للقبول بالمهمة، فضلاً عن اشتراط المجلس الأعلى للقوات المسلحة الحصول على الحقائب السيادية. وقال صابر أبو الفتوح عضو مجلس الشعب السابق عن حزب "الحرية والعدالة" إنه بالفعل هناك عدد من المعوقات تواجه الرئيس فى تشكيل الحكومة الجديدة، مشيرًا إلى أن القوى السياسية لا تريد التعاون مع الدكتور مرسى فى تشكيل الحكومة من خلال الموافقة على تولى بعض المناصب.وأشار إلى أن هناك محاولات من جانب بعض القوى لتوريط الرئيس وجماعة "الإخوان المسلمين" فى اختيار الحكومة من تيار واحد لتنفيذ مخطط يهدف إلى إظهاره بمظهر العاجز عن تحقيق إرادة الشعب ومتطلباته مثلما جرى مع مجلس الشعب. وأضاف أبو الفتوح، أن تحديات تشكيل الحكومة مازالت قائمة حتى الآن وسط رفض عدد من الشخصيات قبول تشكيلها، رافضا الكشف عن أسماء هؤلاء، لكنه ألمح أن الأسبوع الحالى قد يشهد الإعلان عن التشكيل النهائى للحكومة بالرغم من جميع الصعوبات التى تلاحق مهمة تشكيلها فى الوقت الحالى. واتفق معه الدكتور طارق الزمر عضو مجلس شورى "الجماعة الإسلامية"، واصفا تشكيل الحكومة بالمهمة الصعبة. وقال إن الدكتور مرسى يحاول جمع القوى السياسية فى تشكيل واحد, لافتًا إلى أنه فى الوقت الذى أكد فيه أهمية وجود تجانس بين جميع الشخصيات لتحقيق أعلى الأهداف فى الوزارة. وأكد الزمر، أن هناك بالفعل محاولات لتوريط الرئيس فى التشكيل الجديد من خلال فرض عدد من القيود عليه من جانب بعض الشخصيات تحول دون موافقته على ذلك, معتبرًا أن هناك محاولة لوضع الرئيس فى موقف صعب، كما أن المشهد العام يدل على أن هناك 4قوى من مصلحتها إظهار الرئيس بهذا الشكل. بينما قال محمد فيصل عضو مجلس الشعب, عن حزب "النور" إن هناك عددا من الأسباب وراء تأخر إعلان الحكومة الجديدة، تتمثل فى تصميم المجلس العسكرى على اختيار وزراء وزارة الدفاع ووزارة الداخلية ووزارة الإعلام. وأكد أن هناك مخططا واضحا لإفشال خطة المائة يوم الأولى للرئيس، لإظهار أن الدكتور مرسى لا يستطيع فعل شىء حتى يفقد الشعب الثقة فى حكم "الإخوان المسلمين". وأوضح أن أحد أهم القرارات التى تساعد على ذلك هو وجود ميزانية الدولة فى يد المجلس العسكرى ومناقشتها من قبل الحكومة الحالية وهو ما من شأنه أن يؤثر على قرارات مرسى فى المائة يوم وفيما بعد تشكيل الحكومة. وطالب عمرو على عضو حركة 6إبريل إعطاء الفرصة الكافية للدكتور محمد مرسى, كى يقوم بتشكيل حكومته، لافتًا إلى أن حكومة كمال الجنزورى ظلت تحت طاولة الانتظار لمدة 3 أسابيع وكذلك حكومة فرنسا وحكومات أخرى إلى أن تم تشكيلها. وأرجع الدكتور أكرم بدر الدين رئيس قسم العلوم السياسية بجامعة القاهرة، تأخير إعلان تشكيل الحكومة إلى عدة أسباب؛ أهمها أنها أول حكومة تشكل فى عهد أول رئيس منتخب مدنى. واعتبر أن أحد أهم الأسباب الأخرى هو محاولة الرئيس إحداث قدر كبير من التوافق على الحكومة وتشكيلها لتضم فى تكوينها عدة قوى وتيارات وجهات سياسية.