بدأ المتظاهرون فى التوافد على ميدان التحرير، للمشاركة فيما أطلق عليه مليونية "تسليم السلطة"، التى دعت إليها العديد من الأحزاب والقوى والائتلافات الثورية، ومن المنتظر أن يقوم الدكتور محمد مرسى الرئيس المنتخب بزيارة للميدان عقب أدائه لصلاة الجمعة بالجامع الأزهر. ويطالب المشاركون فى مليونية اليوم بتسليم السلطة فى البلاد بكامل صلاحياتها إلى الرئيس المنتخب، وإنهاء الدور السياسى للمجلس العسكرى وعودة الجيش إلى ثكناته، بالإضافة إلى الاستمرار فى المطالبة بإلغاء الإعلان الدستورى المكمل، وإلغاء قرار حل مجلس الشعب المنتخب، فضلا عن التأكيد على عدم المساس بالجمعية المنتخبة لإعداد الدستور. ومن المقرر أن تتضمن فاعليات مليونية اليوم خروج العديد من المسيرات من بعض المساجد والميادين بالقاهرة والجيزة فى الخامسة من مساء اليوم، من بينها مسيرة من مسجد الفتح برمسيس، ومسيرة من مسجد مصطفى محمود بالمهندسين وأخرى من مسجد الاستقامة بالجيزة، فضلا عن مسيرة تنظمها مبادرة التوافق الشعبى نحو القصر الرئاسى مساء اليوم للتأكيد على الرفض الكامل للإعلان الدستورى المكمل وقرار المجلس العسكرى بحل البرلمان. وعلى الصعيد الميدانى، قام المتظاهرون بإغلاق جميع المداخل والشوارع المؤدية إلى الميدان"، حيث تم وضع الحواجز الحديدية بمداخل الميدان أمام المتحف المصرى، والجامعة العربية، وشوارع قصر العينى، ومحمد محمود وقصر النيل، كما انتشر شباب اللجان الشعبية على جميع مداخل الميدان للاطلاع على هويات الوافدين وتفتيشهم، لضمان عدم اندساس أى عناصر خارجة على القانون أو بلطجية بين صفوف المتظاهرين. وبدأت مجموعات المتظاهرين فى حجز أماكنها من الآن أمام المنصة الوحيدة الموجودة بالميدان، التى تم نصبها بالقرب من الجامعة الأمريكية منذ حوالى 11 يوما، لكن تم إدخال تعيدلات عليها اليوم وتقويتها بالمزيد من الأخشاب، وكذلك تركيب العديد من مكبرات الصوت استعدادا لاستقبال الرئيس المنتخب الدكتور محمد مرسى اليوم. كما شهد الميدان تواجدا مكثفا للباعة الجائلين، على الرغم من قيام المعتصمين أمس بطرد العديد منهم خارج الميدان لكثرة اشتباكاتهم مع بعضهم البعض، وهو ما اعتبره المعتصمون إساءة لهم ولميدان الثورة. وكانت مجموعة من القوى السياسية قد أعربت عن مشاركتها فى مليونية "تسليم السلطة" المقررة اليوم الجمعة بميدان التحرير، والتى دعا إليها مجلس أمناء الثورة، للمطالبة بإعطاء الرئيس المنتخب كل السلطات ولإضفاء الشرعية له والتأكيد على رفض الإعلان الدستورى المكمل والتراجع عن قرار حل مجلس الشعب، بالإضافة إلى عدم المساس باللجنة التأسيسية لوضع الدستور. ودعا الدكتور صفوت حجازى رئيس "مجلس أمناء الثورة" إلى استمرار الاعتصام حتى يتم تسليم السلطة كاملة للدكتور محمد مرسى الرئيس المنتخب، قائلاً: لا بد من الاعتصام فى الميدان حتى تسليم السلطة إلى الرئيس المنتخب فى الموعد المحدد وهو بعد أيام قليلة وتكون كاملة غير منقوصة وغير مشروطة بإعلان دستورى مكبل. وأكد ياسر عبد التواب مدير المكتب الإعلامى لحزب "النور" السلفى مشاركة الحزب فى المليونية من أجل المطالبة بتسليم السلطة ورفض حكم المحكمة الدستورية القاضى بحل البرلمان؛ لأنه منتخَب من قبل الشعب المصرى بانتخابات نزيهة. وأشار إلى أن الحزب سيعلن أيضًا عن رفضه التام للهجمة الإعلامية الشرسة التى يتعرض لها التيار الإسلامى والرئيس المنتخب بصفة خاصة والتى وصلت إلى حد استهزاء إحدى الصحف به بنشرها لألفاظ تسىء إليه وهو حد يعاقب عليه القانون. وأعلنت الجماعة الإسلامية مشاركتها فى مليونية اليوم ودعمها لجميع الفعاليات التي تدعو اليها القوي السياسية لضمان تسليم السلطة بشكل فاعل للرئيس المنتخب وضرورة تمتعه بكافة الصلاحيات وأكد الدكتور طارق الزمر المتحدث الرسمي باسم الجماعة استمرار مشاركة أعضاء الجماعة في الاعتصام بميدان التحرير لحين تحقيق أهداف الثورة. وقال إن الاعتصام لم ينته وإن الجماعة الإسلامية ستشارك فى جميع الفعاليات إلى تدعو إليها القوى الثورية بما فيها مليونية تسليم السلطة. كما أعلنت حركة 6 إبريل مشاركتها فى فعاليات المليونية واستمرارها فى الاعتصام بميدان التحرير حتى تسلم السلطة. وقال الدكتور أيمن نور رئيس حزب "غد الثورة" إن جميع القوى السياسية ستشارك فى المليونية لكى ترفض أيضًا الإعلان الدستورى المكمل. وأشار أبو العلا ماضى رئيس حزب "الوسط" إلى أن حزبه سيشارك بالمليونية وينضم إلى مطالب الشارع المصرى. فى المقابل، رفض نجيب أبادير من حزب "المصريين الأحرار" المشاركة فى مليونية اليوم بزعم أنها تعرقل الاستقرار؛ خاصة بعد انتخاب رئيس جديد، رافضًا فكرة الاعتصام حتى تسليم السلطة. من جانبه، أكد محمود غزلان المتحدث الرسمى باسم جماعة الإخوان المسلمين أن الجماعة لن تترك الميدان حتى يتم تسليم السلطة إلى الرئيس المنتخب محمد مرسى. ومن ناحيته أكد عبد المنعم إمام أحد مؤسسى حزب "العدل" أن الحزب لن يشارك فى فعاليات المليونية نظرًا لانشغال حزبه بانتخابات داخلية فى نفس اليوم بالإضافة إلى عدم قناعة الحزب بفكرة المليونية من الأساس. ولفت إلى أن الحزب لن يشارك فى الاعتصام الذى دعت إليه بعض القوى السياسية للثقة بالمجلس العسكرى لتسليم السلطة فى الموعد المحدد فى نهاية الشهر الحالى.