وجه عبد الحميد بنداري، نقيب المعلمين بالشرقية والمعتقل بسجن أبو كبير للمرة الثالثة منذ الانقلاب، رسالة تحيةٍ لصمود الرئيس مرسي مع ذكرى مرور الانقلاب الثالثة التي تتوافق مع 30 يونيو 2013م. وقال البنداري في رسالته: «سلام عليكَ يا بطل .. بعد مرور ثلاثة أعوام على خطفك وحبسك من قبل العسكر الخونة. سلام عليك يا رمز الثورة وأنت قابع خلف القضبان رافع الرأس شامخ النفس. سلام عليك أيها الحر الأبىّ وأنت تسطر صفحات مشرقة للأجيال عبر العصور. سلام عليك أيها الرئيس الشرعى الوحيد للمصريين فى كل ربوع مصر والعالم. سلام عليك فى محبسك الانفرادى حيث تقبع فيه بطلا حرا أبيا، وغيرك هم العبيد. سلام عليك من كل الأحرار فى سجون ومعتقلات مصر إلى بطلهم ورمزهم الشامخ القوى. سلام عليك من كل الثوار الأحرار فى شوارع وميادين مصر الثورة الذين يسطرون أروع الصفحات فى نضالهم المستمر، وهم يرفعون صورك ويرددون شعاراتك. سلام عليك من كل أحرار العالم الشرفاء وهم يستمدون قوتهم وصمودهم من ثباتك وصمودك وشموخك. سلام عليك فى أواخر شهر رمضان ونحن نودعه، ونرفع الأيادى وتبتهل الألسنة بالدعاء للملك الديان بأن يقوى ظهرك ويزيدك إيمانا ويقينا وصمودا. سلام عليك وعلى أهل بيتك الصامدين الشامخين الصابرين المحتسبين، الذين لم يسمح لهم الانقلابيون الخونة بزيارتك خلال الأعوام الثلاثة إلا مرة واحدة، فصبروا واحتسبوا وتحمّلوا، وما رأيناهم يتسولون الزيارة أو ينكسرون أو يتراجعون. والله ما نسيناك لحظة واحدة.. وما توقفت دعواتنا لك. وكيف ننساك وأنت الشعلة المضيئة لنا ولأجيالنا، وأيقونة ثورتنا النابضة. ولطالما تذكرنا كلماتك ومواقفك الشامخة وعزيمتك وإرادتك الفولاذية المُعبرة. طالما تذكرنا جولاتك وصولاتك البطولية الفذّة فى البرلمان، وصوتك القوى يزلزل أسماعهم وحصونهم، ولا يوقفك أحد لأنك تحمل الحق القوى بين جنباتك. نتذكر جميعا كلماتك القوية المجلجلة (لبيكِ يا سوريا)، بينما سوريا اليوم تئن فى بحور من الدماء وتُدك وتُدمر، ولا يتحرك أحد لنجدتها. نتذكر أيضا كلماتك الواضحة (لن نترك غزة وحدها)، وإذا بغزة وأهلها اليوم يستغيثون ويستصرخون وما من مجيب لهم. بل أتذكرك حينما زرتك فى محبسك فى مزرعة طره (2007)، وبينما أحاول أن أخفف عنك آلام الحبس والاعتقال، فإذا بك تقول لى بابتسامتك المعهودة: (الإصلاح يستحق أكثر).. فلم أستطع الرد أو التعليق، فإذا بالأيام تثبت صدق مقولتك ونبوءتك. ولطالما تذكرت الأمة وأحرار العالم أجمع أول ظهور لك فى المحاكمات الهزلية وأنت تخرج للعالم بطلا صامدا قويا غير عابئ بسجانيك، وتعلن من داخل القفص بصوتك الجهورى وإيمانك الراسخ أنه: (لا اعتراف بالانقلاب- لا تفاوض مع القتلة- لا تفريط فى حق الشهداء)، فأيقظت فينا روح العزة والإباء. سيدى الرئيس.. إن البلاء يكون على قدر الإيمان، والأجر يكون على قدر المشقة، ويُبتلى الرجل على قدر دينه فإن كان فى دينه صلابة زيد له فى البلاء. وأنت من صنعك الله لمصر والعالم الحر لتكون النموذج والقدوة والنبراس. وسوف تعبر بنا وبثورتنا عنق الزجاجة نحو النصر والتمكين فى الغد القريب بإذن الله. فاثبت على ما أنت عليه.. ووالله لن يضيعك الله أبدا. فما عهدناك عبر سنوات معاشرتنا لك إلا رجلا جلدا صادقا صدوقا حرا أبيا، وإننا على يقين بأن لعنات الله وغضبه سوف تنزل (بل هى تنزل فعلا) على سجانيك الخونة الآثمين، وإن ذنبك يلاحقهم أينما ارتحلوا أو تحركوا. فالفشل دليلهم.. والرعب يملأ قلوبهم.. والهزيمة تنتظرهم. ( فاصبر إن وعد الله حق ولا يستخفنك الذين لا يوقنون).