كل يوم تشرق عليه الشمس,كل ساعة ودقيقة ولحظة من أجزاء الأربع وعشرين ساعة, علي مدار الأسبوع والشهر والسنة والدهر, يثبت الشعب الفلسطيني الأعزل البطل بصدوره العارية ويديه الخاوية وقلبه المملوء بالإيمان بعدالة قضيته وحقه في وطنه أن الحق لا يموت, وأن الإيمان بالقضية يخلق روحاً متوقدة سامية عالية مضحية بالغالي والنفيس في سبيل إستعادة الهوية والكرامة التي تفوح رائحتها من تراب الأرض الممزوجة بدماء الشهداء شيوخاً وشباباَ, أطفالاً ونساءً, في ملحمة مستمرة متوالية من الأربعينات حتى الآن, يوم الأرض ويوم العودة خرج الفلسطينيون الأبطال يواجهون الآلة العسكرية الصهيونية متظاهرين ومعتصمين ومقاومين, حاملين أعلام فلسطين الحبيبة ومتسلحين بعقيدة راسخة أن الأرض لهم, والتاريخ معهم, والقوة العسكرية والبطش وإرهاب الدولة المغتصبة لن يثنيهم عن عزمهم, ولن يفت في عضدهم, فأصحاب الحقوق مهما ظهر للجاهل أنهم ضعفاء أو قليلي الإمكانيات فهو شعور خادع وكاذب, فهم يملكون عقيدة راسخة كالجبال أنهم منصورون, وأن العدو بترسانته وتسليحه يخشى طفلاً عمره 3 سنوات يمسك سكيناً تقشر به أمه البطاطس فيقبض عليه ويتهمه بمحاولة طعن جنود لا تكاد تري وجوههم من غزارة ما يحملون من سلاح, لكنه الرعب والهلع وفقدان الإحساس بالأمان وعدم عدالة القضية لأنهم غاصبون معتدون فيلقي الله في قلوبهم الرعب, وينزع عنهم المهابة فيرعبهم الطفل والطفلة والشاب والشابة والشيخ والشيخة أصحاب الحق المدافعين عنه بما يملكون من أدوات ومعدات لا تقاس بما يملك الصهاينة, قدم الشعب الفلسطيني علي مدي تاريخه آلاف الشهداء علي كل المستويات ومن كل الإتجاهات والطوائف إسلامية ومسيحية وفتحاوية وحماسية وجهادية وجبهة شعبية وغيرها علي اختلاف المسميات, شهداء لا يعرف أحد أسماءهم ولا يذكر كنهتهم الباحثون, وقادة مشهورون وزعماء سياسيون وعسكريون, قدموا أبو جهاد وأبو إياد وغسان كنفاني وأبو علي مصطفي وأحمد ياسين والرنتيسي وشحادة والشقاقي ويحيي عياش ومحمد ضيف نهاية بياسر عرفات ومرورا بأسماءٍ أخري كثيرة لا يتسع المجال لذكرها , لكنها تدل أن كل الأطياف شاركت في الصمود وإقلاق مضاجع العدو وتثبيت الفلسطينيين وتشجيعهم علي الاستمرار في المواجهة لانتزاع حقوقهم المسلوبة, ويظل مروان البرغوتي في سجنه ومعه آخرون منهم الطفلة عهد التميمي رمز القوة والعزة والكرامة شاهدين علي تفشي روح المقاومة وتغلغلها في النفوس بدرجة يتعجب العالم من قدرة هذا الشعب علي الثبات والاستمرار رغم ما يحيط به من مؤامرات وخطط لكسر صموده لكنه يأبى ويأتي لنا كل يوم بالجديد في أساليب المقاومة الباسلة, تحدي الشعب الفلسطيني كل الظروف المحيطة به والمحبطة له بمنتهي القوة والثبات رافضا الفتات الذي يلقونه له فيما يسمي صفقة القرن والتي أحسن الرئيس الفلسطيني محمود عباس بوصفها بصفعة القرن وصرح بأنه لن يختم حياته بخيانة وتهجم علي السفير الأمريكي بالسب مما دفع أمريكا لتهديده باستبداله بآخر يقبل المساومة أو بقتله كما حدث مع ياسر عرفات؟!. كان محمود عباس يستمد قوته من هذا الصمود الذي يراه أمامه من جموع الشعب الأعزل بعيداً عن الحسابات السياسية والمناكفات التنظيمية التي تؤخر ولا تقدم, لكن وعي الجماهير وإيمانها بعدالة قضيتها بعيدا عن ألاعيب السياسة وتخاذل الساسة يظل هو الوقود الذي يغذي روح المقاومة ويجعلها مشتعلة حتى نحقق أهدافها وتنتزع حقوقها. إننا هنا من مصر أرض الكنانة نسجل تأييدنا لهذا الشعب الصامد البطل, ونستمد منه بعد الله سبحانه وتعالي اليقين أن هذه الأمة لن تموت , ولن تنتهي طالما بها أمثال هؤلاء الرجال, هؤلاء الشباب ,هؤلاء الأطفال ,هؤلاء النساء,فهؤلاء جميعا رمز لعزة عزت هذه الأيام ,رمز لكرامة ديست وإنتهكت في غيرها من البلاد حتى أصبح العرب أضحوكة وإمثولة وعلامة وآية للتفكك والضياع. إننا نقول إن هذه الأمة لن تضيع وفيها مثل هذا الشعب الفلسطيني البطل ,إننا نشد علي أيديكم ,ونقبل جباهكم ,وندعو لكم بظاهر الغيب فهذا جهد المقل وعمل العاجز لكن الله سبحانه يعلم ما في القلوب وهي مليئة بحبكم وتقديركم .