عندما دخل أحمد فتحي محمود عبد الغني المعتقل في الخامس من يوليو عام 2000 لم يكن هو نفسه يتصور أن سيظل حبيس جدران هذا المعتقل حتى يومنا هذا. بدأت قصته عندما كان يتردد على المساجد في مرحلة مبكرة من عمره، الأمر الذي جعله متدينا نقيا محافظا على الصلوات في أوقاتها. كرس تردده المستمر على المساجد ومحافظته على الصلاة لتدين راسخ واستقامة طويلة لم يحد عنها لحظة واحدة، فكان مثالا للشباب المسلم الواعد. وكان مضربا للأمثال في الاستقامة والصلاح من كل جيرانه وزملائه وأهله. كان باسم الوجه دائم البشاشة ورغم إصابته في سن مبكرة بمرض شلل الأطفال إلا أنه كان شديد النشاط. بدأ أحمد فتحي مشواره مع المعتقل عندما اقتحمت قوات أمن الدولة منزله اقتاده رجال الحكومة إلى المعتقل رغم رؤيتهم لشخصه مشلولا أمامهم. إلا أن رجال الحكومة نفذت الأوامر وحسب. كان أحمد لا يعرف وقتها إلى أين يقتاده هؤلاء الزبانية الذين لا يعرفون الرحمة. إلا أنه عرف كل شيء بعد ساعات قليلة، عندما وضع في غرفة مظلمة في سجن أبو زعبل شديد الحراسة. ومرت الأيام بطيئة على أحمد الذي بدا مستسلما لقضاء ربه متصورا أن الأمر سينتهي بعد شهور قليلة، غير أن السنة مرت وراء الأخرى دون أي تغير فلجأ إلى التظلمات حيث حصل على العديد من الإفراجات التي لم تنفذ ويعاد اعتقاله بشكل دائم ومتكرر. وبجلسة 24/11/2004 في التظلم رقم 37498 لسنة 2004 حصل على إفراج بهذه الجلسة إلا أنه لم ينفذ واعتقل مرة أخرى. أحمد أصيب بتيبس في الرئة في المعتقل نتيجة لأن الزنازين لا تتوافر فيها أدنى القواعد الصحية ولا يعرف أية أمراض أخرى سيصاب بها في هذا المعتقل. هل يعرف رجال أمن الدولة والحكومة .. نأمل أن يكونوا كذلك