عندما وجهت الأجهزة الأمنية استدعاء للمواطن ثروت محمد عبد العال اعتقد الرجل أن الأمر لن يعدو عن كونه إجراء أمنيا عاديا تقوم به الأجهزة الأمنية من وقت لآخر لكن ظنه لم يكن في محله فلقد فوجيء لدي مثوله للتحقيق باتهامات غريبة لا يعلم عنها شيئا وبدا له بوضوح أن الأمر ليس بسيطا كما توقع لكن الأمر ازداد وضوحا عندما كانت عربة الترحيلات تقله مع آخرين في طريقها إلى سجن أبو زعبل شديد الحراسة ، كان اليوم هو العشرين من مايو عام 1995 وكان المعتقل يعج في هذا اليوم بالذات بالمعتقلين الجدد الذين جري تسكينهم بسرعة في أحد الزنازين المنتشرة في المعتقل الذي طالما وأد شباب العديد من الأبرياء وضيع صحتهم ،عاني ثروت محمد عبد العال من مياه بيضاء علي العين من جراء تعذيب شديد تعرض له ،ورغم عدم الرعاية الصحية الشديد الذي يلاقيه المعتقلون إلا أن إدارة المعتقل ترفض تنفيذ الإفراجات التي حصل عليها رغم حالته الصحية التي تحتاج إلي رعاية خاصة ، لا ينتظر الرجل إفراجا لأنه بات يعلم أن ذلك أقرب إلي المستحيل لكنه لم ييأس من رحمة الله.