بينما حذر أحد مشايخ قبائل شمال سيناء، من كارثة إنسانية وشيكة بالمحافظة، إذا استمرت الأوضاع على ما هي عليه، جراء النقص في المواد الغذائية الأساسية، قال آخرون، إنه على المواطنين التحمل والصبر؛ حتى تنتهي الدولة من حربها على الإرهاب. وأطلقت القوات المسلحة في 9 فبراير الجاري، العملية العسكرية الشاملة "سيناء 2018"، ضد العناصر الإرهابية في شمال ووسط سيناء، ومناطق أخرى بدلتا مصر والظهير الصحراوي غرب وادي النيل. وأحكمت القوات، السيطرة على كافة مداخل ومخارج سيناء، حيث منعت حركة الدخول والخروج، الأمر الذي انعكس في نقص في السلع بالمحافظة. وأظهرت صور، ومقاطع فيديو متداولة، تجمع الأهالي في العريش بمنطقة السوق الرئيسة، من أجل الحصول على احتياجاتهم من السلع والخضروات، التي تواجه شحًا في المحافظة. أحد مشايخ قبائل سيناء، قال إن "الأوضاع في سيناء تزداد سوءًا يومًا بعد آخر، نتيجة النقص الحاد في المواد الغذائية، والخضروات والفاكهة والأدوية والحليب". وفي تصريح إلى "المصريون"، حذر المصدر الذي طلب عدم نشر اسمه، من "كارثة إنسانية في سيناء، إذا استمرت الأوضاع على ما هي، ولم توفر الدولة المواد الغذائية والأدوية المطلوبة". وأشار إلى أن "تكدس المواطنين على شاحنة المواد الغذائية التي وفرتها الدولة خلال الأيام الماضية، خير دليل على أن هناك نقص شديد في احتياجات الأهالي الأساسية، وإلا ما تسابقوا عليها بهذا الشكل الذي شاهده الجميع"، مشيرًا إلى أنه "نتيجة التزاحم، وقعت العديد من الإصابات بين الأهالي". ولفت إلى أن "الشرطة المدنية تقوم بتفتيش المنازل بشكل دقيق جدًا، وتُلقي القبض على المطلوبين أو الهاربين من تنفيذ الأحكام، بينما تطارد القوات المسلحة الإرهابيين في المناطق المهجورة". وقال المصدر: "نحن على أتم استعداد للوقوف ومساعدة الدولة، لأبعد الحدود، وبذل كل ما نملك، لكن على الدولة أن توفر لنا احتاجتنا الأساسية، حتى نتمكن من تحمل كل هذا". إلى ذلك، قال مصدر قبلي آخر، إن "هناك نقصًا بالفعل في المواد الغذائية بسيناء، لكن على المواطنين تحمل ذلك، حتى تتمكن الدولة من استئصال الإرهاب والجماعات الإرهابية من سيناء كما وعدت". وأضاف ل"المصريون": "الدولة بدأت تسير بعض القوافل الغذائية إلى سيناء؛ للتقليل من حجم المشكلة، وهناك إنجازات تحققت بالفعل على أرض الواقع". وأشار إلى أن ما وصفه ب "الحادث الطارئ، الذي تمر به سيناء، سينتهي قريبًا، في ظل الانتصار الكبير الذي تحققه الدولة على الإرهابيين، ويتعين على الأهالي الصبر". وقال الشيخ على فريج، عضو مجلس الشورى السابق عن شمال سيناء، إن "القضاء على الإرهاب، بشكل كامل في سيناء بات وشيكًا، ولا يجوز التحدث عن نقص المواد الغذائية، والدولة تحارب الإرهاب". وأضاف ل"المصريون": "الدولة بالتأكيد وضعت ذلك في الحسبان، ومن المؤكد أنها لم تقدم على تلك الخطوة، إلا بعد أن وضعت خطة لتفادي وقوع أي كارثة إنسانية، لكن جشع التجار هو ما يتسبب في حدوث تلك الأزمات".